1-بعد مضي يوم واحد على تصريحات المبعوث الأمريكي إلى سوريا، جيمس جيفري، حول منع واشنطن لأي دولة غربية أو عربية عودة العلاقات مع سوريا، وصل وفد إيطالي يضم برلمانيين وسياسيين، في تحدٍّ واضح للسياسات الأمريكية إلى العاصمة السورية دمشق للوقوف على آخر التطورات بعد الإنتصارات الأخيرة، وفي ضوء الحاجة الأوروبية إلى سوريا لأخذ معلومات إستخباراتية تتعلق بالإرهابيين الأجانب في البلاد.
2-بالتزامن مع قصف مقار ومعسكرات للحشد الشعبي العراقي، غارتين إسرائيليتين يفصل بينهما 10 أيام إستهدفتا مواقع للقوات الإيرانية العاملة في سوريا، في منطقة البوكمال على الحدود العراقية – السورية، الأمر الذي دفع بقوات الحشد الشعبي والقوات الإيرانية إخلاء مواقعهما في تلك المنطقة، وإعادة الإنتشار في مناطق أخرى دون تحديد موقعيهما، يأتي هذا الإستهداف بعد قرار الحكومتين والسورية والعراقية إعادة فتح معبر القائم الحدودي، ومنعهما من عودة شريان الحياة الاقتصادية التي تلقي بظلالها الإيجابية على كلا البلدين.
3-في تطابق غير مقصود بين الدولتين التركية والسورية، أعلن ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تركيا لن تتفاوض مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، جناح حزب العمال الكردستاني الإرهابي في سوريا بحسب أقطاي، حتى تتخلى قسد عن مسألة قيام دولة “عرقية” بحسب تعبيره وتنسحب من المناطق الحدودية مع تركيا، رافضا الوساطة الأوروبية التي تسعى إلى فتح قناة للحوار بين قياديين من قسد ومسؤولين أتراك، في إشارة واضحة إلى أن العلاقات الأمريكية – التركية الممتازة، ستنهار في هذه الجزئية إن لم تجد واشنطن حلا مقنعا للنظام التركي، ليكون بذلك الأكراد العقبة الوحيدة في تلك العلاقات.
4-بعد إعلان قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، القضاء على آخر معاقل تنظيم داعش في منطقة الباغوز بريف دير الزور مارس/ آذار الماضي 2018، لا يزال هناك ملفا عالقا وهو مصير المخطوفين من قبل التنظيم، فعلى الرغم من مناشدة أهالي المختطفين لقسد معرفة مصير أبنائهم وأقاربهم، تتمنع قسد عن الإدلاء بأية معلومات في هذا الجانب، وبحسب المصدر السوري المعارض أن مساحة إنتشار تنظيم داعش تقدر بـ 4000 كلم، في محميات طبيعية وتحديدا في جبل رحمين شمال تدمر، يرجح أن يكون المخطوفين فيه، فإلى الآن ما يزال مصيرهم مجهولا، فيما يبدو أن لقوات سوريا الديمقراطية معلومات حوله تتمنع في ذكرها، ومن بين المخطوفين، الأب باولو داولويو، والمطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي، إلى جانب عدد من الصحافيين الأجانب والمدنيين السوريين.
5-ضمن خطة الجيش العربي السوري ومساعيه في إستكمال عملية تحرير الشمال السوري، إستهدفت القوات السورية ردا على خروقات الإرهابيين المستمرة وتحديدا هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقا”، مواقع لها في مناطق الليرمون وجمعية الزهراء وضهرة عبد ربه في محور ريف حلب الغربي، أتى ذلك بعد إستقدام تعزيزات للجيش السوري تمهيدا لفتح الطرق الدولية التي لاقت قبولا تركياً بعد الاتفاق الروسي – التركي وتسيير دوريات مشتركة هناك، لتستكمل القوات السورية عملية التحرير في حال رفضت التنظيمات الإرهابية الانسحاب طوعا من المنطقة.
6-بعد إقرار تشكيل اللجنة الدستورية وسريان العمل بها في آخر شهر نوفمبر/ تشرين الأول المقبل في جنيف، كما وشدد وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، أن هذه المسألة لا تعارض بينها وبين مسألة إكمال العمليات العسكرية، مؤكدا رفض سوريا القاطع للتدخلات الخارجية أو فرض إملاءات تتعلق بصياغة الدستور، محذرا من أن بقاء القوات الأمريكية والتركية سيعرقل هذا الملف إلى جانب المسارات الأخرى، طبقا لمقابلة مع القناة السورية.
من هنا، إن زيارة الوفود الأوروبية إلى سوريا تنعكس مع تطلعات الغرب في الحصول على مكاسب معينة، بعد أن خسروا معظم الدول التي كان لهم علاقات فيها، وما زيارة إيطاليا إلا إستكمالا لذلك سواء في سوريا أو ليبيا في ظل تنافس شديد على ملفات كثيرة بين فرنسا وإيطاليا، فالأبعاد المعلنة لا تؤكد بالضرورة أن هناك سعي غربي لإيجاد أرضية مناسبة لحل أي من الأزمات، على المدى المنظور.
وفيما يبدو أن تركيا تخلت عن دعم الهيئة وتركتها لتقارع مصيرها، دخلت واشنطن على خط الشمال وجاهرت علانية بعدم السماح للدولة السورية من تحرير أجزاء جديدة من أراضيها في إشارة واضحة على أنها تقف في صف الإرهاب لا مكافحته، وأنها ستتدخل في الشمال السوري لصالح التنظيمات الإرهابية بعد تخلي النظام التركي عنها، في ظل الرفض السوري للتواجد الأمريكي والتركي المعرقل لأي جهود سياسية بحسب معظم التصريحات السورية الرسمية