أنقرة – (رياليست عربي): تركيا التي تأخذ على عاتقها دور القائد في العالم الإسلامي، تدافع عن فلسطين، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الدولة مستعدة لأن تصبح ضامناً في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحالي، وعلى الرغم من بعض الانتقادات الموجهة لإسرائيل، فإن أنقرة، التي أقامت علاقات مع هذا البلد مؤخراً، لا تريد الإضرار بالعلاقات الاقتصادية الثنائية الوثيقة.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: “أعتقد أنه يمكننا لعب دورنا كضامن في حل الصراع بين إسرائيل وفلسطين إذا رأى أصدقاؤنا الآخرون في المنطقة أن ذلك مناسب”، وأضاف أنه إذا لم يتحقق السلام في المنطقة فإنها ستواجه حرباً مستمرة وعدم استقرار.
وبحسب الدبلوماسي، فإن تفاقم الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية الآن “أصبح في الواقع دليلاً على مغالطة السياسة الإسرائيلية التي اتبعتها في المنطقة خلال السنوات العشر الماضية”، وعلى وجه الخصوص، تعتبر أنقرة أن البلاد لم تسعى إلى إنشاء دولتين مع الفلسطينيين باعتباره خطأً إسرائيلياً استراتيجياً.
بالتالي، يجب على المجتمع الدولي أن يقبل هذه المشكلة ويجعل حل الدولتين ممكنا. وإلا فإن هذه الأزمة ستكون أكبر من أزمة 2014، خاصة وأن الصراع الحالي يختلف عن الصراعات السابقة، إسرائيل تريد الانتقام، والتعويض عن خسائرها لن تكون في إبرام السلام بل في القصاص العظيم.
وأشار فيدان بشكل خاص إلى أن تركيا “تحافظ على اتصالات مع جميع أطراف النزاع وتعمل في عدة اتجاهات”، وقال وزير الخارجية: “بدعم غير مشروط من الولايات المتحدة، حققت إسرائيل العديد من الانتصارات المؤقتة، لكنها لم تتمكن أبداً من تحقيق سلام دائم وموثوق”.
وقال وزير الخارجية التركي إن الولايات المتحدة، إلى جانب عدد من الدول الأخرى، “لا تتصرف بشكل استراتيجي “، ولكنها تدعم الإسرائيليين دون قيد أو شرط، وعلى وجه الخصوص، فإن زيارة الرئيس الأمريكي لإسرائيل فور معرفة الهجوم على مستشفى في غزة، والذي أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 800 شخص، بدت وكأنها موافقة على الهجوم.
بالتالي، أصبحت الولايات المتحدة شريكة إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية في قطاع غزة”، هنا أنقرة تواصل جهودها في تقديم المساعدة الإنسانية، وعلى وجه الخصوص، تم إرسال أكثر من 80 طناً من المساعدات الإنسانية من البلاد إلى غزة.
في الوضع الحالي، ورغم أن تركيا تنتقد السلطات الإسرائيلية، وتتحدث علناً عن دعمها للشعب الفلسطيني، فإنها لا تفعل ذلك بنفس الحدة التي كانت عليها من قبل، وفي الماضي، أعرب أردوغان عن دعمه لفلسطين في مواجهتها مع إسرائيل، التي وصفها بالدولة الإرهابية، ونتيجة لذلك، انقطعت الاتصالات الدبلوماسية والتعاون الأمني بين الدول، وأُلغيت بعض المشاريع الاستثمارية الثنائية، وانخفضت السياحة من إسرائيل إلى تركيا، وضعفت العلاقات العسكرية والاقتصادية بشكل حاد.
بالتالي، إن أنقرة لا تريد إفساد العلاقات مع إسرائيل، وخاصة العلاقات الاقتصادية، ولكي لا تفعل ذلك، تحتاج تركيا إلى وقف التصعيد الحالي، لذا فهي تنضم إلى المؤيدين – الجبهة الفلسطينية في البيئة الإعلامية.
لكن السيناريو الأكثر سلبية بالنسبة للجمهورية التركية هو المزيد من التصعيد والعملية البرية في قطاع غزة، والأسوأ من ذلك هو تصعيد الأزمة الحالية إلى صراع عالمي، حيث يتعين على أنقرة التضحية بعلاقاتها الاقتصادية مع إسرائيل، وإلا فإن العالم الإسلامي لن يفهم تركيا.
بالتالي، هذا هو السبب الذي يجعل تركيا تعمل على تهدئة الوضع حتى لا تضطر في النهاية إلى التضحية بعلاقاتها الاقتصادية مع إسرائيل.