القاهرة – (رياليست عربي): قال الرئيس التونسي قيس سعيد، في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إن «تونس دول عربية إسلامية، وأن هناك مؤامرة لتغيير تركيبتها السكانية بالافارقه).. كثيرون لم يسألوا ماذا وراء حديث الرجل وكثر من خصومه وضعوه في سياق عنصري ضمن الصراع السياسي الدائر في الدولة.
فى ذات السياق تحركت الأجهزة الأمنية المغربية لمواجهة تمادي المهاجرين الأفارقة التي وصلت لحد اعتدائهم على السكان وخروجهم في مقاطع مصورة يقولون فيها: إن أرض المغرب لهم، كما ألغت مصر عرضا للفنان الأميركي الكوميدي الأفريقي الأصل “كيفن هارت”.
وحسب الكاتب والباحث الليبي، محمود المصراتي، خلال الفترة الماضية باتت ظاهرة تمادي المهاجرين الأفارقة آخذة في الازدياد من سطو ونهب وتزوير أرقام وطنية بتمويلات مجهولة المصدر وخطف، وآخرها تعذيب شباب ليبي في تاجوراء، والملاحظ أن مئات الآلاف منهم هدفهم الاستقرار في ليبيا وليس البقاء لفترة ثم الهجرة عبر البحر وكذلك لاحظنا تماديهم في المغرب وتونس ومصر بل وحتى الجزائر بدرجة أقل.
خلال الأعوام الماضية ومع صعود الديمقراطيين إلى البيت الأبيض من خلال مرشحهم الرئيس الحالي جو بايدن، وكذلك عودة عدة حكومات يسارية حليفة لهم في أوروبا، عاد الحديث في مراكز التفكير أو ما يعرف بـ «الثينك ثانك» عن فكرة «الأفروسنتريك» كتكفير عن ذنب المستعمرين الغربيين لما تم ارتكابه في حق قارة إفريقيا وسكانها.
وفكرة «الافروسنتريك» هي حركة أسسها الأفارقة في الولايات المتحدة قبل حوالي 130 عاما، وكاان هدفها في بدايته عادلا وسامياً للتعريف بالمساهمات الإفريقية في الحضارات الغربية التي يقولون إنها طُمست على يد المستعمرين الغربيين العنصريين للقارة السمراء.
ثم ظهر عدة مفكرين ومنظرين لهذه الحركة مثل «ماركوس جارفي» والسنغالي «أنتا ديوب»، وغيرهم ممن انحرفوا بأفكار الحركة، لدرجة أن ماركوس جارفي، قال في كتابه: “واجبنا أن نعيد إفريقيا كلها سوداء، كما كانت على الأفارقة الهجرة إلى شمال القاهرة بأعداد كبيرة حتى ننهي وجود القوقازيين فى دولها الشمالية”.
المقصود بـ القوقازيين هم سكان شمال إفريقيا من مصر حتى المغرب، فهم يعتبرون أن تلك الدول كان سكانه من الأفارقة السود ثم دخل عليهم الغزاة (الرومان – الإغريق – العرب – الفرس – الترك – القوقازيين – الأمازيغ – الطوارق – الخ) وبأنهم عليهم استعادة هذه الأوطان للأفارقة الزنوج، وتمادي «أنتا ديوب» في وصفه للحضارة الفرعونية -المصرية القديمة- على أنها حضارة زنجية أساسا ثم انتقلت إلى اليونان فأحضرت أوروبا بفضل الأفارقة، وبأن المصريين القدماء مجرد وافدين من بلاد فارس والقوقاز.
اليوم ومع صعود الديمقراطيين واليسار الأميركي للحكم، يلاحظ دعمهم لهذه النظرية في وسائل إعلامهم مثل BBC و DWالألمانية و CNNالأميركية وغيرهم، بل حتى في الأفلام وخاصة في شبكة «نتفلكس» التي تصور الشخصية الشمال إفريقيا مؤخراً على انها سـوداء فقط
المقلق أيضًا وفق المصراتي، ان ما كان يقوله هؤلاء المفكرين من أمثال «جارفي» عاد مجددًا للظهور على السطح، وينشر منذ مدة وبكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي الإفريقية على أنها: «مقولات خالدة للمناضلين من أجل السود» وتحول هؤلاء فعليًا إلى رموز وسهل انتقال أفكارهم وسائل التواصل الحديثة.
وهنا أيضا يجب التذكير بما قاله المفكر الأفريقي الأميركى، كلارنس والكر: إن الافروسنترك هي نسخة باهتة من العنصرية الغربية، وكذلك المؤرخ الغاني «كوامي أبيا» الذي قال: إن “الافروسنترك نسخة سوداء من العنصرية الأوروبية البيضاء، وان اصحابها يستندون إلى أفكار خاطئة”.