موسكو – (رياليست عربي): بالتوازي مع ما يحدث في السودان، يبدو أن ثمة أيادٍ خفية تعمل على عودة الصراعات والاحتراب الأهلي في القارة الإفريقية، لإعادة ضبط هذه القارة، بعد دخول روسيا والصين كلاعبين أساسيين فيها على الصعيدين الأمني والاقتصادي، فما حقيقة ما يحدث في دول هذه القارة؟
تتواصل الاشتباكات في المنطقة بين مسلحي الفرع المحلي للدولة الإسلامية (المحظورة في الاتحاد الروسي)، وجماعة نصر الإسلام والمسلمين التابعة للقاعدة (المحظورة في الاتحاد الروسي)، إضافة إلى القوات الحكومية.
بالإضافة إلى ذلك، لا تزال التوترات قائمة في منطقة “الحدود الثلاثية”، وفي الوقت نفسه، أظهر الاستخدام النشط للطائرات بدون طيار من قبل العسكريين في بوركينا فاسو في الأسابيع الأخيرة فعاليتهم القصوى في مكافحة المتطرفين.
مالي
شن أنصار الفرع المحلي لـ “الدولة الإسلامية” هجوماً في المناطق الحدودية مع النيجر وتمكنوا من محاصرة مدينة ميناكا بمنطقة جاو، كما تمكن الإرهابيون من الاستيلاء على مدينة تيدرمان، في الاشتباكات قُتل ما لا يقل عن 17 شخصاً وسُرقت الماشية، في وقت سابق، أصبحت مراكز النقل الرئيسية في الجزء الشمالي الشرقي من مالي تحت سيطرة المتطرفين.
وفي منطقة عاصمة مالي، باماكو، شن مسلحون عدة هجمات على نقطة تفتيش في مدينة نوسومبوغو، قُتل فيها خمسة أشخاص على الأقل.
بالنسبة للوضع السياسي، تواصل قيادة البلاد التحضير لإصلاح دستوري يهدف إلى عودة الحكم المدني، وبعد انتقادات لمسودة الدستور من قبل مجموعة من الأئمة والعلماء المسلمين، قدمت الحكومة مسودة جديدة في 21 مارس، وحالياً، المفاوضات جارية مع ممثلي الحركات الدينية والاجتماعية لتحديد موعد جديد للاستفتاء.
وعارض ممثلو حركة 5 يونيو، الذين ساهموا في الانقلاب العسكري عام 2020، المشروع الجديد، وذكروا أن نص الدستور يخلق حالة من عدم توازن القوى لصالح رئيس الدولة، الذي من حيث صلاحياته يمكن مقارنتها بالملك، في الوقت نفسه، حثت الأمم المتحدة مالي على تسريع عملية نقل السلطة إلى حكومة مدنية والقيام بكل شيء حتى تُجرى الانتخابات في أوائل عام 2024.
كما اتهمت جماعة الطوارق المتمردة السابقة، الحركة الوطنية لتحرير أزواد، الحكومة المالية بالاستفزاز بقولها إن مقاتلات عسكرية حلقت بالقرب من أربع من قواعدها على علو منخفض، بالمقابل، لم تشن الطواقم أي ضربات، لكن تحليقها تسببت في رد إطلاق نار من متمردين سابقين على الأرض.
وجدير بالذكر أنه في أوائل أبريل، سلمت الصين حوالي 100 عربة مصفحة إلى مالي، بما في ذلك VP-11 MRAP و Lynx CS / VP11. وبحسب القوات المسلحة، من المفترض أن تعزز هذه التقنية بشكل كبير قدرة الجيش على مواجهة الجماعات الإرهابية.
بوركينا فاسو
نفذ مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية وجماعة نصر الإسلام والمسلمين سلسلة من الهجمات على منشآت عسكرية في مناطق متفرقة من البلاد، ففي محيط عاصمة بوركينا فاسو، واغادوغو، هاجم إرهابيون ضباط إنفاذ القانون، قُتل 15 شخصاً على الأقل.
أما في مدينة جوروم جوروم، فقد نصب المتطرفون كميناً لقافلة عسكرية مع الطعام، وقُتل ستة أشخاص، وأحرقت جميع الشاحنات، وعلى مقربة من مدينة كايا، هاجم مسلحون وحدة من الجنود والمتطوعين الذين كلفوا بحراسة الإصلاحات في مرافق إمدادات المياه، وتزامن الهجوم مع زيارة زعيم البلاد إبراهيم تراوري للمدينة.
وفي شمال بوركينا فاسو هاجمت عصابة مجهولة على دراجات نارية عدة قرى وقتلت 44 شخصاً لكن لم يتم بعد تحديد هوية المهاجمين، وفي منطقة قرية اوريما هاجم إرهابيون مجموعة من المتطوعين والجيش وتم مقتل 40 شخصاً على الأقل.
بالإضافة إلى ذلك، تواصل القوات المسلحة لبوركينا فاسو استخدام الطائرات بدون طيار التركية بيرقدار TV2 للتعرف على المسلحين والقضاء عليهم في المناطق الحدودية للبلاد.
أماعلى الحدود مع مالي، في إقليم بوركينا فاسو، على مشارف قرية قابيل، اكتشف طاقم الطائرات بدون طيار مقر المسلحين ووجهوا نيران المدفعية نحوه، وتم القضاء على العديد من المتطرفين.
تتأثر فعالية استخدام الطائرات بدون طيار في المنطقة إلى حد كبير بحقيقة أن المتطرفين الإسلاميين ليس لديهم وسائل دفاع جوي تقريباً، وقالت الحكومة إن هجمات الطائرات بدون طيار عطلت خطوط إمداد الإرهابيين وقللت من مخاطر نصب كمائن واسعة النطاق لقوافل النقل.
توجه السكان المدنيون في محافظة كومونجاري إلى مظاهرة بمدينة غايري، مطالبين القوات المسلحة للبلاد بإطلاق سراحهم من الحصار الإرهابي المعمول به منذ 2 يناير 2023، بالإضافة إلى ذلك، طلب المتظاهرون المساعدة أن تكون غذائية.
حصلت بوركينا فاسو على طائرات بدون طيار وأسلحة ومقاتلين ومدرعات بقيمة 415 مليون دولار من شركاء أجانب لمكافحة الإرهاب، كما وافق صندوق النقد الدولي على ديون الحكومة بمبلغ تجاوز 80 مليون دولار لتجاوز أزمة الغذاء.
النيجر
هاجم متشددون إسلاميون رتلاً عسكرياً بالقرب من مدينة أرلي، وفي جنوب شرقي البلاد، بالقرب من مدينة ديفا، نفذ مسلحون سلسلة من الهجمات على القوات الحكومية، أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة ستة وتدمير عدة سيارات.
من جانبه، أعلن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل أن الاتحاد الأوروبي سيبدأ في توريد الأسلحة إلى إفريقيا، وستكون النيجر من أوائل الدول التي حصلت على أسلحة.
كما أعلنت الحكومة الألمانية عن خطط لنشر وحدة عسكرية قوامها 60 شخصاً في النيجر بحلول نهاية أبريل كجزء من برنامج مساعدات الاتحاد الأوروبي للبلاد.
ويبدو من التصريحات الغربية عودة قوات حفظ السلام الدولية بغطاء تسليحي وغذائي لضمان المكوث في القارة إلى أطول وقت ممكن.