موسكو – (رياليست عربي): تبذل روسيا جهوداً لمواجهة نشاط قوات الناتو في القطب الشمالي، وقال القائد العام للبحرية نيكولاي إيفمينوف، في منتدى “القطب الشمالي: الحاضر والمستقبل”، إن وزارة الدفاع الروسية تخطط، بحلول عام 2027، لزيادة مساحة المراقبة الرادارية المستمرة في المنطقة عدة مرات.
ووفقاً له، سيتم أيضا تعزيز الأسطول الشمالي على نطاق واسع. وقال ممثلو مجلس الدوما إنه قد يكون هناك حديث أيضاً عن انسحاب روسيا من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، التي تقصر سيطرتها الكاملة على منطقة طولها 12 ميلاً فقط من المياه الإقليمية.
إن الملاحة على مدار العام على طول طريق بحر الشمال، وتغطية منطقة القطب الشمالي بأكملها باتصالات مستقرة وسيطرة رادارية كاملة على تحركات الأجسام البحرية والجوية هي المهام الرئيسية الثلاث التي يجب على دولتنا حلها لحماية مصالحها العسكرية والاقتصادية في منطقة القطب الشمالي وتحافظ على مكانتها الرائدة في المنطقة.
إن أقصر طريق على طول طريق بحر الشمال من آسيا إلى أوروبا والاحتياطيات الهيدروكربونية الضخمة في المنطقة لا تهم الاقتصاد الروسي فقط، كما الدول غير الصديقة، وفي المقام الأول الولايات المتحدة، تعتبر الجزء الروسي من القطب الشمالي تراثاً مشتركاً وتعمل بنشاط على زيادة وجودها العسكري في المنطقة.
ويكمن جوهر الخلافات السياسية بين روسيا ودول الناتو حول فهم وضع طريق بحر الشمال والحدود البحرية في المنطقة، وفي عام 1982، اعتمدت الأمم المتحدة اتفاقية قانون البحار، التي حددت مفهوم منطقة المياه الإقليمية التي يبلغ طولها 12 ميلاً، حيث يكون للدولة الحق في وضع قوانينها الخاصة.
لم يتم توضيح تفاصيل الوضع القانوني للقطب الشمالي وطريق بحر الشمال بشكل منفصل في الاتفاقية؛ ويتكون القسم الخاص بـ “المناطق المغطاة بالجليد” من مادة عامة واحدة فقط، تتحدث عن ضرورة الاهتمام بالبيئة، لذلك، فإن اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، الذي التزم تاريخياً بالنهج القطاعي لتحديد الحدود في القطب الشمالي، لم ينضم إلى هذه الاتفاقية واعتبر مساحة القطب الشمالي بأكملها من بحر بارنتس إلى بحر تشوكشي أراضيه الخاصة.
وتحدث القائد العام للبحرية الروسية، الأدميرال نيكولاي إيفمينوف، عن التهديدات التي يتعرض لها القطب الشمالي الروسي من حلف شمال الأطلسي وسبل احتواء الحلف، وذلك في كلمته أمام المنتدى. وذكر أنه في الآونة الأخيرة حدثت زيادة بنسبة 20 بالمائة في الوجود العسكري لقوات الناتو في المنطقة، وذكر أن وزارة الدفاع الروسية تخطط لزيادتها عدة مرات بحلول عام 2027 – حتى 3.2 مليون متر مربع. كم – زيادة منطقة التحكم الراداري المستمر في القطب الشمالي.
وحول التغييرات في هيكل التوظيف للأسطول الشمالي، الذي فقد وضع القيادة الاستراتيجية العملياتية هذا العام، قال نيكولاي إيفمينوف إن الهيكل الجديد لقوات الأسطول سيزيد من سرعة الرد على التهديدات، وسيزيد من سرعة الاستجابة للتهديدات، كما سيتم تعزيز قوات الأسطول الشمالي على نطاق واسع.
وقال مصدر مطلع في قوات الأمن إن روسيا ، مثل حلف شمال الأطلسي، تعمل بنشاط على تطوير البنية التحتية ذات الاستخدام المزدوج في المنطقة.
“على سبيل المثال، يمكننا تجهيز كاسحة الجليد المشروطة بطائرات بدون طيار هجومية وحتى أسلحة صاروخية هجومية. وستقوم السفينة في الأوقات العادية بمهامها في الملاحة الجليدية على طول طريق بحر الشمال، وفي فترة التهديد ستصبح سفينة حربية تابعة للأسطول الشمالي للقيام بمهام ردع عدو محتمل، وينطبق الشيء نفسه على قواعد الإنقاذ والإمداد ومراكز المراقبة والمطارات، “في القطب الشمالي، تكمل البنية التحتية العسكرية والمدنية بعضها البعض، وكان هذا هو الحال تاريخياً، وسيظل كذلك”.