يرى فلاديمير فوروجتسوف أن ما يحدث من صراع بين سائقي سيارة الأجرة والشركات هو بالضبط ما وصفه فلاديمير لينين في كتابه عن تطور الرأسمالية في روسيا. وبما أن حركة سيارات الأجرة في بلدنا كانت في البداية مثالا على التراكم الأولي لراس المال. هناك كانت شركات كبيرة تعمل على توحيد سائقي سيارات الأجرة، بغض النظر عن عمل الشركات الغير القانونية.
مع تطور الرأسمالية في روسيا بدأ يظهر عدد كبير من شركات سيارات الأجرة التي أصبحت منظمة بشكل مجمعات كبيرة لها، وبذلك وصلت الرأسمالية إلى أعلى مراحلها، مما أدى إلى دخول هذه الشركات في منافسة كبيرة الأمر الذي نتج عنه إفلاس بعضها، وأيضا قامت بعضها بتشديد شروط العمل على سائقي سيارات الأجرة، وارتفاع التعريفة المالية لسيارة الأجرة وانخفاض في سعر التوصيلة بسبب المنافسة بين الشركات مما أدى إلى تخطيط سائقي الأجرة إجراء احتجاج في الأوائل من شهر ديسمبر /كانون الأول من العام 2019 ضد هذه الشركات.
صراع إقتصادي
من أهم المطالب الكبيرة للمحتجين من سائقي سيارات الأجرة، هو عدم تحويل سيارتهم إلى وسائط نقل مجانية حيث أصبحت سيارتهم تعمل لدى الشركات الكبرى مثل ياندكس و أوبر و غيرها من الشركات المحلية، وهذا أحد أسباب احتجاجهم مما دفعهم لتنظيمه، فهذا الحدث كان نتيجة صراع بين مختلف الهياكل الاقتصادية التي يطلق عليها في اللغة السوفيتية القديمة “منافسة رأسمالية”، في الوقت نفسه ما يهم الراكب هو الوصول إلى المكان المحدد بشكل أسرع لهذا السبب لن يدعم الركاب (باقي الطبقات الشعبية) مطالب سائقي السيارات.
تدابير تنظيمية
المشكلة تكمن حول، كيف ستتمكن الدولة من حل النزاع، إذ يمكن القيام بذلك من خلال اتخاذ تدابير تنظيمية في شكل إعانات، على سبيل المثال في فرنسا تحمي الدولة صانعي النبيذ، وتحمي ألمانيا أصحاب الأراضي ذو الإنتاج المميز. ويبقى السؤال فقط سيارات الأجرة ذو النوع المتوسط يمكنها الدخول للسوق. فبحسب فوروجتسوف بأنه يمكن تحليل هذا الأمر باعتباره مظهرا تقليديا للرأسمالية في روسيا الحديثة.
فلاديمير فوروجتسوف- رجل دولة روسي متقاعد ،لواء في الخدمة الداخلية ، خاص لوكالة “رياليست”