1- قامت قوات سوريا الديمقراطية – قسد بأخذ مبانٍ حكومية سورية بقوة السلاح، وطرد العاملين بها في محافظة الحسكة، شمال شرق سوريا، ومن هذه المباني، الشركة العامة للكهرباء، ومبنى الإدارة العامة للحبوب، وجزءاً من أبنية السكن الشبابي، والمدينة الرياضية، والجمعية السورية للمعلوماتية، ومديرية الصناعة والسياحة والشؤون البيئية وفرع المرور ومديرية السجل المدني والمصرف التجاري، وبحسب مصدر سوري أن نية قسد تحويل هذه المباني إلى قطعات عسكرية، حيث شوهد العلم الأمريكي مرفوعاً فوقها، الأمر الذي يشير إلى تنفيذ أوامر واشنطن بشكل مباشر، ويقطع مستقبلاً أي إمكانية لهذه الميليشيات التفاوض مع الدولة السورية، كونها إختارت أن تكون مرتهنة لقوات الجيش الأمريكي.
2- تصاعد الإقتتال بين الإرهابيين في الشمال السوري، على الرغم من إبرامهم هدنة فيما بينهم، إلا أن هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” سابقاً تشتبك مع الفصائل التي إنضمت مؤخراً إلى غرفة عمليات “فاثبتوا”، حيث رجحت مصادر معارضة أن الغلبة في هذا الإقتتال، لجبهة النصرة، فيما لم تتدخل تركيا في هذه الإشتباكات، بنية ربما تصفية غير المفيدين، فضلاً عن التخفيف المادي عن عاتقها، لكن على المقلب الآخر هذا الأمر يمهد الأرضية للجيش السوري، في حال استئناف المعارك مجدداً.
3- قصفت قوات الجيش التركي الأراضي الزراعية في محيط رأس العين بريف الحسكة، الأمر الذي أحدث حرائق واسعة للقمح المتبقي، حيث عبر الأهالي أن غاية القوات التركية إلحاق أكبر ضرر بمحاصيلهم، أسوةً بممارسات قسد والقوات الأمريكية، فالذي لا يستطيعون سرقته يقومون بتدميره وحرقه، فلقد قامت القوات التركية مؤخراً بسرقة مادة القمح من صوامع مدينة تل أبيض بريف الرقة، ونقلته بشاحنات إلى الداخل التركي، وهذا الفعل ينطبق أيضاً على القوات الأمريكية وقسد التي منعت من بيع هذه المادة للدولة السورية بالقوة، ما يؤكد أن جميعهم شركاء في محاولات حنق سوريا والشعب السوري برغيف خبزهم.
4- برزت مؤخراً هجمات عدة نسبت إلى مجهولين، إستهدفت القوات الأمريكية والتركية وميليشيات قسد، عبر زرع عبوات ناسفة بسياراتهم، أو عبر إستهدافات متفرقة، حيث إعترفت قسد مؤخراً بمقتل عدة عناصر تابعة لها، الأمر الذي يعني أن ممارسات هؤلاء أجبرت الأهالي الدفاع عن أرضهم وقوت يومهم، إلا أن اللافت هي إزدياد هذه الهجمات مؤخراً، وهذا قد يعيد حسابات واشنطن، لأنها ليست على إستعداد لأن تخسر جندياً واحداً تحت أي ذريعة أو ظرف.
5- قامت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بقتل نائب أمير تنظيم حراس الدين المبايع لتنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا بزعامة أبو محمد الجولاني، الأردني خالد العاروي الملقب أبو القسام، بغارة جوية نفذتها قوات التحالف، حيث يعرف عن العاروري بأنه المتزعم العسكري للتنظيم، والمدعو أبو القسام هو نائب أبو مصعب الزرقاوي متزعم القاعدة في العراق سابقاً، وقدم إلى سوريا في سبتمبر/ أيلول العام 2015.
الملف السياسي:
6- بحث نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، والسفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي، الأزمة السورية، بطلب من إيران، للدفع قدماً بالعملية السياسية مجدداً بعد جمود فرضته جائحة “كورونا”، إضافة إلى بحث تقديم المساعدات الإنسانية والإقتصادية التي تستطيع سوريا من خلالها توفير بعض من الصمود في وجع قانون قيصر، مع الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً قد فرضت عقوبات على قطاع التعدين الإيراني.
