عندما نتحدث عن الإتحاد السوفيتي، وانتصاراته وهزائمه، ومنجزاته فإن معظم ما في روسيا ومن في العالم يتجه تفكيره حول شخص جوزيف ستالين الزعيم والقائد التاريخي للاتحاد السوفيتي.
أقام فريق البحث لرصد الفعاليات الفلكلورية بإدارة أنستازيا أرخيبوفا، التابع للمعهد الروسي للعلوم الاجتماعية، دراسة في 23 حزيران/ جون 2017، حول تقبّل الناس لتمثال ستالين، كما وذكر مركز ساخروف “المركز المناهض لستالين”، خلال الربع الأخير من القرن الحالي، أنه تم تنصيب ما لا يقل عن 132 تمثالاً ولوحات للزعيم ستالين في مختلف المناطق الروسية، مقارنةً بالسنوات الماضية بين عامي 2014 و2015، ما يعني أن تخليد ذكرى ستالين قد تضاعفت ثلاث مرات مقارنة بالنصف الأول من عام 2000.
اليوم هناك متاحف لستالين في عددٍ من المدن الروسية كـ فولغوغراد، أوفا، إيركوتسك، فولوغدا، محج قلعة ، وفلاديكافكاز، رجيف وسوتشي، إضافة إلى متحف لستالين في جورجيا “غوري”، وعدد آخر من المتاحف في العاصمة موسكو.
لقد قام (مركز أبحاث الرأي العام الروسي) في حزيران/ جون عام 2017 بإجراء إستطلاع شامل لآراء الشارع الروسي حول ستالين حيث أظهرت الدراسة:
62% من المشاركين فيها، هم مع وضع تمثال ستالين وأمور أخرى تتعلق به وترمز له في الأماكن العامة.
65% هم ضد وضع تماثيل أو رموز لستالين فهي تدل على رمز الفشل والجريمة حسب تعبيرهم.
وبختام الدراسة، هناك 42% هم مع إحياء ذكرى ستالين.
و21% ضدها.
إلى ذلك، قام مركز ليفادا في عامي 2016 و2017، بإجراء إستطلاع للرأي يتعلق بإحترام شخصية ستالين والإعجاب بها، حيث أظهرت نتائج مارس/ آذار من العام 2016، أن هناك 37% يحترمون الزعيم ستالين، وأما نتائج يناير/ كانون الثاني من العام 2017 فكانت النسبة 46%، ممن يكنّون له الإعجاب والإحترام.
اللافت أن إستطلاعات الرأي هذه، حول شخصية ستالين “الأب العام للشعب” لم يتجاوز فيها عدد المعجبين، عن عدد الكارهين له منذ إحصائيات أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2018.
وبالعودة إلى مركز ليفادا لا يمكن إعتبار أن هذا المركز هو مؤيد لستالين ومع سياسته، بل هو مركز مستقل، وممول من قبل الصندوق الوطني للديمقراطية الأمريكي، ومن مؤسسة ماك آرثر البريطانية ومن مركز دراسات السياسة العامة، إضافة إلى مؤسسة فورد ومؤسسة فريدريش ناومان.
وفي سياقٍ متصل، تظهر دراسات استقصائية عديدة أجريت في السنوات الأخيرة لمختلف المنظمات، زيادة في عدد المعجبين النشطين من شريحة الشباب بستالين. على سبيل المثال، أجريت دراسة في العام 2017، على سكان مدينة نوفوسيبيرسك في إطار العمل “ستالين – راية آمالنا”، حيث كان معظم المشاركين من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين “26-40عاماً” ونسبتهم 48% ومع الأعمار الأصغر من 26 عاما وكانت نسيتهم 20%، متفقون حول وضع تمثال لستالين في مدينتهم، من هنا جاء قرار عمدة نوفوسيبيرسك فيمارس/ آذار 2019 بوضع نصب تذكاري لستالين في المدينة.
أما، صحيفة “إيزفيستيا” فلقد نشرت نتائج دراسة مركز ليفادا الإستقصائية حول الشخصيات الروسية، في 26 جون/ حزيران 2017، على الشكل الآتي:
المركز الأول: الزعيم ستالين بنسبة 38%.
المركز الثاني: فلاديمير بوتين الرئيس الروسي الحالي، والأديب الروسي، ألكسندر بوشكين بنسبة 34%.
المركز الثالث: فلاديمير لينين الزعيم الشيوعي 32%.
كل هذه الإستطلاعات لم تستطع التأثير على الوعي الروسي، فوفقاً لاستطلاع مركز ليفادا، وعلى مدى السنوات الـ 12الماضية، انخفض عدد المعارضين حيال وضع النصب التذكارية لستالين بحوالي مرة ونصف المرة.
أما رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ، وأثناء حديثه الصحفي للحزب الشيوعي في العام 2014، فلقد قال: عن انهيار الاتحاد السوفيتي، بالقول: “إنهار الاتحاد السوفييتي لأن مبادئه ومعتقداته بعد ستالين خفتت تدريجيا إلى لا شيء.” وفي الثالث من سبتمبر/ أيلول من العام 2015، وخلال موكب تكريمي للذكرى الـ 70 للانتصار الصيني على اليابان، قام الرئيس بينغ وبحضور نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بإظهار معطف ستالين، في إشارة لإظهار الولاء للزعيم ستالين وأيديولوجيته الشيوعية المنتصرة.
وعن إستطلاع حديث للرأي لمركز ليفادا العام 2019، عن ستالين، برزت النتائج التالية:
18% أجابوا أن ستالين كان له دور إيجابي في حياة البلاد.
52% أجابوا، لقد كان لستالين دورا إيجابيا نوعا ما.
19% رأوا أن دور ستالين سلبياً.
46% من مواطني روسيا اليوم مستعدون لتبرير التضحيات البشرية في الفترة التي حكم بها ستالين وذلك في سبيل بناء الاشتراكية السوفيتية.
بالنظر إلى العدد المتزايد من المليونيرات والمليارديرات ، وكذلك عدد المواطنين الفقراء وذوي الدخل المنخفض في روسيا ، يتذكر الكثير من الشعب الروسي أوقات الحكم الاستبدادي لستالين، و التي كانت أهم إنجازاته تتمثل في:
– بعد حرب مدمرة دامية بالفعل في عام 1947 ، تم استعادة الإمكانات الصناعية للاتحاد السوفيتي ، وفي عام 1950 نمت القدرة الصناعية أكثر من مرتين مقارنة بما قبل عام 1940 ؛
– في عام 1947 ، ألغى الاتحاد السوفيتي ، أول الدول المتحاربة ، نظام البطاقات التموينية؛
– منذ عام 1948 ،حتى – 1954 ، انخفضت أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية ؛
– في نفس السنوات ، زاد عدد الأطباء بمقدار 1.5 مرة ، وانخفض معدل وفيات الرضع في عام 1950 مقارنة بعام 1940 بنسبة مرتين ؛
– زاد عدد المؤسسات العلمية بنسبة 40٪ ، كما زاد عدد طلاب الجامعة بنسبة 50٪ ؛
– تم إطلاق أول محطة للطاقة النووية Obninsk في العالم في عام 1954 ، الأولى في الغرب – الإنجليزية في Calder Hall في عام 1956 ، في الولايات المتحدة – في فبراير 1958 ؛
– في أكتوبر 1957 ، تم إطلاق أول قمر صناعي للأرض في العالم في الاتحاد السوفيتي ، في الولايات المتحدة في فبراير 1958.
خاص وكالة رياليست – فيكتور ستاريكوف، عقيد في الجيش الروسي