كابول – (رياليست عربي): تبذل قيادة حركة طالبان (المحظورة في الاتحاد الروسي) جهوداً معينة لتحقيق الاستقرار في الوضع السياسي الداخلي، ومع ذلك، فإن الافتقار إلى مديرين مؤهلين وسياسة محلية متوازنة تحت ضغط كامل من المجتمع الدولي يؤدي إلى تفاقم الوضع.
قد يؤدي عدم كفاءة بعض الأفراد من القيادة العليا لطالبان، الذين لا يريدون تحمل الحقائق الحديثة، إلى انهيار كامل للنظام السياسي لإمارة أفغانستان الإسلامية.
بالتالي، إن المزيد من عدم تحرك طالبان في تلبية مطالب المجتمع الدولي فيما يتعلق بتكوين الحكومة واحترام حقوق الإنسان سيكون بمثابة سبب عادل لرفض القوى العالمية التعاون مع الحركة المتطرفة، في هذه الحالة، يجب فرض توقع تفاقم الأزمة الإنسانية، والتي ستكون محفزاً محتملاً للعديد من الأحداث المترابطة:
زيادة تدفق الممنوعات
قبل بضعة أشهر، أصدر الزعيم الأعلى لطالبان، هيبة الله أخوندزاده، مرسوماً يحظر زراعة الخشخاش في أفغانستان، ومع ذلك، فإن الوضع الاقتصادي الصعب وعدم وجود بديل للأرباح السهلة لا يسمحان بتنفيذ المتطلبات التي تحددها الإدارة.
ومع ذلك، استمرت زراعة الخشخاش، ووفقاً لوسائل الإعلام الغربية، فإن “طهاة” حركة طالبان أتقنوا طريقة إنتاج الميثامفيتامين، وبالتالي وسعوا قدراتهم على التوزيع، وإذا استمر الضغط الاقتصادي ورفضت الإدارة الأمريكية تجميد الأصول الأجنبية لأفغانستان، يجب توقع عودة طالبان أيضاً إلى الطريقة التي يعرفون بها كيفية جني الأموال.
حرب أهلية
المواجهة الحالية بين عدة مجموعات مقاومة مع طالبان ليست مهمة للحكومة الحالية من الناحية العالمية، نعم، هناك معارك، وكلا الجانبين يتكبد خسائر، لكن في الواقع، كل هذا يحدث في منطقة محدودة من أفغانستان ككل، وبدون تدخل حقيقي من اللاعبين الرئيسيين لن يكون له تأثير على الوضع السياسي الداخلي.
ومع ذلك، هناك أزمة أخرى تتزايد في معسكر طالبان كل يوم: انقسام بين قادة طالبان، بصرف النظر عن الصراع مع الأقليات العرقي ، تنقسم طالبان إلى أربع فصائل متعارضة:
أولاً، المرشد الأعلى هيبة الله أخوندزاده، وثانياً، نائب رئيس مجلس الوزراء عبد الغني برادار، والثالث، وزير الداخلية سراج الدين حقاني، والرابع والأخير، وزير الدفاع محمد يعقوب.
حيث تستبعد مثل هذه الانقسامات الكبيرة داخل قيادة طالبان أي احتمال لتشكيل حكومة شاملة مع مجموعات أخرى غير الباشتونية، ويزيد عدم وجود اتفاق بين المجموعات العرقية المختلفة من زعزعة استقرار الوضع في البلاد.
تنامي “الدولة الإسلامية”
أدت الأزمة الاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة والفوضى الناتجة عنها في البلاد إلى توفير ظروف مواتية لازدهار الفرع الأفغاني – ولاية خراسان.
كما تمكن مقاتلو تنظيم داعش (المحظور في الاتحاد الروسي)، من الاستفادة من الفوضى التي اندلعت في أجزاء من البلاد منذ انتصار طالبان، وفي ظل الوضع الاقتصادي الصعب، وكراهية العديد من الأفغان لطالبان، والسياسة القومية لتفوق الأمة البشتونية – كل هذا سمح للإرهابيين بتجديد صفوفهم بشكل كبير.
بالنتيجة، تحاول ولاية خراسان أن تُظهر للدول المجاورة أن طالبان غير قادرة على ضمان سلامة مواطنيها ولا تتحكم في ما يحدث خلف الكواليس والغرف المغلقة، وتهدف التكتيكات التي يطبقونها إلى إثارة الذعر في المناطق المتاخمة لأفغانستان (ضربات من أنظمة ميلرز – MLRS “الحرفية” على طاجيكستان وأوزبكستان) وتحديد الهجمات الإرهابية ضد الشيعة (بحكم الأمر الواقع لمصالح إيرانية) في البلاد.
خاص وكالة رياليست.