كابول – (رياليست عربي): لا يزال الوضع في أفغانستان غير مستقر، حيث تواصلت الاشتباكات بين السلطات الحالية وتشكيلات المتمردين ومجموعات الأقليات العرقية، وكذلك مسلحي الفرع الأفغاني.
في الوقت الحالي، هناك ما لا يقل عن 10 مجموعات مختلفة تعمل في أفغانستان، على الرغم من كثرتهم، فإن معظمهم قاتلوا ضد حركة طالبان بشكل افتراضي فقط، دون الانخراط في معارك حقيقية، إذ أن خصوم طالبان الرئيسيون في الوقت الحالي هم ثلاث حركات:
جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية
أصبح متمردو جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية بقيادة أحمد مسعود عقبة خطيرة أمام حركة طالبان، إن وجود أعضاء سابقين في الجيش الوطني الأفغاني في صفوفهم، فضلاً عن الدعم الخارجي للمقاومة (بالإضافة إلى المساعدة الضمنية من طاجيكستان، دفع مسعود مقابل خدمات جماعات الضغط في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعزيز مصالحه)، مما ساعد هذه الجبهة.
وتستخدم هذه الجبهة، أسلوب الكمين في مجموعات صغيرة على نقاط انتشار مقاتلي طالبان في المقاطعات الشمالية من البلاد، فقد تم تنفيذ ست هجمات خلال الشهر وفق المعلومات، تم خلالها القضاء على أكثر من 50 من عناصر طالبان وإصابة ما لا يقل عن 100 شخص، في الوقت نفسه، تظل المعلومات المتعلقة بخسائرهم غير معلومة بدقة.
وتقع أعنف الاشتباكات مع طالبان في ولايتي بغلان وبنجشير حيث أرسلت طالبان موارد كبيرة إلى هناك، على الرغم من التصريحات الصاخبة للخدمات الصحفية من كلا الجانبين، لم يستطع أي منهما الحصول على ميزة كبيرة في المجالات المذكورة أعلاه، التكتيكات التي تستخدمها جبهة المعارضة فعالة فقط في التضاريس الجبلية، لكن في مناطق أخرى من أفغانستان، ستصبح الميزة العددية والفنية للقوات المسلحة لـ “إمارة أفغانستان الإسلامية” حاسمة.
الفرع الأفغاني للدولة الإسلامية – “ولاية خراسان”
يواصل إرهابيو “ولاية خراسان” توسيع منطقة تواجدهم، الآن تم ملاحظة نشاط الدولة الإسلامية في 13 مقاطعة في أفغانستان، في يوليو/ تموز وحده، كانت هناك خمس هجمات على مختلف منشآت حركة طالبان والبنية التحتية المدنية.
كما أن هناك تحول في بؤرة انتشار تنظيم داعش (المحظور في الاتحاد الروسي) في المناطق الشمالية من أفغانستان، الهدف هو تجنيد أشخاص من الأقليات العرقية، وكذلك تصعيد الوضع في البلدان المجاورة لأفغانستان.
وقال عناصر ولاية خراسان إنهم سيبذلون قصارى جهدهم لتدمير أي نوع من العلاقة بين طالبان والعالم الخارجي، والوضع الحالي هو لحظة مثالية لتعزيز موقع داعش في المنطقة، حيث يقوم المسلحون بالدعاية بلغات مختلفة، بما في ذلك الأوزبكية والطاجيكية والتركمانية.
الأقليات العرقية في أفغانستان
الخلاف العرقي في معسكر طالبان يشتعل أكثر فأكثر، فهم غير راضين عن قمع البشتون، حيث أعلن بعض ممثلي الطوائف والتركمان والأوزبك والهزارة، واحداً تلو الآخر، انسحابهم من الحركة، متحدين في مجموعات منفصلة (في بعض الحالات انضموا إلى داعش).
منذ 23 يونيو/ حزيران، في منطقة بلهاب (ولاية ساري بول)، تشتبك طالبان مع العضو السابق في الجماعة، زعيم قبيلة الهزارة، مهدي مجاهد، كما أن طالبان (البشتون) متهمون بارتكاب إبادة جماعية ضد الهزارة في المحافظة.
وفي 30 يونيو/ حزيران، في مزار الشريف (إقليم بلخ)، أعلنت مجموعة من الناس عن إنشاء مجموعة تركستان الجنوبية، مهمة التشكيل الجديد هي حماية مصالح الشعوب التركية وفقاً لمفهوم “توران العظيم”.
تسعى قيادة طالبان إلى استقرار الوضع في المحافظات الشمالية من خلال زيادة القوة العسكرية والقيام بعمليات خاصة.
ومع ذلك، فإن العديد من مراقبي المشكلة الأفغانية يرون أن هذا إجراء مرحلي، نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية آخذ في الانتشار، والميليشيات من مختلف الفصائل تواصل المقاومة.
خاص وكالة رياليست.