واعتبر الديب ان الحديث عن امكانية بروز زعامة جديدة لقيادة العالم بعد مرحلة كورونا لن يكون ممكنا في المستقبل القريب ، مشيرا الى ان الدول الماسكة بزمام العالم اليوم هي من ستقود البلدان الضعيفة غدا . وفيما يلي نص الحوار كاملا .
البعض يرى ان ازمة كورونا ستخلق وضعا دوليا جديدا مغايرا لما كان من قبل ، فماهي قرائتكم لهذا الطرح ؟
نعم يتردد كثيرا هذا الطرح ، لكن على الواقع لا نرى ذلك بلا أدنى شك، فالعالم الذي عشناه قبل ظهور هذا الفيروس هو نفس العالم الذي نعيشه الآن و هو العالم الذي سيستمر، البقاء فيه للأقوى و لمن يمتلك العلم الحقيقي الذي سيساعده على عبور هذه المحنة.
و بالرغم من أن هناك تأثيرا واضحا على الدول المتقدمة بسبب هذا الفيروس الا ان الدول المتقدمة هي الوحيدة التي كانت تمتلك سبل اجراء التحاليل و هي التي تمتلك القاعدة العلمية التي تتيح لها اجراء تجارب سريرية على اللقاح الذي سينقذ هذا العالم. و الدول التي أعلنت عن ذلك هي دول قليلة كالصين و روسيا والولايات المتحدة و اليابان و فرنسا.
و هذه هي الدول التي تقود العالم السابق و الحالي و القادم، فهذا نظام عالمي واحد . أما بالنسبة لمن يقول ان الصين هي التي ستقود العالم بعد للولايات المتحدة فأرى ان فيه مبالغة فالصين ذاتها لا تحلم بذلك .
اذن انت تنفى امكانية بروز زعامة جديدة لقيادة العالم لتحل محل الولايات المتحدة الامريكية ؟
العالم الان تقوده دول كبرى وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية .ومن الصعب جدا خلال مرحلة ما بعد كورونا ان تبرز زعامة جديدة للعالم خاصة خلال المستقبل القريب . أي ان الزعامة دائما ستكون لنفس الدول الكبرى الموجودة وهي الولايات المتحدة الامريكية والصين وروسيا واليابان وبريطانيا وفرنسا وألمانيا .
وبالعودة الى الاتحاد الاوروبي ما هي التغيرات المحتملة صلبه ،وهل تتوقع خروج ايطاليا منه على خطى بريطانيا؟
الاتحاد الأوروبي ليس وليد اللحظة و مسألة التكهن بخروج إيطاليا منه امر يجب ان يكون مستبعدا خلال هذه المرحلة، فالاتحاد الأوربي بكل دوله مشغول بمواجهة انتشار فيروس كورونا. لذلك كان منتظر ان تهتم كل دولة بشؤونها و ذلك لا يعني ان الاتحاد الأوروبي استغنى عن إيطاليا أو إيطاليا ستستغني عن الاتحاد الأوروبي و الحديث عن إمكانية خروجها من الاتحاد كما فعلت بريطانيا امر غير مطروح حاليا لان هناك فرق كبير جدا بين وضع الدولتين.
أي تداعيات لجائحة كورونا على مستقبل الدول العربية خاصة تلك التي تشهد حروبا منذ ما يسمى بالربيع العربي؟
للأسف الشديد ستكون هناك صعوبات كبيرة ستواجه الدول العربية في مرحلة ما بعد كورنا . فالوضع العلمي و الصحي في بلداننا نعلمه جيدا و رأينا كمّ الانتقادات للأنظمة العلمية و الطبية في الدول المتقدمة فما بالك بأوضاعنا. ونتمنى من الانظمة العربية ان تتجه بالفعل الي دعم القطاع العلمي و الطبي في بلدانهم فالعيب ليس في الشعوب و لكن في السياسات.. ولكن المفارقة اننا رأينا ان معظم الأطقم الطبية في اووربا و امريكا هم من العرب وهو ما يؤكد ان العقل العربي قادر على مواجهة الازمات وكسب التحديات بمختلف انواعها .
أجرى الحوار الأستاذ ناجح بن جدو
المصدر الأصلي للموضوع: إضغط هنا