موسكو – (رياليست عربي): تتحول مجموعة البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) بسرعة إلى الهيكل الرئيسي لنظام العلاقات الدولية بأكمله، والذي يتم حوله إنشاء قطب نفوذ جديد وقوي.
يمكن أن تصبح قمة البريكس المقبلة في جوهانسبرغ يومي 22 و24 أغسطس نقطة تحول في تشكيل هيكل جديد للعلاقات الدولية، من القمة، يخطط رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا لعقد اجتماع لزعماء الدول – أعضاء مجموعة البريكس وجنوب العالم، ومن المتوقع أن رؤساء دول وحكومات معظم دول إفريقيا وآسيان ومنطقة البحر الكاريبي الجماعة (كاريكوم)، وأعضاء مجموعة السبعة والسبعين (G77) سيصلون إلى جوهانسبرغ، وبعبارة أخرى، في إطار قمة البريكس، سيكون هناك توحيد للقوى التي ترى سبل تطوير العالم الحديث التي هي تختلف عن تلك الموجودة في الغرب.
في عملية بلورة قطب النفوذ العالمي الجديد، تلعب إفريقيا الدور الرئيسي، حيث تعمل القارة النامية بسرعة على تعزيز مكانتها باستمرار بسبب النمو السريع للسكان والموارد الطبيعية والرغبة في تحقيق التنمية والازدهار التدريجي.
بالإضافة إلى ذلك، إن مهمة جنوب إفريقيا ذات الأولوية لدول البريكس هي التقدم نحو إنشاء عالم متعدد الأقطاب وهيكل أمني جديد، كما أن رئيس جنوب إفريقيا رامابوزا يسعى الآن إلى إنشاء جبهة واسعة من أجل إصلاح نظام المنظمات الدولية، بحيث يكون لها تمثيل أكثر أهمية لوجهات النظر البديلة للغرب على طريق مزيد من التنمية العالمية.
بالنسبة لجنوب إفريقيا، فهي تعتقد أن آلية صنع القرار، بما في ذلك في الأمم المتحدة، يجب أن تصبح أكثر ديمقراطية حتى تتمكن المؤسسات الدولية من الاستجابة بفعالية للتحديات والأزمات العالمية، وهي “نريد أن نعيش في نظام عالمي أكثر قابلية للتنبؤ به وشمولية وعدالة واستدامة، ولدى مجموعة البريكس دور مهم تلعبه في قيادة هذه العملية في جميع أنحاء العالم”.
كان لاتجاه تنمية البريكس كأساس للنظام العالمي الجديد الذي ظهر في السنوات القليلة الماضية آثار كبيرة على استراتيجية التوسع للمجموعة، حيث أن مجموعة البريكس تواجه وضعاً حيث “تطلب دول عديدة في جميع أنحاء العالم باستمرار قبولها في المجموعة”، وقد أرسلت ما يصل إلى 30 دولة طلبات رسمية وغير رسمية للانضمام إلى البريكس، من بينها أفغانستان، الجزائر، الأرجنتين، البحرين، بنغلاديش، بيلاروسيا، مصر، إندونيسيا، إيران، كازاخستان، المكسيك، نيكاراغوا، نيجيريا، باكستان، المملكة العربية السعودية، السنغال، السودان، سوريا، الإمارات العربية المتحدة، تايلاند، تونس، تركيا، أوروغواي وفنزويلا وزيمبابوي.
حيث أن مهمة تطوير مفهوم ومبادئ ومعايير وقواعد لتوسيع البريكس تم تحديدها في عام 2022 من قبل قادة دول المجموعة بعد نتائج قمتهم، التي عقدت برئاسة الصين، كما أن “هناك قراراً جوهرياً لقادة الدول الأعضاء في المجموعة يقضي بتوسيع مجموعة بريكس”، ومنذ يناير الماضي، يقوم موظفو المجموعة في دول البريكس بإعداد الوثائق المفاهيمية ذات الصلة.
في الوقت نفسه، وجدت جمهورية جنوب إفريقيا نفسها في الأشهر الأخيرة تحت ضغط شديد من الولايات المتحدة وعدد من دول الاتحاد الأوروبي، التي تريدها بوضوح قطع العلاقات مع روسيا والصين، من بين أمور أخرى، تتهم الولايات المتحدة جنوب إفريقيا بتزويد الاتحاد الروسي بالأسلحة.
بالتالي، إن الدول الغربية قادرة على فرض عقوبات على جمهورية جنوب إفريقيا بسبب العلاقات الوثيقة مع الاتحاد الروسي، وبدأ الوضع الحالي بالفعل في التأثير على مواقف العملة الوطنية لجنوب إفريقيا، والتي انخفض سعر صرفها في أوائل يونيو إلى أدنى مستوى تاريخي مقابل الدولار الأمريكي. أ
بالإضافة إلى ذلك، إن “دول الناتو تطالب جنوب إفريقيا الآن بالتخلي عن علاقاتها الاستراتيجية مع روسيا، الجمهورية نقف بثبات على مواقف الصداقة والشراكة مع الاتحاد الروسي، كانت روسيا صديقة وشريكة لجنوب إفريقيا لسنوات عديدة، بما في ذلك فترة النضال ضد الفصل العنصري.