القدس – (رياليست عربي): يتوقع لبنان أن تبدأ حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله في المستقبل القريب، أما في الوقت الحالي، يتبادل الجانبان الضربات بنشاط ويلعبان من أجل رفع المخاطر، لقد وعد الأمريكيون بدعم تل أبيب في أي حال، ومن الممكن أيضاً أن ينجذب لاعبون إقليميون وعالميون آخرون إلى هذا الصراع في الشرق الأوسط.
ما يؤكد ذلك أن وزارة الخارجية الأمريكية، أصدرت بياناً نصحت فيه مواطنيها بالامتناع عن السفر إلى لبنان والموجودين حالياً في الدولة الشرق أوسطية بمغادرتها في أقرب وقت ممكن، وقالت وزارة الخارجية أيضاً في بيان: “إننا نشجع المواطنين الأمريكيين الذين يختارون عدم مغادرة البلاد على إعداد خطط طوارئ”.
وبعد مرور 16 عاماً، أصبح لبنان على شفا مواجهة جديدة مع إسرائيل، وكانت الكويت أول من دق ناقوس الخطر، ثم انضمت إليها الدول الأوروبية، على هذه الخلفية، تهدد تل أبيب بتدمير حزب الله في حال نشوب حرب واسعة النطاق وإلحاق أضرار جسيمة بلبنان، وكما أصبح معروفاً أن قائد المنطقة العسكرية الشمالية في جيش الدفاع الإسرائيلي أوري جوردين ورئيس مديرية العمليات في هيئة الأركان العامة عوديد باسيوك قد وافقا بالفعل على خطة هجومية في لبنان، وعلى الرغم من ذلك، تواصل الجماعة الشيعية قصف شمال إسرائيل.
ووعدت واشنطن بدعم إسرائيل في أي حال، وسحبت إدارة الرئيس الأميركي جوزيف بايدن بالفعل حاملة طائراتها دوايت أيزنهاور من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط. ومن أجل تجنب المزيد من التصعيد وتهدئة الوضع، قال مسؤولون أمريكيون إن ذلك “تم في إطار مناورة” وإن حاملة الطائرات ستعود بعد ذلك من البحر الأبيض المتوسط إلى الولايات المتحدة.
وسبق أن حاول مستشار الرئيس الأمريكي عاموس هوكشتاين التوفيق بين الأطراف المتحاربة وإثناءهم عن الصراع. وفي الأسبوع الماضي سافر إلى إسرائيل ولبنان، لكنه لم يتمكن من تحقيق النجاح.
إلا أن المؤكد لغاية الآن، أنه من الصعب للغاية التنبؤ بكيفية تصرف اللاعبين الإقليميين في حالة نشوب صراع مسلح واسع النطاق بين حزب الله وإسرائيل، فقد يحدث في السيناريو الأكثر تشاؤماً، الذي ينهار فيه البناء الأمني برمته في الشرق الأوسط، أن تبدأ حرب الجميع ضد الجميع، ومن ثم ستشارك في هذا الصراع دول الخليج العربي ودول المشرق وربما دول تقع خارج هاتين المنطقتين، إلا أن الجميع يريد تجنب مثل هذا السيناريو.
لكن في حال توسع الصراع، من المعروف أن حزب الله هو نوع من الدولة داخل الدولة، إلا أن إسرائيل، إذا شنت عملية ضد الحزب بالقرب من حدودها الشمالية، ستضرب بطريقة أو بأخرى عمق الأراضي اللبنانية، وهذا سيكون في الواقع حربا واسعة النطاق بين الدول، وبالنسبة لإسرائيل، فلن تكون قادرة على كبح جماح نفسها في إطار عملية عسكرية خاصة ضد حركة معينة؛ بالإضافة إلى ذلك، يشارك حزب الله في الأعمال العسكرية في سوريا منذ عدة سنوات إلى جانب دمشق الرسمية، وعلى الرغم من وجود نقص في المعدات التقنية والطيران، على عكس الجيش الإسرائيلي، فإن الجناح القتالي لحزب الله يتمتع بخبرة عسكرية أكبر.
وحين ضرب لبنان، رغم صغر الجيش اللبناني، لكنه سيدخل على خط المعارك، وهنا سيتحول الوضع إلى حرب دولة ضد أخرى.
بالتالي، إذا تمت تصفية حزب الله، وهو أمر يصعب للغاية تصوره، فإن لبنان بأكمله سيكون في حالة كارثة إنسانية واسعة النطاق، وأياً من اللاعبين الإقليميين لا يحتاج إلى ذلك، وفي الوقت نفسه، هناك الكثير من الخيارات الممكنة لتطوير الأحداث، إذ من المحتمل جداً أن يندلع الصراع بسرعة كبيرة وقريباً إلى حد ما، لكن لا يزال من الصعب تقييم حجمه؛ ولا أحد يعرف قدرات حزب الله الحقيقية التي يبدو أنها متطورة عن السابق بوتيرة كبيرة.