إختبرت قوات شرق ليبيا، بقيادة الجنرال خليفة حفتر، “بي -15 – تيرميت” وهو سلاح سوفييتي قديم مضاد للسفن يصل مداه إلى 40 كيلو متراً، وتجدر الإشارة هنا، إلى أن القوات التركية البحرية تتمركز قبالة السواحل الليبية على ذات المسافة المذكورة، وسط تحشيد عسكري ضخم جراء معركة مرتقبة مع قوات حكومة الوفاق الموالية لتركيا، التي تحشد تعزيزاتها العسكرية بمساعدة ودعم من تركيا، على خلفية معركة مرتقبة ستدور رحاها في محاولة الأخيرة السيطرة على مدينة سرت.
وبموازاة ذلك، أعلن ضباط ليبيين متقاعدين، استعدادهم القتالي ضد المحتل الأجنبي، جاء ذلك بعد اجتماع المسؤول العسكري العميد خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي، معهم، والذي ثمن هذه المبادرة منهم، وتم قبولهم ضمن صفوف الجيش للمشاركة في دحر الغزاة الأجانب، على حد تعبيرهم.
سرت والجفرة
قرأ الليبيون الدوري المصري، بشكر وامتنان، وقال نائب رئيس المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، الشيخ السنوسي الحليق: “إن الشعب الليبي وقبائله يدعم الجيش الوطني ومصر في مهمة ردع الأطماع التركية عن ثروات البلاد”، مع التأكيد على أن خيار الحرب لدى غالبية الشعب الليبي أمر غير مرغوب به، لكن الأوضاع المستجدة فرضت واقعاً جديداً خاصة أنه يتعلق بالوطن ككل، فلقد دعا السنوسي إلى تفعيل المسار العسكري من مخرجات مؤتمر برلين واستئناف مفاوضات “5+5” وتقديم التنازلات من كل الأطراف قبل أن تدخل البلاد في حروب طويلة.
وأضاف، إذا حاولت قوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا وقطر، التقدم إلى مدينتي “الخط الأحمر سرت والجفرة”، فلن تقف القبائل مكتوفي الأيدي بل ستحارب كلها كباراً وصغارًا حتى دحرهم.
وتجدر الإشارة إلى أن القبائل الليبية شكلت حولي مليون مقاتل للدفاع عن ليبيا، وهم مدربون ومجهزون، وبعضهم منخرط في صفوف الجيش الوطني الليبي.
سلاح ذو حدين
على المقلب الآخر، تواصل تركيا نقل الإرهابيين من ادلب السورية إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق، خاصة مؤخراً بعد الحديث عن معركة سرت، وذكرت تقارير عديدة أن من بين المرتزقة السوريين عدد كبير من الأطفال، وتشير المعلومات إلى أن عدد المقاتلين السوريين في ليبيا وصل إلى حوالي 16500 مقاتل، لكن استطاع أن يهرب منهم عدد كبير إلى إيطاليا عبر السواحل الليبية، بعد رؤيتهم طبيعة المعارك، وأنهم يقاتلون صفاً اولاً ومن يموت منهم تبقى جثته على الأرض، باستثناء فصيل السلطان مراد الذي هو سوري الهوية لكنهم من أصول تركمانية أي ولاءهم أولاً وأخيراً لتركيا.
وفي سياقٍ متصل، وإرضاءً للمجندين وخوفاً من هروبهم إلى أوروبا، فلقد منحتهم تركيا امتيازات بجعلهم شرطة ليبية، ودمجهم مع الليبيين التابعين لحكومة الوفاق،
وفي سياقٍ متصل، شارك وفد عشائري ليبي جلسة لمجلس النواب المصري، الذي أيد تنفيذ الجيش المصري لمهام قتالية خارجية، يأتي ذلك بعد أن طلب مجلس النواب الليبي من مصر التدخل عسكرياً لوقف الخطر التركي على ليبيا، بعد فشل المفاوضات السياسية التي ترفضها بشكل دائم حكومة الوفاق الليبية.
