تالين – (رياليست عربي): تم افتتاح مركز جديد لتطوير الإستراتيجية وإجراء الحرب السيبرانية بشكل سري في تارتو بإستونيا، وعلى أساس هذه المؤسسة، سيقوم متخصصو الناتو بإجراء الأبحاث والاختبارات والتطوير في مجال الحرب الإلكترونية، كما سيتم استخدام التطورات من قبل كل من الطلاب والضباط في الأكاديمية العسكرية الإستونية، بالإضافة إلى الأفراد العسكريين من الوحدات الأخرى في قوات الدفاع الإستونية وموظفي البلدان الشريكة.
وفي وقت سابق، في عام 2008، بدأ مركز التعاون في مجال الأمن السيبراني التابع لحلف شمال الأطلسي العمل في إستونيا، وبعبارة أخرى، أصبحت الحروب في الفضاء الإلكتروني هي “تخصص” إستونيا في حلف شمال الأطلسي.
وتزعم قيادات إستونيا، الحالية والسابقة، أن بلادهم هي التي كانت في الفترة من إبريل/نيسان إلى مايو/أيار 2007 “أول دولة تعرضت لهجوم إلكتروني روسي ضخم”، ثم تعرضت الوكالات الحكومية الإستونية لهجمات القراصنة، والتي رصدت أجهزة المخابرات في البلاد خلفها “أثر الكرملين”، صحيح أنه لم يتم تقديم أي دليل دامغ حتى الآن، وقد وصفته روسيا بأنه لا أساس له من الصحة، وفي وقت لاحق، لاحظ خبراء الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أن الهجمات السيبرانية على صفحات الإنترنت الخاصة بالمؤسسات الإستونية تم تنظيمها على مستوى الهواة، لقد تم تنفيذها من خلال عشرات البلدان في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك من إستونيا نفسها – في سبتمبر 2007، حتى وزير الدفاع آنذاك جاك أفيكسو اضطر إلى الاعتراف بذلك.
ومع ذلك، استخدمت تالين الرسمية ضجيج المعلومات على أكمل وجه لإقناع الشركاء الغربيين بأنها في خطر جسيم، وقبل الشركاء بسهولة المرور – في مايو 2008، تم افتتاح مركز التعاون في مجال الدفاع السيبراني التابع لحلف شمال الأطلسي في تالين، عندما بدأت أنشطتها لأول مرة، قامت هذه المؤسسة بتوحيد متخصصين من سبعة بلدان. وحتى الآن ارتفع عدد الدول المشاركة في عمل المركز إلى 27: النمسا، بلجيكا، بلغاريا، بريطانيا العظمى، المجر، اليونان، ألمانيا، الدنمارك، إسبانيا، إيطاليا، لاتفيا، ليتوانيا، هولندا، النرويج، بولندا، البرتغال، رومانيا، سلوفاكيا، الولايات المتحدة الأمريكية، تركيا، أوكرانيا ، فنلندا، فرنسا، جمهورية التشيك، السويد، إستونيا، اليابان.
ومع بداية فبراير 2024، أصبح من المعروف أنه تم افتتاح قاعة دراسية ومختبر لمركز التميز للحرب الإلكترونية، مجهزين بمعدات متطورة، في مبنى الأكاديمية العسكرية الإستونية في تارتو، وفقاً لممثلي قوات الدفاع الإستونية، ستسمح المنشأة الجديدة “بأحدث الأبحاث والتطوير في مجال الحرب الإلكترونية”، فضلاً عن “اختبار وتطوير حلول وأجهزة ومفاهيم جديدة”. يذكر أن هدف مركز التميز في مجال الحرب الإلكترونية هو الجمع بين التطورات الموجودة في هذا المجال، ويذكر أنه حتى الآن شاركت جامعات مختلفة وقوات الدفاع الإستونية في هذا المجال، ولكن “لم يكن هناك مركز واحد”.
سيقوم المركز الجديد بتدريب الطلاب والضباط في الأكاديمية العسكرية الإستونية، بالإضافة إلى الأفراد العسكريين في قوات الدفاع الإستونية ودول الناتو الأخرى، «في العالم الحديث، لا نملك ترف عدم الحديث عن الحرب الإلكترونية، لأنها أصبحت حدثاً يومياً كل ما نحتاجه هو أن ننظر إلى ما يحدث في أوكرانيا، أو ما يحدث بين إسرائيل وحماس، بالتالي إن إن كل ضابط يتخرج من الأكاديمية يجب أن يعرف منذ اللحظة الأولى ما يحدث مع التكنولوجيا الحديثة وما هي الأدوات التي ستستخدم ضده في ساحة المعركة.