بكين (رياليست – عربي): أدانت الصين، فرض حوالي 10 دول على المسافرين الآتين من أراضيها، إبراز فحص كورونا، محذرة من أنها سترد بـ”إجراءات مضادة”.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية، ماو نينغ: “فرضت بعض البلدان قيودا على دخول المسافرين، تستهدف الصينيين فقط. يفتقر ذلك إلى أساس علمي، وتعد بعض الممارسات غير مقبولة”.
وفي تصريح سابق أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية «هوا تشونينغ» أن الصين تعمل على تحسين سياستها بشأن الوباء؛ لتنسيق بشكل أفضل مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مما يمهد الطريق للانتعاش الاقتصادي.
في الوقت الذي تتربع فيه أخبار الصين الصحف الغربية والعربية وسط وجود تناقضات وعدم فهم للوضع الحالي في الصين الذي يتعلق بالمتغير Omicron BA.5 (ميكرون للفيروس التاجي). فماذا يحدث في الصين؟
انتشار سريع
تكافح الصين مع أسوأ انتشار لفيروس كورونا بعد أن تخلت فجأة عن استراتيجيتها المتمثلة في عمليات الإغلاق القاسية والحجر الصحي والاختبارات الجماعية. قدر المسؤولون الصينيون أن 250 مليون شخص أصيبوا في غضون 20 يومًا مع انتشار الفيروس في أكبر المناطق السكانية، مثل بكين وشانغهاي ومقاطعة قوانغدونغ الجنوبية وبكين وتشاتيانغ وغيرها من المدن الرئيسية التي شهدت تزايد الاعداد الإصابات والوفيات. تشير التقديرات أيضا ان ما يقرب من ١٩٪ من الشعب الصيني مصاب بالمتغير الجديد.
ودعى الرئيس الصيني «شي» إلى “صين صحية” من خلال تحسين أنظمة التثقيف الصحي، وتحقيق التحول من التركيز على علاج الأمراض إلى التركيز على الصحة، وممارسة أسلوب حياة متحضر وصحي، وأطلق حملة “العمل الصيني الصحي”. كما دعى خلال المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني بتسريع بناء نظام صحي في الصين، وأكد أن الصين لن نحقق حلم المئوية الثانية بدون “صين صحية”.
كان لسياسة “صفر كوفيد” التي أدت إلى اغلاق البلاد ثلاثة أعوام إضرار على الشركات العالمية في الصين، مثل أبل وتسلا وشركات تصنيع السيارات الألمانية وغيرها. كما جعل الدول الأوروبية تعلن بدأ الالتزام باتخاذ إجراءات ملموسة من الحكومة للوفاء بالتزامات الإصلاح والانفتاح للحد من الاعتماد على الصين مع تواتر العلاقات بسبب موقف الصين تجاه الحرب الأوكرانية.
وانتقدت المفوضية الأوروبية سياسات الصين غير المستدامة والافتتاح الفوضوي للبلاد وسط تزايد اعداد الإصابات وتراجع الطلبات الخارجية وتوقعات حدوث ركود عالمي العام المقبل، مع بدأ الكثيرون في استكشاف الخيارات في جنوب شرق آسيا أو الهند، حيث تكاليف العمالة الأقل وقيود كوفيد الأقل اضطرابًا.
الورقة البيضاء
المحط الداخلي للصين لم يهدأ منذ اندلاع حريق في بناية سكنية، أدى إلى وفاة 10 أشخاص مؤخرًا في “أورومتشي” غرب الصين، حيث يخضع السكان لإجراءات إغلاق وصلت لمدة تزيد على 100 يوم، وهو ما جعل المواطنين يشعرون بأنَّ إجراءات الإغلاق هي التي عرقلت السكان عن الفرار من الحريق، حيث كان الأشخاص يُحاولون الهرب مِن المبنى المحترق، لكنهم فشلوا بسبب الأبواب المغلقة.
نظرًا لتمسك الحكومة الصينية بسياسة “صفر كوفيد الصارمة” التي يتبنَّاها الحزب الشيوعي الحاكم، وبعد اندلاع الحريق، أقام المواطنون حدادًا على أرواح ضحايا النيران، ولجؤوا لاستخدام الأوراق البيضاء للتعبير عن غضبهم من قيود “كورونا”، التي فرضت على بعض المناطق التي تشهد زيادةً في معدّلات الإصابة بالفيروس، وذلك في احتجاجات علنية خرجت مِن نطاق مواقع التواصل الاجتماعي إلى شوارع البلاد وكبرى جامعاتها.
وشارك آلاف المواطنين في هذه الاحتجاجات، وهتفوا بشعارات معارضة للنظام، وطالب بعضهم باستقالة الرئيس شي جين بينج. وذلك في احتجاجات نادرة لم تشهد لها البلاد مثيلًا منذ عام 1989، حيث رفع المتظاهرون أوراقًا بيضاء، وهو تكتيك في الاحتجاجات لتجنُّب الاعتقال أو الرقابة.
تجدر الإشارة إلى أن الاحتجاجات العامة في الصين هي أمر نادر الحدوث، إذ إن المساحة المتاحة للمعارضة شبه غير موجودة في عهد شي جين بينج، وهو ما دفع المواطنين للتنفيس عن غضبهم؛ في البداية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي فيما يُشبه لعبة القط والفأر مع المسؤولين والقائمين على الرقابة.
وينظر لتلك الاحتجاجات على أنها تحدٍّ للسلطة الصينية، قد يغيِّر الكثير مِن الأوضاع داخل الدولة، وذلك لأنها طريقة تمثّل ما يريد الشعب قوله، دون الحاجة إلى التعبير عنه بالحروف.
خاص وكالة رياليست.