بغداد – (رياليست عربي): دعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى ضبط النفس والالتزام بالطرق القانونية فيما يخص الاعتراضات الانتخابية، طبقاً لوكالة الأنباء “العراقية“.
وقال الصدر في تغريدة له على منصة تويتر: “ليس من المهم من يكون الفائز في هذه الانتخابات بل المهم كل المهم هو الشعب العراقي من الناحية الخدمية والأمنية وما شاكل ذلك”.
تصعيد محتمل
إن خسارة التيارات السياسية المقربة من إيران في الانتخابات بعد حصدها لمقاعد قليلة في الانتخابات التي جرت مؤخراً، ورفضهم لنتائج الانتخابات تلك واعتبارها منائج مفبركة، ما يعني بشكل واضح أن المؤشرات تتجه نحو تصعيد محتمل، خاصة وأنهم يقولون ذلك من موقع أحقيتهم بدورهم السياسي، إلا أن ثمة مؤشر مهم آخر وهو وإن كانت هذه الانتخابات نزيهة، فهذا يعني رفض القاعدة الشعبية لتلك الجهات التدخل في بلادهم، خاصة وأنها لم تحقق لهم شيء، سوى نقمة الدول الأخرى، وتحويل العراق لساحة صراع بين قوتين إلى الآن لم تحلا الملقات العالقة بينهما، أي الولايات المتحدة وإيران، اللذين يتخذان العراق مكاناً لتصفية حساباتهما على حساب الشعب العراقي، وهذا من جهة.
من جهةٍ أخرى، تقول المعلومات وبحسب النتائج الأولية للانتخابات، من المتوقع تشكل تحالف سياسي بين التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف تقدم الذي يتزعمه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، يمكن له أن يؤمن له الأغلبية البرلمانية، وتالياً تشكيل حكومة دون أي مشاركة من القوى السياسية أو الفصائل المسلحة المقربة من إيران، بما في ذلك ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وهذا يعني تحديد الشركاء المعنيين بالدور السياسي العراقي الجديد، إذ تأتي تصريحات الصدر من باب قوة، بعدما ضمن النتيجة لصالح تياره، بالتالي، ذكر أنه سيسحب السلاح من أيدي الفصائل الأخرى، هذا الأمر قد يشعل ناراً قد لا تنطفئ بسهولة في الشارع العراقي، خاصة بعدما هددت تلك الفصائل بأن هذا لن يتحقق بسهولة، في إشارة إلى الرفض المطلق لسحب السلاح، ما يعني التصعيد سوف يكون هو المؤكد إذا لم يتم تعديل النتائج ومراعاة التركيبة السياسية العراقية الحالية.
بالتالي، يبدو أن هناك قراراً عراقياً خفياً يتماهى مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبصورة أدق مع أعداء إيران، لتغيير التوازن الفعلي على الأرض، فإن تحقق ذلك، ستكون خسارة مدوية لإيران، أي أنها ستخسر الوجود المهم لها في الساحة العراقية، بعد كل ما قدمته من دعم لتلك الفصائل، فالأوراق التي تملكها ليست بالهينة وليست بالقليلة لتغيير الواقع لصالح الفصائل الموالين لها، وهنا نتحدث عن مدن بأكملها، فإن تحقق ذلك يكون المشروع الغربي قد فشل أيضاً، وبين الأمرين، الأيام القادمة ستكون حساسة جداً، فأي من السيناريوهات لن يكون تمريره بالأمر السهل، ولا متضرر من كل ذلك سوى الشعب العراقي.
خاص وكالة “رياليست”.