موسكو – (رياليست عربي): يقول رئيس تحرير مركز خبراء رياليست، ساركيس تساتوريان: إن هدف الحزب الحاكم في أنقرة ليس تجميع شعوب ما بعد الاستعمار ضمن مناطق تسيطر عليها، بل الهدف إشراكهم بالعديد من النزاعات المسلحة من أجل إعاقة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لدولهم ومناطقهم، ما يعني أن مشروع “الإمبراطورية العثمانية الجديدة” هو عبارة عن خداع أو غطاء إعلامي بحسب ضباط المخابرات، وربما إلهاء عن شيء ما، لكن بالإجمال مشروع غير صالح للاستعمال.
وكتب تساتوريان في قناته على موقع “تلغرام”: إسرائيل وجزء من المؤسسة الأمريكية يحاولون إحداث حالة ارتباك في العالم الإسلامي، لتأخير وحدته كقوة سياسية موحدة، وإلى حدما هذا الأمر ناجح، أما مسألة الاعتقاد بأن الأتراك يعلمون على إعادة إحياء عهد السلطنة من خلال تدخلهم في حروب سواء في سوريا أو العراق وغيرهما من المناطق، فهذا الأمر ساذج جداً، ومن السذاجة أيضاً، بأن السلطات الروسية تعيد عهد روسيا القيصرية من خلال الاستحواذ على شبه جزيرة القرم ودونباس لاعتبارهما أراضٍ تاريخية، يقول تساتوريان هنا: “لا أردوغان ولا بوتين يجمعان الأرض”.
وبناءً على ما سبق، يؤكد رئيس تحرير مركز خبراء رياليست، أن قادة تركيا وروسيا، يكمن انشغالهم بشكل استراتيجي، بشيء واحد فقط وهو الحفاظ على “الكرسي” والمنصب السياسي، لغايات شخصية فردية، لا وطنية، فهم يحاربون داخل دولهم كل من يتفوق عليهم فكرياً، لكن خارجياً، يمتلكون سياسة نافذة تحمل عنوان “الصبر والنفس الطويل”، ليس هذا فقط، كلاهما لا يعلمون جيداً بالأوضاع الاقتصادية الداخلية، ولا تهمهم الطبقات الوسطى، وبالتالي تغيبهما عن هذا المشهد، يحرم هذه الطبقة من ميزات كثيرة، ومن الأموال، متغافلين عن استطاعة هذه الفئة القيام بانتفاضة ضدهما في أية لحظة، فاستخدامهما للسياسة الخارجية وانشغالهما فيها، للتعويض عن هذه الإخفاقات الاقتصادية أفسدت علاقتهما مع الداخل وحتى مع الجيران أيضاً.
تساتوريان وضح أوجه الخلاف بين بوتين وأردوغان، فيرى في الأول، أنه رئيس دولة يعتقد في قرارة نفسه أنه يملك مؤسسة تجارية ومحامٍ عنها، بينما الثاني، هو رئيس دولة يعتقد نفسه انه واعظ ديني للعالم أجمع، وبالتالي، المحامي يعرف التفاصيل كلها لكنه لا يرى الصورة الكبيرة، بينما الواعظ يرى الصورة، لكن لا يلتفت إلى التفاصيل، وغالباً ما يرتكب أخطاء في الطريق إلى الهدف.
بوتين هو القائد لسبب موضوعي، ما يعني أنه السلطان، الذي يملك وعي ذاتي ديني ونظرة العالم إليه يمنحه التفوق الأخلاقي، أما أردوغان لا يوجد انقسام سياسي خاص أو عام، أما بالنسبة لبوتين هذا الانقسام واضح المعالم، خاصة لجهة المساومة التي هي سمة شخصية في القيصر وأغلب الحكام الروس.