لندن – (رياليست عربي): صرح وزير الدفاع البريطاني بن والاس أنه من المستبعد أن ترسل بريطانيا وحلفاؤها قوات للتدخل إذا قامت روسيا بغزو أوكرانيا، طبقاً لوكالة الأنبارء الفرنسية “AFP“.
ويأتي هذا التصريح مخالفاً للواقع الذي يتحدث عن انخراط بريطاني واضح في مسألة إعادة فتح ملف المعارض الروسي ألكسي نافالني مجدداً، في محاولة منها الضغط على روسيا من ناحية أخرى، الأمر الذي لم تقف موسكو صامتة حياله، بل واجهت بريطانيا بحزم وصل إلى إمكانية فرض عقوبات على شخصيات بريطانية.
وكانت قد حذرت بريطانيا ودول مجموعة السبع الأخرى هذا الأسبوع موسكو من “عواقب وخيمة” إذا غزت أوكرانيا لكن رئيس الوزراء بوريس جونسون قال الجمعة إن بلاده ستلجأ إلى كل إمكاناتها “الدبلوماسية والاقتصادية” في مواجهة أي “عدوان” روسي، بالتالي، إن الموقف الغربي بات واضحاً تجاه الضغط على روسيا، خاصة من الناحية الاقتصادية، فلطالما رغبت الولايات المتحدة بتعطيل مشروع نوردستريم2 الروسي، وانتقدته هي وبعض دول الاتحاد الأوروبي، حيث تخشى من الاعتماد بشكل كبير على روسيا في إمدادات الطاقة.
وينتهج الغرب هذا الأسلوب في نيتهم نشر قوات على الحدو مع روسيا، على الرغم من أن أوكرانيا ليست عضواً في حلف شمال الأطلسي – الناتو، لكن مع اقتراب ساعة الحقيقة، وبدء الحراك الروسي الجاد في هذا الموضوع، من المرجح عدم تدخل تلك الدول عسكرياً، وأول المتملصين من ذلك بريطانيا.
وتحت ذريعة عدم انتساب أوكرانيا للناتو، قال والاس، من غير المرجح إلى حد كبير أن يرسل أحد قوات إلى أوكرانيا لتحدي روسيا، وأضاف “لا ينبغي أن نخدع الناس ونقول إننا سنفعل. الأوكرانيون يدركون ذلك”. ورفض الرئيس الأميركي جوزيف بايدن حتى الآن الخيار العسكري، وقال والاس إن بريطانيا يمكن أن تساعد أوكرانيا في “بناء القدرات” مضيفا أن التهديدات بفرض “عقوبات اقتصادية شديدة” هي أكثر أشكال الردع المحتمل تنفيذها.
لكن الأسلحة الأخرى التي ستوجهها لندن إلى موسكو هي تجديد ملف المعارض الروسي ألكسي نافالني إلى جانب إمكانية قطع روسيا عن شبكة سويفت الدولية للتحويلات المالية.
الجدير بالذكر أن الغرب يقول إن موسكو جهزت نحو 100 ألف جندي بالقرب من أوكرانيا التي تقاتل انفصاليين مؤيدين لروسيا في شرقها منذ 2014، لكنه لا يعرف بعد ما إذا كان بوتين قد اتخذ قرارًا بشأن الغزو، وقال والاس: “لسنا متأكدين من أنه اتخذ قراراً، لكن مع ذلك فإن أفعاله واستعداداته العسكرية تشير إلى هذا الاتجاه … أعتقد أننا يجب أن نشعر بالقلق جميعاً”، وهذا يتضارب مع التصريحات الأمريكية مؤخراً، إذ يبدو أن لا رأي موحد في هذا الخصوص سوى التصعيد الإعلامي لا أكثر من ذلك.
خاص وكالة رياليست.