قال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله إن الحزب يرحب بالجهود الفرنسية لمساعدة لبنان لكن هذا لا يعني أنه سيوافق على أي حكومة أو أن يتصرف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مثل حاكم البلاد، وأضاف أن حزب الله لا يزال مستعداً للحوار في إطار المبادرة الفرنسية لإنتشال لبنان من الأزمة المالية، لكن ثمة حاجة إلى نهج جديد، واتهم رؤساء وزراء لبنان السابقين، بمن فيهم سعد الحريري، بمحاولة استغلال التدخل الفرنسي لتسجيل نقاط سياسية، وما كان معروضاً خلال الشهر الماضي ليس حكومة إنقاذ وإنما حكومة يسميها نادي الحكومات السابقين… ويمثل فريقاً سياساً واحداً في لبنان، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
هل إنتهت عقدة تشكيل الحكومة اللبنانية؟
إن الوضع والواقع اللبناني، بعيد كل البُعد عن أي إمكانية حل قريبة، والسبب يعود للتركيبة الطائفية ونظام المحاصصات، لتأتي المبادرة الفرنسية في زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأولى طارحة الحل وإقتربت منه من خلال إجتماعتها في قصر الصنوبر ولقائها بوفد من حزب الله، الأمر الذي فسره البعض بأن الحل قاب قوسين أو أدنى، لكن يخطئ البعض أيضاً وخصوصاً من يعتقد أن الأزمة اللبنانية سياسية، فالأزمات السياسية باتت مرتبطة بتشكيلة وتركيبة لبنان منذ إستقلاله العام 1920 وبعد 100 عام من الإستقلال لم يحقق أي إستقرار سياسي، وبالتالي الأزمة العميقة لهذا البلد هي الأزمة الاقتصادية التي عرف الغرب كيف يستغلها لتمرر أجنداته السياسية، فتعطيل تشكيل الحكومة وإعتذار مصطفى أديب رئيس الحكومة المكلف عن التشكيل، جاء بضغط خارجي واضح لا يحتاج إلى شرح او تفسير.
لذلك لا يوجد أمل بأي إستقرار سياسي، ولا إنفراجات إقتصادية، خاصة وأن ماكرون على موعد في مؤتمر قادم لدعم لبنان ولكن كما وقت تفجير مرفأ بيروت في 4 أغسطس/ آب الماضي، كل الدعم المقدم لم يحقق تأمين مساكن لـ 300 ألف عائلة التي شردت جراء التفجير، فهل سيحقق أي مؤتمر إنعاش من هو في موت سريري!
لماذا يتم إجهاض كل المبادرات التي تتعلق بالحل؟
لبنان محكوم من عدة دول، لدرجة أن الحكومة فيه لم يكن ولاءها لبناني بدرجة حقيقية، بل للدول التي يتحالفون معها دولية أو إقليمية، ووصل الحد إلى أن ينفذون ما تريد تلك الدول على حساب الشعب اللبناني ومعاناته، وأغلب تصريحات الساسة اللبنانيين إما توجيه الإتهام للأفرقاء الآخرين، أو الدفاع عن أنفسهم من ملفات تم فتحها، فمبادرة ماكرون الآن والتي حدد لها مهلة 6 أسابيع أي متزامنة مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وكأنها فترة للتعطيل حتى تستطيع واشنطن المناورة واللعب في الوضع اللبناني بعد الولاية الرئاسية الجديدة سواء كان ترامب الناجح أم جو بايدن، ما يعني أن إنتشال لبنان سياسياً وإقتصادياً لن يتحقق، حتى ولو وجد الحل وكان موضوعا على رأس الطاولة.
من هنا، إن مبادرة ماكرون فرنسية اللغة لكنها أمريكية المضمون، رغم إنفتاح الجميع على هذه المبادرة لإنتشال لبنان، لكن عودة تحرك تنظيم داعش في الشمال اللبناني تشي بأن سيناريو إنهيار لبنان قائم لدى الغرب وسيناريو إيجاد إمارة لداعش في شماله بداية لحقبة دموية تصرف حزب الله عن سوريا ويتفرد به الإرهاب في الشمال، بحسب الغرب، إلا أن ذلك بعيد التحقيق، لكن مع عملية الأمس، هو إحتمال قائم يغلق منافذ برية وبحرية مع لبنان بالإضافة إلى تدمير مرفأ بيروت ما يعني حرباً أهلية تلوح في الأفق.
فريق عمل “رياليست”.