هلسنكي – (رياليست عربي): تم تدمير أساس التعاون الثنائي الذي كان متيناً ومفيداً للطرفين بين روسيا وفنلندا بالكامل تقريباً بسبب جهود الجانب الفنلند، وأفاد معهد بنك فنلندا لدراسة الاقتصادات الناشئة أن المستوى الشهري لصادرات وواردات السلع بين البلدين انخفض إلى أدنى مستوياته في التسعينيات – أقل من 150 مليون يورو، وفي الوقت نفسه، في أوائل عام 2022، استوردت فنلندا بضائع روسية بمليار يورو.
وبالاعتماد على أرقام هيئة الإحصاء الروسية، بلغ حجم التجارة الخارجية لروسيا وفنلندا أكثر من 13 مليار دولار في عام 2021، كانت الدولة الاسكندنافية سادس أكبر شريك تجاري للاتحاد الروسي في الاتحاد الأوروبي بعد ألمانيا وهولندا وفرنسا وإيطاليا وبولندا.
وفي فبراير 2023، أعلنت بورصة هلسنكي أن خسائر الشركات الفنلندية من مغادرة السوق الروسية تجاوزت 4 مليارات يورو، وكانت شركة فورتوم للطاقة وشركة YIT للبناء وشركة نوكيان تايرز لتصنيع الإطارات هي الأشد تضرراً.
وجدير بالذكر أن وحدة فورتوم الروسية، تمتلك سبع محطات طاقة حرارية في جبال الأورال وغرب سيبيريا، كما أنها تمتلك العديد من محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية في روسيا، وبلغت القيمة الدفترية لجميع هذه الأصول في نهاية عام 2022 1.7 مليار يورو، وقدرت بورصة هلسنكي خسائر YIT بمبلغ 440 مليون يورو، بينما خسرت نوكيان للإطارات 300 مليون يورو.
بالإضافة إلى ذلك، كانت المرة الأخيرة التي كان فيها متوسط الصادرات والواردات الشهرية بين البلدين منخفضة جداً في عام 1999، عندما وصلت بالكاد إلى 160 مليون يورو، وانخفضت حصة روسيا في حجم التجارة الفنلندية إلى أدنى مستوى تاريخي لها بلغ 2.6٪، وآخر مرة كان عند هذا المستوى المنخفض كانت في الأربعينيات من القرن الماضي، لكن بالنظر إلى أحدث البيانات التجارية الصادرة عن الجمارك الفنلندية تعود إلى فبراير 2023، أي أن الإحصائيات لا تعكس عواقب انضمام فنلندا إلى الناتو.
بالنسبة للعقوبات على روسيا، فقد كانت موارد الطاقة قبل العقوبات، تمثل حوالي 60٪ من واردات البضائع الفنلندية من روسيا، لكن تم حظر استيراد النفط الخام من الاتحاد الروسي بموجب عقوبات الاتحاد الأوروبي في 5 ديسمبر 2022، ما جعل فنلندا تتوقف عن استيراد النفط الروسي حتى قبل دخول العقوبات حيز التنفيذ، وتمكنت من استبدالها بإمدادات من دول أخرى، وقد تجاوز مستوى إجمالي واردات النفط الخام بالفعل المستوى الذي كان عليه قبل بدء العملية الخاصة.
ووفقاً للمصفاة الفنلندية الوحيدة، نيستي أويل، في عام 2022، بلغت واردات النفط الروسي بمقدار 1.5 مليون طن 17٪ فقط من إجمالي واردات النفط الخام إلى فنلندا، مقارنة بـ 84٪ في العام السابق، في الوقت نفسه، ضاعفت الدولة مشترياتها من المواد الخام من النرويج بأكثر من أربعة أضعاف لتصل إلى 5.65 مليون طن، وبلغت إمدادات النفط من هذا البلد في عام 2021 15٪، لكنها الآن تمثل 65٪ من إجمالي واردات المواد الخام في فنلندا.
بالنتيجة، إن الاتجاه الحالي للشركات الفنلندية التي تغادر السوق الروسية سيستمر، لكن سيستغرق التغيير في الأعمال وقتاً أطول من إنشاء اتصالات سياسية جديدة، والآن تعمل هلسنكي على زيادة التجارة مع دول آسيا الوسطى، في عام 2022، زادت صادرات السلع الفنلندية إلى كازاخستان بنسبة 143٪ مقارنة بعام 2021 وبلغت 250 مليون يورو، وزادت عمليات التسليم إلى قيرغيزستان بنسبة 813٪ مقارنة بعام 2021، على الرغم من أنها من الناحية العددية تبلغ 29 مليون يورو فقط، لكن كل ذلك لن يعوضها خسارة السوق الروسية سواء استيراداً أو تصديراً.