موسكو – (رياليست عربي): في منتصف مايو 2022، استسلم الجنود الأوكرانيون، بمن فيهم أفراد من كتيبة آزوف الوطنية (المحظورة في الاتحاد الروسي)، وسط أنقاض مصنع آزوفستال في ماريوبول.
وفي سبتمبر 2022، جرت المحادثات في مقر جهاز المخابرات الوطني التركي، وكانت نتيجتهما اتفاقاً على تبادل 55 روسياً ونائباً سابقاً للشعب وزعيم حركة الاختيار الأوكرانية فيكتور ميدفيدشوك مقابل 215 جندياً أوكرانياً، بما في ذلك خمسة من قادة آزوف، وكان من شروط التبادل وجود هؤلاء الخمسة آزوف في تركيا حتى انتهاء الأعمال العسكرية “بضمانات شخصية من الرئيس التركي”. رجب طيب أردوغان
في 7 يوليو 2023، جرت مفاوضات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إسطنبول، نتيجة لذلك، أعلن رئيس تركيا أن أوكرانيا تستحق العضوية في حلف شمال الأطلسي – الناتو، وبالنسبة لنظيره الأوكراني طلب أن يعود أعضاء “كتيبة آزوف” إلى أوكرانيا.
وهكذا، باختصار تركيبة استمرت أكثر من عام ونتيجة لذلك يشعر الاتحاد الروسي مرة أخرى أنه مخدوع، وبحسب السكرتير الصحفي للرئيس ديمتري بيسكوف، فإن عودة قادة “آزوف” من تركيا إلى أوكرانيا كانت انتهاكاً لبنود الاتفاقات القائمة، بالإضافة إلى ذلك، تم انتهاكها من قبل الجانبين الأوكراني والتركي، بالتالي، ما هي دوافع هذا القرار؟
وبحسب بيسكوف نفسه، في سياق الاستعدادات لقمة الناتو الوشيكة، تم الضغط بشدة على أنقرة وأردوغان، كونها عضواً في الحلف، وأن تدل على تضامنها معها ممكن جداً، ولكن كيف يمكن بعد ذلك شرح المذكرة التي وقعتها كييف وأنقرة بشأن تطوير إنتاج الطائرات بدون طيار في أوكرانيا؟
بالنظر إلى الاجتماع المخطط له وجهاً لوجه بين أردوغان وبوتين، يبدو أن كلا القرارين يأتي بنتائج عكسية على الأقل، على ما يبدو، هناك سبب آخر لسلوك أنقرة، فمن المعروف أنها مهتمة اقتصادياً بما يتعلق باتفاقية الحبوب، وبافتراض أن الاتحاد الروسي لن يجددها هذه المرة، قرر أردوغان اتخاذ خطوة استباقية حتى لا يبدو وكأنه خاسر، ما يعني أنه هو، وليس بوتين، الذي حدد تطور الوضع.
أما بالنسبة لأوكرانيا، فهي لا ترى أي سبب لامتثالها لأية اتفاقيات مع الاتحاد الروسي، وفقاً لكييف، بعد أن اعتبرت موسكو في عام 2014 أنه من الممكن عدم الوفاء بالتزامات مذكرة بودابست، يمكن إهمال أي اتفاقيات مع روسيا، حتى تلك المنصوص عليها في الوثائق الدولية.
بالتالي، لا تتعب روسيا من التذكير، أولاً، بخرق الوعد الشفهي بعدم نشر الناتو إلى الحدود الروسية، ثم بعدم مراعاة اتفاقيات مينسك بشأن دونباس، ثم بفرض عقوبات اقتصادية، والآن بتسليم الآزوفيين إلى أوكرانيا.
ومن المناسب الافتراض أنه في ظل هذه الخلفية، ينبغي على موسكو أن تقدم لأنقرة إجابة متناسبة، ومع ذلك، كيف يمكن تحديد التناسب في الظروف التي يكون فيها أردوغان، بشكل عام، هو السياسي الوحيد الذي يتواصل مباشرة مع كل من بوتين وزيلينسكي، وهكذا، فإن هذا النقص في الخيارات نتج، من بين أمور أخرى، عن الممارسة الطويلة الأمد للدول التي تخل بوعودها.