أبو ظبي – (رياليست عربي): في خطوة عززت الثقة في العلاقات الروسية – الإماراتية، أدرجت موسكو الدرهم الإماراتي كأول عملة عربية تقبل الحصول عليها مقابل مستحقاتها من صادرات الطاقة، في إطار البعد عن التعامل بالدولار الأمريكي.
ويري الخبير الاقتصادي المصري، علي الإدريسي، أن موسكو بالتوجه نحو العملة الوطنية لدولة الإمارات وتحصيل عائدات مبيعاتها من النفط لبعض المصافي الهندية، خطوة لها أبعادها السياسية والاقتصادية ويعود إلى حالة الاستقرار الاقتصادي والسياسي لـ أبوظبي، بالإضافة إلى العلاقات القوية التي تربطها مع موسكو، وطالب الجانب الروسي بإدراج عدداً من العملات العربية الأخرى في المنطقة ضمن سلة تقبل بها سداد صادراتها سواء النفطية أو السلعية.
كما تحمل الخطوة إشارة سياسية أخرى وفق مراقبون للشأن الإقليمي، خاصة أنه جاءت بعد أيام قليلة من مغادرة الرئيس الأميركي، جو بايدن، المملكة العربية السعودية “خالي الوفاض” عقب قمة جدة التي جمعته بزعماء دول الخليج ومصر والأردن والعراق.
وأثبتت القمة العربية الأميركية التي استضافتها المملكة النفطية، حالة عدم اليقين في مستقبل العلاقات بين الإقليم وواشنطن، واتسمت كلمات القادة العرب بالحدة الدبلوماسية، في رسائل مبطنة للإدارة الأميركية بعدما أدارت ظهرها عن الشرق متأخرة، يتملكها عقيدة الهيمنة غير مبالية بتغيير فكر القادة الجدد، وحرصهم الدائم على تنويع العلاقات الخارجية سواء على الصعيد التجاري أو السياسي وحتى العسكري.
وحققت روسيا في هذه القمة مكاسب كبيرة حيث أنها كانت حاضرة على طاولة جدة، خلف ستار المساندة العربية والداعمة لها في عمليتها العسكرية لحماية “دونباس”، خاصة أن الدول العربية من شرقها إلى غربها تجرعت مرارة الخيانات الأميركية ونشرها العنف بالإقليم من خلال دعم الجماعات والميليشيات الإرهابية المسلحة، وربما تكون كلمة الرئيس المصري جاءت مباشرة في هذه الزاوية عندما ارتفعت نبرة صوته الهادئ فى كلمته حينما تطرق إلى عدم سماح بلاده والمنطقة بوجود ميليشيات مسلحة ترفع السلاح في وجه الدولة الرسمية.
وقد سارعت الصين في الرد على تقليل بايدن من أهمية الدول النافذة في الشرق الأوسط، ووصفت شعوبها بأسيادها رافضة وصفه بترك الفراغ حيث أن الشرق الأوسط ليس فناء خلفي لأحد كما ذكرت.
هنا يأتي وفق حديث المراقبون قائمة مطالب من روسيا وزعيمها فلاديمير بوتين، بضرورة ترسيخ علاقات بلاده بشكل وطيد مع الدول العربية والإسلامية، والانفتاح على أسواقها التجارية وفتح الأسواق الروسية للاستثمارات العربية وتقديم تسهيلات مغرية تدفعهم رجال أعمال المنطقة للتحول شرقاً والانصراف عن المراهنة مع الغرب، خصوصاً بعد خطوات أميركا وأوروبا التى استباحت مصادرة الأموال الروسية بحجج واهية وهو أمر من شأنه خلق حالة عدم يقين لدى المستثمرين العرب من الأسواق الأمريكية والأوروبية.
وما يدلل على هذه المخاوف، ما ذكره رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الأسبق، حمد بن جاسم، أن أوروبا تمر الآن، وعلى رأسها ألمانيا، بوضع صعب بسبب تداعيات الأزمة الأوكرانية وعجز دول القارة الأوروبية عن الخروج من دائرة الفلك الأميركي المهيمن على تلك الدول نتيجة ضعف قدراتها العسكرية وهشاشة اقتصادها ومواقفها السياسية.
وتوقع مهندس السياسة الخارجية سابقاً لدولة قطر، تدهور أوضاع أوروبا حال اندلعت أزمة جديدة ومواجهة ما بين الولايات المتحدة والصين بسبب تايوان، أو لغير ذلك من الأسباب سواء في السنتين ونيف المتبقيتين من عهد الرئيس جو بايدن (الديمقراطي)، أوفي عهد رئيس جمهوري، إذ تشير كل الدلائل إلى أن الجمهوريين قد يسيطرون على مجلسي الكونغرس بعد الانتخابات النصفية في نوفمبر القادم وعلى البيت الأبيض بعد ذلك التاريخ بعامين.
وأوضح أنه في جميع الأحوال فإن الخاسر الأول هو أوروبا إلا إذا استبقت الأزمة المحتملة بحوار مع الصين، وقد يكون هذا مدخلاً كذلك لحلحلة الوضع المتأزم والجامد في أوكرانيا الآن.
خاص وكالة رياليست.