7- قالت وسائل إعلام إسرائيلية أن العدوان الإسرائيلي الأخير على سوريا والذي كان هو الأشد من بين الإعتداءات، أنه جاء بطلب أمريكي، لمزيد من الضغط على إيران وحزب الله، لكن لم تُخفِ إسرائيل خشيتها بحسب وسائلها الإعلامية من تصاعد قدرة حزب الله الردعية خاصة بعد خطاب أمينه العام الأخير، بأنه هدد بشكل مباشر كل من يحاول قتلهم، سيقتلوه وكان قد كررها ثلاث مرات، ما يوحي بأن هناك توقعات بصيف ساخن إذا ما إستجد شيء، أجّل هذا الأمر.
8- في الملف الليبي، قال وزير الخارجية والمغتربين السوري، وليد المعلم، إن طلبت مصر من سوريا القتال معها على جبهة ليبيا، فهي جاهزة من منطلق قومي وعروبي، اللافت في هذا التصريح، على الرغم من الأزمة التي تعاني منها سوريا، إلا أنها لا تزال حضارة في عمق القضايا العربية، مع الإشارة إلى أن سوريا إفتتحت سفارة لحكومة بنغازي في دمشق، وكانت قد أعلنت سوريا صراحةً تأييدها لحكومة الجنرال خليفة حفتر ولن تخفي أي دعم مقدم له إن طلب ذلك.
9- دعا القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية – قسد الموالية للولايات المتحدة، مظلوم عبدي، كلاً من روسيا وأميركا إلى إلزام (تركيا) بوقف ما سماه الانتهاكات التركية وسياسة التطهير العرقي التي ينتهجها الجيش التركي، معتبراً أن ذلك ملزم على كل من موسكو وواشنطن لأنهما شريكتا وحليفتا تركيا، محملهما المسؤولية في هذا الخصوص.
10- أدانت وزارة الخارجية الأمريكية، الهجمات الإرهابية في سوريا، (قصف بطائرة مسيرة تركية على مدينة عين العرب – كوباني ذات الغالبية الكردية) ودعت إلى تسوية سياسية في البلاد، في وقت كانت مستمرة في تشجيع مثل هذه العمليات، الأمر الذي ينذر بأن هناك تسويات ما، خاصة وأن الهجمات الإرهابية والإعتداءات الإسرائيلية تكون إما تصعيداً أو مدخل لتسويات معينة، لكن في الربع الأخير من عمر الأزمة السورية، حيث إعتبر البعض أن مثل هذه الإدانة إن لم تكن موجهة للأكراد، في محاولة لإمتصاص غضبهم من أي ردة فعل تجاه الأتراك، قد يكون رسالة مبطنة للدولة السورية بأنها تفتح جزء صغير من باب حوار مستقبلي.
أخيراً، عاد الملف السوري على الصعيدين السياسي والميداني ليأخذ زخمه المعتاد بعد أن مر بفترة ركود، بسبب الجائحة العالمية، من خلال تفعيله من قبل روسيا وإيران، مع وجود مماطلة تركية واضحة في هذا الشأن، إلا أن الأوضاع مؤخراً في ضوء بروز مقاومة شعبية وإن لم يعلن عن تشكيلاتها بشكل رسمي، وهي تتطلب كل الدعم من الدولة السورية، فضلاً عن إقتتال الفصائل الإرهابية المسلحة، سيعيد رحى المعارك إلى الدوران مجدداً، وإستعادة كامل محافظة إدلب وريفها، خاصة وأن الخروقات من جانبهم كانت قد إزدادت مؤخراً وعلى أهداف مدينة وعسكرية، وحتى قاعدة حميميم الروسية، فمع هذا العود، هناك توقعات ما إن يتم تحرير الشمال السوري، بإنكفاء الدور التركي وإجباره الذهاب إلى طاولة المفاوضات دونما أوراق “إرهابية بيده”.
فريق عمل “رياليست”.