طغى الملف الكيميائي هذا الأسبوع في صدارة المشهد السوري، وسط مطالبات بإغلاقه، وعمد تسيسيه من قبل الغرب، رغم ثبوت إمكانية تكرار إستخدام غاز الكلور في الشمال السوري.
رغم إنكشاف مسرحيات الكيماوي لماذا تتكرر؟
كشفت روسيا مؤخراً نية الفصائل الإرهابية بإستخدام غاز الكلور من قبل جبهة النصرة في مدينة إدلب وإتهام الدولة السورية، ووضح المسؤولون الروس تفاصيل هذا المخطط ومن هي الدول المتورطة وكيفية نقل غاز الكلور السام من ليبيا إلى تركيا ليصار إدخاله إلى سوريا، ومن ثم إستخدامه وإتهام الدولة السورية والجيش السوري، ومع أن هذه القضية تم فتحها في مجلس الأمن، لكن المجتمع الدولي يأبى أن يستمع إلى الصوت السوري، وبالتالي إمكانية تكرار الإستخدام واردة في هذه الحالة رغم الدلائل التي قدمت لتغيير هذا الأمر، ما يؤكد ذلك هو موقف منظمة حظر الأسلحة الدولية، التي إلى الآن لم تستطع معرفة مستخدم الهجوم الكيميائي المزمع على منطقتين سوريتين، وسبق لسفير سوريا الدائم في الأمم المتحدة، بشار الجعفري أن طالب بإغلاق الملف الكيميائي خصوصاً وأن سوريا سلمت مخزونها منه منذ العام 2013، منوهاً إلى أن إسرائيل هي أكبر مهدد للأمن والسلم في المنطقة بسبب الترسانة النووية التي تملكها.
من يقف خلف الهجمات في الجنوب السوري؟
بعد تكرار الإستهدافات على قرى ريف السويداء جنوب سوريا ومنطقة بصرى الشام في ريف درعا، وتنفيذ إغتيالات بحق ضباط وعناصر من الجيش السوري بالإضافة إلى المدنيين وترهيبهم، وضع الجيش السوري إستراتيجية محكمة وبدأت عملية عسكرية قيل إنها لإنهاء الخلايا التي تعيث خراباً في المنطقة، لكن المعلومات تتحدث عن قيام ما يسمى بالفيلق الخامس، بقيادة الإرهابي أحمد العودة هي المسؤولة عن هذه الهجمات، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الفيلق موجود في المنطقة بفعل المصالحات إلا أنه لم يلتزم بالإتفاق، بطبيعة الحال بدأت القوات المسلحة السورية عمليتها العسكرية في تلك المنطقة لتأمين كل الجيوب التي يتطاول منها الإرهابيين على المناطق المدنية، وهي مستمرة وسيعلن عن تفاصيلها لاحقاً بمجرد الإعلان العسكري الرسمي حيالها.
أما من يحاول تسخين تلك المنطقة فهناك إحتمالات كثيرة لكن الأقرب منها إلى الواقع هو إسرائيل التي تعمل على تأجيج الأوضاع بعدما نشرت فيديو قالت إنه هجوم من جانبها على مواقع للجيش السوري بالقرب من الجولان السوري، في حين لم يرد بيان عسكري سوري ينفي أو يؤكد صحة هذا الفيديو.
إلى ذلك، إشتباكات عنيفة بين الفصائل الإرهابية وتحديداً بين فيلق الرحمن وفرقة الحمزات، التابعين للجيش الحر الموالي لتركيا، إستخدم فيه كل أنواع الأسلحة وإستمر حتى تدخلت القوات التركية وقامت بإيقافه، حيث حلل خبراء أنه إنقلاب بين الفصائل نفسها لجهة تقاسم السلطات.
هل الحرائق طبيعية أم بفعل فاعل؟
شهدت سوريا موجة حرائق شديدة لم تشهد البلاد مثيلاً لها من قبل، وطالت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمحميات الطبيعية، وكان للغطاء النباتي النصيب الأكبر من الحرائق، لكن لم يعرف ما إذا كانت بفعل فاعل أم بفعل الطبيعة نفسها، رغم إلقاء القبض من قبل الجهات السورية المختصة على بعض المتورطين.
الحرائق طالت كل من ريف اللاذقية وطرطوس وريف حمص، وفي ريف اللاذقية وحده حدث حوالي 90 حريقاً، قضى على مساحات واسعة من أشجار الزيتون والبرتقال بالإضافة إلى الأشجار الأخرى، ما يعني أن الوضع الإقتصادي السيء زاد سوءاً، الرئيس السوري بشار الأسد كان حاضراً واستمع إلى مطالب المتضررين، ووعد بالوقوف إلى جانبهم حتى عودة أراضيهم للإنتاج.
الحكومة السورية رصدت مبلغ مليار ونصف المليار ليرة سورية للأرياف الثلاثة المتضررة، وخصصت مبلغ 10 مليون ليرة سورية لكل قرية، وتم التكفل بهم مدة ما بين 5 إلى 8 سنوات وهي المدة التي يعود فيها الغراس المزروع حديثاً للعطاء.
لكن هذه الوعود ستفيد المتضررين بشكل مباشر، في حين باقي المواطنين سيعانون أضعافاً من الضرر جراء الوضع العام، وليرتفع مع موجة هذه الحرائق التي رفعت الأسعار بشكل كبير وبالتالي أصبح سعر زيت الزيتون والزيت عالياً جداً، مع توقعات في إرتفاع أسعار الحمضيات، ما يعني أن أساسيات كل منزل سوري أصبحت مهددة بالفقد نتيجة الغلاء، مع الإشارة إلى أن أزمة المحروقات لا تزال مستمرة، في وضع صعب جداً، لكن الأداء الحكومي في هذه الناحية غير جيد ويمكن القول إن الأداء الحكومي منذ بداية الأزمة السورية، لم يحقق جديداً، لا بل بعض القرارات زادت الطين بلّة كما يقال.
من هنا، إن الأزمة السورية تحولت إلى أزمة إقتصادية وإرهاب إقتصادي واضح فمن جهة تدخل القوات الأمريكية وتخرج ناقلات النفط السوري المباع لصالحها والحارس على هذه القوافل تنظيم قسد، لتأتي الحرائق وتزيد الأوضاع سوءاً، أما ميدانياً كانت مقابلات الرئيس الأسد مع الإعلام السوري مؤخراً واضحة لجهة تفعيل المقاومة الشعبية ضد المحتل، وهذه رسالة للتواجد الأجنبي، قد يظن القارئ أنها مستحيلة، لكن أعداد قتلى قسد المتزايدة تؤكد أن دورهم في المستقبل القريب سيعمل على تغيير الخارطة الميدانية وبالطبع بمساعدة مباشرة من الدولة السورية والحلفاء.
فريق عمل “رياليست”.