انقلاب قادم
بعد أن كان التدخل في شؤون الدول الأخرى سريّاً، إلا أن الملف الليبي، فتح الباب على مصراعيه، وأصبحت القوى الأجنبية تلعب على المكشوف فيه، فأصبح شحن المرتزقة للقتال في ليبيا، أمراً علنياً من جانب تركيا الحليف المتين لحكومة الوفاق بقيادة فائز السراج.
تقارير عدة، كشفت عن أن الإعلام التركي يخفي العدد الحقيقي لقتلاه، والذي كان قد أعلن في وقت سابق أن العسكريين الأتراك الموجودين في ليبيا هم من المستشارين والخبراء وعددهم 1000 جندي تركي، ليصبح العدد بحسب تقارير جديدة أنه ناز الـ 2000 جندي، وأن تركيا تخفي المعلومات الحقيقة عن عدد قتلاها، فإن انتشرت الأرقام الحقيقية في الداخل التركي ستكون سبباً للانقلاب ضد الحزب الحاكم.
إنعاش الخزينة التركية
أشارت معلومات عن قيام رئيس حكومة الوفاق فائز السراج بإيداع 8 مليارات دولار أمريكي في المصرف المركزي التركي لإنعاش اقتصاده على حساب معاناة الليبيين، وسداد الديون التركية من الخزينة الليبية، وتجدر الإشارة هنا إلى أنه من بين المشاريع التركية التي تنوي إقامتها بالشراكة مع السراج في ليبيا، هي تأسيس منظومة مصرفية مرتبطة مباشرةً بالمصارف التركية التي تستطيع الولوج إلى الإيداعات والسحوبات الليبية ومراقبتها وكأنها ملك لها وتفعل بها ما تشاء، وكل ذلك يعود للاتفاقية الأمنية والبحرية التركية مع حكومة الوفاق، التي أتاحت لتركيا امتيازات لم تكن لتحلم بها مطلقاً.
بينما الشعب الليبي الذي كان ينعم بكل شيء، أصبح اليوم فاقداً لكل شيء بسبب الحكومة التي أخذت شرعيتها من دماء الليبيين، واليوم تناور على معركة سرت، والتي يقطنها حوالي 100 ألف ليبي، ضاربة بعرض الحائط تعريض حياتهم للخطر، بعد أن حولت حياة معظم الليبيين إلى دمار، في مناطق سيطرتها.
وتجدر الإشارة إلى أن، القوات العاملة في أفريقيا “أفريكوم” عادت لاتهام روسيا بإرسال معدات عسكرية لمجموعة فاغنر العسكرية الخاصة الروسية، عبر صور أقمار اصطناعية عرضتها مؤخراً، فيما لم يتم نشر أي صورة أو فيديو يؤكد هذا الكلام ما يعني أن هناك محاولة ومساعي أمريكية – تركية لإخراج روسيا من الملف الليبي.
أخيراً، بعد الزخم الإعلامي الذي أخذته معركة سرت، يبدو أن تركيا اتجهت إلى المفاوضات واختارت روسيا لها، ليقينها بأنها على علاقات جيدة مع قوات شرق ليبيا، بعكس المنخرطين الآخرين سواء أوروبا أو الولايات المتحدة، وبعد أن تثبتت إمكانية مشاركة مصر في أي عمل عسكري مرتقب، دون إغفال الدعم الإماراتي والموقف الفرنسي المعادي لتركيا وقطر بشكل خفي، وما المناورات الفرنسية – المصرية البحرية إلا رسائل إلى تركيا ومن معها، بأنهم جاهزين للرد في الوقت المناسب، ما يعني أن الأوضاع عادت إلى هدوئها لكن بشكل حذر، خاصة بعد معلومات عن إصابة 10 عناصر تابعين للحكومة الوفاق بفيروس كورونا، ما يعني أن التهدئة ستكون هي الطاغية في الوقت الحالي.
فريق عمل “رياليست”.