موسكو – (رياليست عربي): شارك الرئيس الصربي (ألكسندر فوتشيتش) في فعاليات منتدى (غلوبسيك) الأمني الذي استضافته العاصمة التشيكية براغ، حيث تطرق المشاركون جميعهم تقريباً من قادة الإتحاد الأوروبي، وعلى رأسهم رئيسة المفوضية الأوروبية (أورسولا فون دير لايين) إلى تطورات الحرب (الروسية الأوكرانية)، حيث أكدوا على ضرورة زيادة إنتاج الأسلحة في دول الإتحاد الأوروبي بسبب التهديدات الجيوسياسية، ولا سيما تطورات الحرب (الروسية الأوكرانية)، وتأثيرها أمنياً وعسكرياً على بقية دول الإتحاد الأوروبي.
- وقد تحدث الرئيس الصربي (ألكسندر فوتشيتش) خلال مؤتمر (غلوبسيك) في براغ يوم السبت الموافق لتاريخ 31 أغسطس 2024، فنفى الرئيس فوتشيتش وجود أي علاقات وثيقة له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجدد نفيه لفكرة أن بلاده المرشحة لعضوية الإتحاد الأوروبي كانت (حصان طروادة) لموسكو على الرغم من رفضها الإنضمام إلى العقوبات الأوروبية منذ بداية الحرب (الروسية الأوكرانية)، وكذلك على الرغم من وجود بعض الملفات التي يسودها الخلاف مع الكتلة الأوروبية.
- وقال الرئيس الصربي فوتشيتش إنه لم يلتق أو يتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ عامين ونصف العام على الأقل، أي منذ أن عبرت القوات الروسية الحدود الأوكرانية في شهر فبراير 2022، مضيفاً بأن بلده صربيا تسير على طريق الإتحاد الأوروبي، لكن العلاقات الجيدة للغاية مع الروس هي علاقات تقليدية، وقد كانت العلاقات (الروسية – الصربية) بهذا الشكل في كافة العصور والأزمان.
- وأكد فوتشيتش أنه على الرغم من محادثاته مع رئيسة المفوضية الأوروبية (أورسولا فون دير لاين) التي جرت في براغ أيضاً، ووصفها بالمحادثات الرائعة، فقد بينت المحادثات أنه لا يوجد أحد غير متفق مع صربيا ضمن الإتحاد الأوروبي، لأن جميع القادة والحكومات والدول متفهمون لما يحدث في بلغراد، خاصةً بعد أن نفذت صربيا أجندتها الخاصة بالنمو والإصلاح بشكل أفضل من أي دولة أخرى.
- ودعا الرئيس (ألكسندر فوتشيتش) نظيره في إقليم الجبل الأسود (ياكوف ميلاتوفيتش) إلى إظهار المزيد من الثقة في نية صربيا بالإنضمام للإتحاد الأوروبي، مضيفاً بأن عملية الإنضمام لا تعتمد على علاقات صربيا مع روسيا الإتحاددية، بل إنها تعتمد في المقام الأول على تطبيع العلاقات مع كوسوفو التي أعلنت استقلالها في عام 2008، وما زالت بلغراد غير معترفة بسيادتها، لأن صربيا و كوسوفو تتفاوضان على تطبيع العلاقات منذ العام 2011 من خلال حوار بروكسل الذي يشرف عليه الإتحاد الأوروبي.
- وقد ردَّ رئيس إقليم الجبل الأسود (ياكوف ميلاتوفيتش) أن بلده وحكومة مونتينيغرو بشكلٍ عام، سيصبحون هم الآخرون أيضاً أعضاء في الإتحاد الأوروبي بحلول العام 2029، في حين أن دخول جمهورية صربيا إلى الإتحاد الأوروبي لن يكون ممكناً قبل عام 2030 بسبب مواقف بلغراد المتعنتة.
- وقد أكد قادة الإتحاد الأوروبي خلال مؤتمر (غلوبسيك) في براغ، أن صربيا وتركيا هما الدولتان الوحيدتان المرشحتان للإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي، واللتان تجنبتا فرض عقوبات إقتصادية وسياسية ضدَّ روسيا الإتحادية، حيث حافظ المسؤولون الصرب وخاصة نائب رئيس الوزراء الصربي الحالي (ألكسندر فولين) على علاقات وثيقة للغاية مع موسكو منذ بدء الحرب (الروسية – الأوكرانية).
آراء المراقبين والمحللين والخبراء في مراكز الدراسات السياسية والإستراتيجية الروسية والعالمية:
- يرى العديد من المراقبين والمحللين والخبراء في مجال العلاقات الدولية من المختصين بملف دول البلقان، ودول الإتحاد اليوغسلافي السابق وعلى رأسها جمهورية صربيا، مثل الخبير العالمي، البروفيسور (ميلوس داميانوفيتش)، وهو متخصص في قضايا المخاطر الجيوسياسية، ومتخصص في أبحاث منطقة البلقان، ورئيس قسم الأبحاث والتحليلات في شركة (بيرن للإستشارات)، أن الكرملين الروسي ما زال يتمتع بعلاقات ممتازة مع جمهورية صربيا، ولكن هذه العلاقات ما زالت تتسم بطابع السرية المطلقة، وأن اللقاءات بين ضباط أجهزة المخابرات الروسية ونظيرتها الصربية ما زالت جارية على قدمٍ وساقٍ، بالتنسيق مع رئيس الوزراء الصربي الحالي (ألكسندر فولين)، والذي شغل سابقاً منصب رئيس جهاز المخابرات العامة الصربية.
- ويضيف الخبير العالمي البروفيسور (ميلوس داميانوفيتش)، أن قادة الكرملين الروسي، وعلى رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصياً، يريدون الحفاظ على هذه العلاقات الإستراتيجية مع جمهورية صربيا، التي أدانت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ضمن أروقة منظمة الأمم المتحدة في وقتٍ من الأوقات، لكن حكومة بلغراد في الوقت نفسه، والفريق السياسي الرئاسي الحالي للرئيس الصربي (ألكسندر فوتشيتش)، ومعه رئيس الوزراء الصربي الموالي لموسكو (ألكسندر فولين) قد رفضوا بشكل قطعي أن تنضم بلغراد إلى العقوبات السياسية والإقتصادية الغربية المفروضة ضدَّ موسكو، وهو الأمر الذي كان مفيداً وداعماً للغاية للكرملين الروسي في بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بغض النظر عن التصريحات الدبلوماسية (البراغماتية) للرئيس الصربي الحالي (ألكسندر فوتشيتش) بشأن علاقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
حسام الدين سلوم – دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية – خبير في العلاقات الدولية الروسية.