أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن عبر الفيديو، حول الوضع في سوريا، أن النظام التركي يواصل احتلال أجزاء واسعة من شمال سوريا وسرقة ونهب مقدرات الشعب السوري وثرواته وموارده الطبيعية وممارسة التهجير والتغيير الديموغرافي والتتريك مشدداً على أن جرائم النظام التركي لن تغير من الواقع القانوني للأراضي السورية التي يحتلها أو تمس الحقوق السيادية لسورية، طبقاً لوكالات أنباء.
ممن تتلقى أنقرة الدعم؟
إن جرائم تركيا في المنطقة لم تعد مقبولة، وعملياً أصبحت أبعد من حدودها بكثير، لكن الأبرز من بينها حدث ويحدث في سوريا، فعلى الرغم من نشر الدلائل القاطعة عن تورط القوات التركية والفصائل الإرهابية المدعومة من جانبها، إلا أياً من المجتمع الدولي لم يتحرك، ولم تكن لتتمادى أنقرة لولا الدعم المقدم لها من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي – الناتو، سواء على الأرض وفي مجلس الأمن نفسه.
ويوم الأمس تحديداً وفي وضح النهار، إستقدمت القوات التركية عبر معبر أبو راسين تعزيزات ضخمة، بعد الغارة الروسية على معسكر يعود لفيلق الشام في ادلب، ما يعني أن هناك ما يحضر قريباً برعاية تركية، ليكتمل المشهد، بإدانة أمريكية للغارة الروسية، في أمر أصبح واضحاً أن دعم الإرهاب هو السائد لدى أنقرة وواشنطن، من خلال تغيير المجريات بالقوة.
ما هي خطة تركيا الحقيقية في سوريا؟
لطالما تشدقت تركيا بأن بعض المحافظات السورية تعتبرها حقاً تركياً وإرثاً عثمانياً خسرته قبيل سقوط الخلافة العثمانية، كمدينة حلب، ولم ينسَ الشعب السوري بعد الجرائم التي ارتكبتها فيها قبيل تحرير حلب الشرقية في المدينة والقذائف التي قضت مضاجع الحلبيين لسنوات وخاصة ما أسموه “مدافع جهنم”، فلقد فتحت حدودها أمام الإرهابيين خاصة في فترات المعارك التي شهدتها المناطق تلك، وأما ادلب فإذا أردنا إضفاء تعبير صحيح، القول الصحيح إنها إمارة تركية بكل ما للكلمة من معنى، فالخطة التي ترمي إليها أنقرة هي قطع أجزاء واسعة من سوريا وضمها إلى الأراضي التركية، يضاف إلى ذلك تلاعبها بالإقتصاد السوري، من خلال جعل الليرة التركية هي المتداولة في مناطق سيطرتها، إضافة إلى تغيير أسماء المناطق والشوارع بأسماء تركية، وما ثبّت هذا الواقع أكثر أن مواقع تركية معارضة نشرت خرائط تركية إقتطعت أجزاء من سوريا ونسبتها إلى حدود دولتها، كما لواء إسكندرون السليب، فالجميع يعلم كيف أن إيان الاحتلال العثماني، كانت سياسة التتريك هي الرائجة، وما اليوم إلا نسخة مصغرة عن ذاك الأمس.
من هنا، إن إحاطة الجعفري أمام مجلس الأمن، رغم يقينه أنها لن تجلب العقوبات لتركيا، إلا أنها كانت ضرورة من أجل فضح الممارسات التركية، والمقلق أكثر حالياً أنها ستطلق العنان لإرهابييها للرد برد أقوى على الغارة الروسية، التي ستصل إلى مرحلة لاحقة تجرم بها تركيا بالدليل القاطع من خلال الإنتهاكات التي تمارسها من قصف مدنيين وسرقة الموارد السورية وتدمير بناها التحتية، وغيرها الكثير من الجرائم الموثقة.
فريق عمل “رياليست”.