تعيش المملكة العربية السعودية فترة حرجة بعد أن تم إفشال محاولة إنقلاب أبطالها بعض أفراد الأسرة الحاكمة، لتنتشر أخبارها كالنار في الهشيم، في وقت كانت الأصابع الأمريكية حاضرة والتي كشفت تفاصيل مخطط الإنقلاب الفاشل.
فلم يعد سرّاً موضوع الصراع على العرش في السعودية بل أصبح مطلباً لبعض أفراد الاسرة الحاكمة التي تريد أن تستأثر فيه بالقوة، من خلال كيد المكائد والتخطيط الذي لم تكن لتتوقع أن هناك من يرصدها ليصار إلى كشفها وإحباط مخططها، لكن على المقلب الآخر وعلى الرغم من أن واشنطن وضعت يدها وقالت إنها قد كشفت الموضوع، فهذا أمر غير مؤكد لجهة ألا يكون لها يد فيه، ولكي تستثمر هذا الأمر بما يخدمها بعد أن تأكد لها أنها لم تعد تملك تلك القوة في منطقة الخليج كالسابق، فالأمور في داخل المملكة ذاهبة نحو ترتيب البيت الداخلي بما يلقي بظلاله على كل المملكة وبعيداً عن أي تدخلات خارجية حتى ضمن إطار العلاقات الجيدة سواء مع واشنطن أو غيرها، فبحسب المعلومات أن هناك شخصية لافتة من المنطقة الغربية تحديداً ومن خارج العائلة الحاكمة تقف في المنتصف لجهة طرفي الصراع، إلا أنها تتصدر المشهد لأن تكون في موقع يحقق معادلة متوازنة تخلق نوعاً من الإنفراج النسبي في البداية ليتبعه إنفراجاً عاماً إن صدقت التوقعات.
ومع التعتيم حول هذه الشخصية، إلا أن المعلومات تتحدث أن لها من مؤيدين في الداخل السعودي الكثير، نظراً لشفافيتها ومصداقيتها، وبُعدها عن أية تأثيرات خارجية ومشاكل داخلية، فيما تقول مصادر أن طرفي الصراع داخل المملكة يحاولان سحبها كل منهما إلى طرفه، ومدلول ذلك، أن هذه الشخصية لها تأثيرها ولها حضورها وجاذبيتها على المستويين الداخلي والخارجي.
وفي سياقٍ متصل، من المعلوم أن التحالفات الخارجية لأي دولة، لا تتطابق مواقفها 100% وإن بدت كذلك، فقد يتفقون في ملفات ويختلفون في أخرى، خاصة على مستوى السياسة الخارجية لدول الخليج، وهذا أمر حقيقي تنظر له الولايات المتحدة الأمريكية بعين الحذر والإرتياب من أن يشكل خطراً على تواجدها في الخليج أولاً وعلى مصالحها في المقام الثاني رغم أنه الأهم بالنسبة لها، لكن إنفلات الأمر الأول قطعاً يضر بالأمر الثاني، خاصة وأن المعلومات تتحدث عن الشخصية المؤثرة أن المناصب لا تعني لها شيئاً سواء على الصعيد الإقتصادي او السياسي وما شابه ذلك.
الجدير بذكره أن هذه الشخصية سبق لها وأن تقلدت مناصب مهمة في الدولة سمحت لها الولوج إلى ملفات حساسة داخل العربية السعودية وخارجها، ما يعني أن حضورها مبني على دراسة معمقة لتلك الملفات التي ستسمح لها بإيجاد مخارج لأي أزمة والنهوض بأي مشروع، تضع نصب عينيها الحلول للنهوض بالمملكة، فمن هنا، ستكون الأيام القادمة مفصلية في تاريخ السعودية، إلى جانب مفاجآت كثيرة في هذا الخصوص.
خاص وكالة “رياليست” – الأستاذ محمد أبو حبيب – كاتب وصحافي لبناني.