باريس – (رياليست عربي): قبل أسبوع واحد من إجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، المقررة يومي 10 و24 من الشهر الجاري، تظهر استطلاعات الرأي بأن الفجوة تضيق بين ماكرون (حركة en marche) وماري لوبان (أقصى اليمين RN – التجمع الوطني)، ويستقر ميلينشون (حزب اتحاد الشعب – اشتراكي ) في المركز الثالث.
في حين، يواصل إيريك زيمور وفاليري بيكريس عدم التقدم، ويتنافسان على المركزين الرابع والخامس، وفقاً لاستطلاعات الرأي التي نُشرت يوم الأحد 3 أبريل/ نيسان، ووفقاً لآخر استطلاع أجراه مركز إيفوب لصالح جورنال دو ديمانش، يحصل الرئيس المنتهية ولايته على 27٪ من الأصوات في الاقتراع الأول مقابل 22٪ لرئيس التجمع الوطني.
إذا كان قد استفاد إيمانويل ماكرون من ارتفاع بمقدار خمس نقاط في أوائل مارس/ آذار، بعد بدء الصراع في أوكرانيا، يبدو أن تأثير “أمراء الحرب” قد انتهى، ففي غضون أسبوعين، خسر إيمانويل ماكرون 2.5 نقطة، على عكس منافسه من حزب RN – ماري لوبان والتي تحتل بسهولة المركز الثاني في صراع المنافسة علي دخول قصر الإليزيه.
صعود يتقاسمه جان لوك ميلينشون الذي يوسع الفجوة مع فاليري بيكريس وإريك زمور، اللذين يواصلان عدم إحراز أي تقدم، اليوم يحصل مرشح إنسوميس على 15٪ من الأصوات، ويستفيد من “التصويت المفيد” لليسار ويحاول الجمع بين الاشتراكيين وعلماء البيئة والقوى اليسارية الأخرى، ويستقر يانيك جادوت عند نسبة 5٪، مما يسمح له بتعويض تكاليف حملته، بقي فابيان روسيل (3.5٪) وجان لاسال (2.5٪) ونيكولاس دوبون – آيجنان (2٪) وآن هيدالغو – عمدة بلدية باريس (2٪) وفيليب بوتو (2٪) وناتالي أرتود (0.5٪) مستقرين.
على اليمين، إريك زيمور وفاليري بيكريس يتنافسان على المركزين الرابع والخامس، وكلاهما يواصلان هبوطهما في استطلاعات الرأي، أما مرشح الاسترداد فقد حصل على 10.5٪ في حين أن Valérie Pécresse قد تراجعت للتو إلى ما دون علامة 10٪ بنسبة 9٪ من نوايا التصويت، وفقاً لآخر استطلاع.
إذا جرت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية يوم الأحد، فإن الرئيس المنتهية ولايته سيحصل على 26٪ من الأصوات، مارين لوبان 21٪ وجان لوك ميلينشون 15.5٪ وإريك زمور 11٪. تحت العلامة المصيرية 10٪ ستكون Valérie Pécresse ، 9.5٪ ، Yannick Jadot 6٪ ، Fabien Roussel ، 3٪، Jean Lassalle ، 2.5٪، Anne Hidalgo ، 2٪، Nicolas Dupont-Aignan ، 1.5٪ ، فيليب Poutou ، 1.5٪ وناتالي أرتود 0.5٪.
في الجولة الثانية، في حالة نهائي ماكرون – لوبان ، يمكن لرئيس حزب الجمهورية الوطنية، على عكس عام 2017، الاستفادة من انتقالات التصويت، وفقاً لمسح لو باريزيان، قال 79٪ من الناخبين في زمور إنهم مستعدون للتصويت لها في 24 أبريل/ نيسان، وهو نفس الشيء بالنسبة لـ 20٪ من الأشخاص الذين صوتوا لصالح ميلينشون، مبارزة ستكون بالتالي أقرب من عام 2017. حتى أن JDD تقدم معركة بنسبة 53٪ لماكرون و47٪ لمارين لوبان.
ولا يزال معدل الامتناع عن التصويت مرتفعاً، حيث لا يعتزم 31٪ من الفرنسيين الذهاب إلى صناديق الاقتراع الأسبوع المقبل، والتي يتوقع أن تصل إلى نسبة 40% في الجولة الثانية، وعلى سبيل المقارنة، في عام 2017، بلغ معدل الامتناع عن التصويت 22.23٪ في الجولة الأولى، و25.44٪ في الجولة الثانية.
التعليق
أولاً، ارتفاع نسبة عزوف الناخب الفرنسي عن استخدام حقه الانتخابي بالتصويت والذهاب إلى صناديق الانتخابات، ظاهرة عالمية، تؤكد على تنامي شعور عدم الثقة والإحباط التي تسيطر على المواطن في عدم جدية العملية الانتخابية، بل إنها في الغالب عملية تسودها ترتيبات وتنسيقات بعيدة عن الممارسات الديموقراطية، وأنها في المعظم لا تفرز الأكفاء.
ثانياً، المواطن لدية شعور يكاد يكون أكيد بأن العملية الانتخابية هي سيناريو مكرر، لا يمكن تغيره، وأن الذهاب أو عدم الذهاب إلى صندوق الانتخاب، لن تغير من النتائج شيئاً، وأن صوته أصبح دون قيمة حقيقة فاعلة.
لذا، فإن وصول المواطن لهذا المستوى من الشعور من الإحباط، هو إنذار خطر شديد، يدفع المحللين والمهتمين والباحثين السياسيين، خاصة في النظم الديموقراطية، البحث والدراسة والتحليل، في النظم والممارسة الديموقراطية، خاصة العملية الانتخابية، والتي أصبحت إجراء شكلي أكثر منه نظام فعلي لتداول السلطة، وأن النظم الديموقراطية حول العالم في أزمة حقيقية، ويجب إيجاد الحلول والبدائل قبل فوات الأوان، والبكاء على اللبن المسكوب.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر