ما يحصل في لبنان خلال هذا الأسبوع، دلالة على أن الشعب اللبناني ضاق ذرعاً بالطبقة الحاكمة، التي أوصلت البلاد الى الحضيض، وهذه فرصة لتغيير ما يمكن تغييره، الأمر الذي من شأنه نقل لبنان إلى صعيد مختلف عما كان يعيشه حول شكل وآلية الحكم فيه، بحسب مواقع لبنانية.
للوقوف على آخر التطورات التي تحدث في لبنان، خاصة حول طبيعة التظاهرات الشعبية “الغاضبة”، يقول الدكتور عمران زهوي، الكاتب والباحث السياسي اللبناني، في حوار خاص لـ وكالة “رياليست” الروسية:
لبنان ينتفض
للأسف كل هذا الحراك أتى عفوياً لكن اللافت أن أكثر الناس التي نزلت إلى الإعتصامات تخلت عن أحزابها ورموزها لأنها لم تعد تستطيع أن تتحمل العيش في وطن منهار إقتصادياً والدين العام قارب 100 مليار دولار والهندسة المالية الخاطئة التي يتحمل مسؤوليتها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والذي عمل على استقطاب رؤوس الأموال عبر الودائع بفائدة مرتفعة جداً، إلى جانب الانفلات بسعر صرف الليرة، لأن البنك المركزي لم يعد قادر على دعم سعر الصرف نتيجة الكلفة العالية وخدمة الدين العام التي أنهكت الخزينة والاقتصاد الريعي وعدم وجود مشاريع استثمارية وغيرها من العوامل التي حفزت المواطن اللبناني الى النزول للشارع.
ضبابية المشهد
أما في الوقت الراهن لا يستطيع أحد أن يعلم ما الذي سيحدث أو كيفية الخروج من هذه الازمة خاصة بعد كلام كل من وزير الخارجية جبران باسيل ورئيس الحكومة سعد الحريري الذي أمهل جميع القوى السياسية المشاركة في الحكومة مهلة 72 ساعة لوضع خطة إنقاذية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه من لم يستطع فعل أي شيء خلال السنوات الماضية، هل سيستطيع تغيير الوضع العام خلال 3أيام !!!! بالطبع هذا كلام غير منطقي والمتظاهرين رفضوا ذلك.
تسليم السلطة
من هنا، إن الحلول قليلة جداً في بلد تحكمه الطوائف والمذاهب عبر الدستور، لذلك نطالب الرئيس ميشال عون، إعلان حالة الطوارئ في البلاد وتسليم السلطة للجيش اللبناني، أو أن تقوم الحكومة بالإستقالة وتصريف الأعمال، أو حكومة مصغّرة من التكنوقراط، وإقرار قانون إنتخابي جديد “لبنان دائرة واحدة مع النسبية”، ودعوة إلى انتخابات مبكرة، فالأيام المقبلة، كفيلة بتبيان ما سيحدث وإلى ما سيؤول إليه هذا الوضع.
ولن ننسى أيضاً ما قامت به الولايات المتحدة والتابعين لها في لبنان من ضغوط اقتصادية عبر إدراج بعض المصارف اللبنانية على لائحة الإرهاب، وغيرها من الضغوطات الاقتصادية والتهويل لتأليب الرأي العام تارة ضد حزب الله وطوراً ضد العهد الممثل بالرئيس ميشال عون، ومواقفه الداعمة للمقاومة والدعوة إلى التوجه نحو سوريا.
وختاماً نقول: لن يضيع حق وراءه مطالب وحان وقت التغيير والتخلص من الطغمة الحاكمة و وارثيها.