موسكو – (رياليست عربي): في ظل الوضع المتصاعد في سوريا، يبرز تباين واضح في ردود الفعل الإقليمية والدولية حول الأحداث في الساحل السوري، خاصة فيما يتعلق بالعلويين.
ويوضح إيغور يوشكوف، المحلل البارز في صندوق الأمن الوطني للطاقة في الاتحاد الروسي والخبير في الجامعة المالية التابعة لحكومة الاتحاد الروسي، أن روسيا تبذل جهودًا كبيرة لوقف المذابح في مناطق العلويين على الساحل السوري.
وأضاف أن القوات الروسية سمحت للمدنيين بالدخول إلى القواعد العسكرية الروسية وقدمت مساعدات إنسانية لهم. ومع ذلك، أشار إلى أن تقييمات الجهات المختلفة قد تكون أحيانًا مثيرة للدهشة بسبب تشاؤمها، إذ يقول الاتحاد الأوروبي في بياناته إن العلويين هم من يقتلون أنفسهم وهم من مؤيدي القوة المؤيدة لبشار الأسد، كما اتهمهم التحالف الأوروبي بأنهم كانوا محرضين على قتل العلويين.
أما على أرض الواقع، فإن الصور المتداولة تظهر أطفالًا ونساءً، أي أشخاصًا مدنيين مسالمين، ويشير يوشكوف إلى أن هذا ليس مجرد صراع بين مجموعات مسلحة كانت في السابق على جانبي الجبهات، بل هو في كثير من الأحيان تطهير جماعي لقتل المدنيين، في هذا السياق، تتضامن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في إدانة هذه الأفعال على مستوى الأمم المتحدة.
من ناحية أخرى، لا يمكن تجاهل اللاعبين الإقليميين المهمين في هذه الأزمة، إسرائيل، التي تعد من القوى المؤثرة في المنطقة، مهتمة بوضع الدروز في جنوب سوريا، وهو جزء من مجال نفوذها في مرتفعات الجولان. إذ تسعى إلى حماية الدروز وتشكيل قاعدة اجتماعية عسكرية لهم، مما قد يتيح لها تواجدًا أمنيًا وعسكريًا في الأراضي السورية.
أما تركيا، فهي تدعم السلطات الحالية في دمشق رغم أن الحكومة الجديدة بقيادة أحمد شرع لا تملك السيطرة الكاملة على المنطقة. وتواجه الحكومة السورية صعوبة في السيطرة على قواتها المسلحة، مما يجعل من الصعب عليها الحفاظ على سيطرتها على المناطق الدرزية في الجنوب، التي قد تكون قادرة على صد الهجمات العسكرية ضدها بالتنسيق مع جيش الدفاع الإسرائيلي.
هذه الوضعية قد تدفع الحكومة السورية إلى صدامات داخلية بين الفصائل المسلحة الموالية والمدعومة من تركيا، وهو ما يمكن أن يكون مفيدًا لأعداء السلطات السورية مثل العلويين والدروز والأكراد وبعض عشائر أهل السنة في الجزيرة السورية.