موسكو – (رياليست عربي): في المرتبة 31، تم إدراج فنلندا في قائمة أعضاء حلف شمال الأطلسي، وأصبح ذلك حدثاً بيروقراطياً رسمياً، ومنذ ما يقرب من 30 عاماً، الآن تم وضع نقطة منطقية جريئة، بما في ذلك على الخريطة الجيوسياسية للعالم.
الآن تضاعف طول حدود روسيا والناتو، يمتد الشريط الروسي الفنلندي لمسافة 1300 كيلومتر تقريباً، ستكون سانت بطرسبرغ تحت نيران ترسانة الناتو، لأنها تبعد 150 كم فقط، عن مورمانسك – 200 كم، وأبعد قليلاً عن القاعدة الرئيسية للأسطول الشمالي – سيفيرومورسك، كما ستكون في متناول اليد عاصمة أسطول الغواصات النووية لروسيا، سيفيرودفينسك – 500 كم، كاريليا تقع أيضاً في منطقة الخطر، على سبيل المثال، سيبني التحالف بالتأكيد قاعدة في كاريليا الجنوبية.
ومن المهم أن يكون الأمريكيون، في الوقت الذي يخسرون فيه “معركة القطب الشمالي”، قادرين على الاقتراب من الجيش القطب الشمالي والبنية التحتية الأخرى للاتحاد الروسي، ولا يمكن لقوات الناتو وضع أسلحة تقليدية فحسب، بل أسلحة نووية أيضاً في القواعد الفنلندية الجديدة، كما سيتعين على السلطات الروسية الآن تكثيف إستراتيجية حماية حدودها، كما يجب أن تكون الإجابة متماثلة، حيث أشار ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، في تعليقه على هذا الوضع، إلى أنه “ليس من الأفضل أن تكون لدينا صواريخ إسكندر، وصواريخ تفوق سرعة الصوت، وسفن حربية بأسلحة نووية على عتبة منزلنا.
بالإضافة إلى ذلك، إن فكرة أن الفنلنديين سيعزلون أنفسهم عن روسيا بسياج لا تبدو مجنونة الآن، معتبراً أن بولندا قد أقامت بالفعل مثل هذا الحاجز مع بيلاروسيا، حيث سيتم مشاركة الخبرة مع عضو جديد في الناتو، إذا لزم الأمر.
ومن وجهة نظر اقتصادية، ساءت العلاقات مع الفنلنديين، على سبيل المثال، كانت كاريليا تعتمد إلى حد كبير عليهم، لكن الحكومة الجمهورية لا تيأس وتقيم علاقات مع الشرق، حيث تم إجراء بعثات تجارية مع إيران العام الماضي، وزاد حجم التجارة بين كاريليا وتركيا بأكثر من 10 مرات، وبدأت عمليات تسليم الورق إلى الصين.
وفي الخريف، تمكن ممثلو 53 دولة صديقة من التعرف على إمكانات كاريليا في المركز الثقافي التابع لوزارة الخارجية الروسية، لذلك هناك فرصة للمنطقة للتعاون مع بلدان رابطة الدول المستقلة وآسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل منطقة مورمانسك على تطوير علاقات حسن الجوار منذ الثمانينيات، وقد تجلى ذلك من خلال العديد من الاتفاقيات والمذكرات الموقعة على المستويين الدولي والأقاليمي، ولكن مع الأخذ في الاعتبار التغيرات الجيوسياسية، يضطر مورمانسك للبحث عن شركاء جدد موثوق بهم، هذا العام، يعتزم تعزيز التعاون مع 8 دول: بلدان رابطة الدول المستقلة والصين وجمهورية جنوب إفريقيا وتركيا والبرازيل.
خطر آخر خلقه الفنلنديون من خلال دخولهم إلى الناتو: إمكانية حصار خليج فنلندا لمرور السفن الروسية لأغراض مختلفة، ويمكن للنرويج والدنمارك، وهما من الأقمار الصناعية للولايات المتحدة والتحالف، منع الوصول إلى بحر البلطيق، مما يعوق كالينينغراد أيضاً.
بالتالي، إن هذه الاخطار المحدثة يجب أن تتعامل معها موسكو بجدية، لأنها تشكل خطراً على الصعيدين الأمني والاقتصادي، أمنياً من المستبعد حالياً حدوث مناوشات بين الجانبين، لكن اقتصادياً سيحاول المحور الغربي انطلاقاً من فنلندا الإضرار بروسيا، فضلاً عن مسألة التجسس والمراقبة بسبب الموقع الجغرافي القريب جداً، وهذا أمر جديد يُضاف إلى واقع العملية العسكرية، على روسيا التعامل معه بحزم، وإلا ستكون النتائج كارثية.