أبو ظبي – (رياليست عربي): جولة من الزيارات التاريخية قام بها الشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني الإماراتي، توضح تنامي المؤشرات على سعي إماراتي واضح لبناء مزيد من الجسور وتعزيزها مع دول الإقليم، طبقاً لوكالات أنباء.
دور رائد
مما لا شك في أن حولة مستشار الأمن الوطني الإماراتي لها دلالاتها المهمة خاصة إلى تركيا وقطر بعد قطيعة دامت لسنوات، إلا ان السياسة التي تنتهجها أبو ظبي تبين أن جسور التعاون لا بد من وصلها مجدداً، فطبيعة المرحلة السابقة أي العقد الأخير، فرضت أوضاعاً كانت مستجدة خاصة على صعيد العلاقات الخارجية لكل بلد، بالتالي، ومع تصاعد النزاعات في الشرق الأوسط، اختارت الإمارات أن تقف مع أشقائها من الدول العربية ضد المشاريع الأخرى، سواء كان ذلك في ليبيا أو في سوريا، على سبيل المثال لا الحصر، فكانت حتى على الصعيد الإنساني حاضرة بقوة وبرز ذلك مؤخراً في لبنان وسوريا.
فهذه الزيارة المتلاحقة تؤشر لتحولات استراتيجية مستقبلية مهمة لدولة الإمارات وتحديد سياساتها مع الدول المعنية إلى جانب علاقاتها مع الدول الأخرى، حيث أبدت توازناً عالياً في هذا السياق.
عامل قوة
إن الشراكة والتنسيق مع الإمارات من الناحية الاقتصادية عامل قوة للبلاد التي زارتها، خاصة الأردن وتركيا، حيث الأخيرة يشهد اقتصادها تراجعاً ملحوظاً إثر “جائحة كورونا” والتواجد العسكري التركي الخارجي، الأمر الذي ألقى بظلاله على الداخل التركي، بالتالي، التقارب الإماراتي – التركي، متنفس جديد لأنقرة من الناحية الاقتصادية، وأيضاً من الناحية السياسية حيت تلتقي أبوظبي مع نظيرتها في عددٍ من الملفات لعل أبرزها ليبيا، وهذا التقارب قد يؤثر إيجابياً على كل الملفات وفي مقدمتها السوري والليبي.
ويبدو أن السياسة الخارجية الإماراتية لعبت دوراً حاسماً منذ إعلانها سحب قواتها من الحرب اليمنية، والالتزام بمحاولات حل الأزمة سياسياً بالتنسيق مع الحليف السعودي، إلى جانب عودة فتح سفارتها في دمشق، عوامل وضحت الدور القوي الذي تريد الإمارات أن تسلكه، حتى في ليبيا ومع تشكيل الحكومة الانتقالية كانت أبو ظبي قد رحبت فيها أيضاً.
أما قطر، التي تعتبر من ضمن البيت الخليجي، وطي صفة الخلافات التي عصفت بين الجانبين مسبقاً، هذا الأمر عنوان المرحلة، وركيزة رئيسية من ركائز السياسة الإماراتية التي تعمل على تعزيزها من خلال التقارب مع الدول التي وردت في الجولة والتي قد يعقبها جولة جديدة إلى دول أخرى ليست أقل أهمية من الدول الحالية.
أما مصر، فالعلاقات مع الجانب الإماراتي لطالما كانت مزدهرة، وما هذه الزيارة إلا تعزيزاً لها خاصة من الناحيتين التجارية والاقتصادية وقد أثبتت الإمارات ومصر قوة تحالفهما سابقاً وحافظتا على هذه العلاقة رغم مطبات كثيرة حدثت في الشرق الأوسط، وهذا لا يختلف عن الأردن أيضاً إذ تندرج الزيارة في ذات السياق.
بالتالي، الإمارات حاضرة في كل الساحات، وعلى مسافة واحدة من الجميع، هذه الجولة هي تثبيت لسياسة أبو ظبي على المديين القريب والبعيد وإعادة بناء جسور التعاون التي كانت جامدة وبعضها منقطع لمدة من الزمن نتيجة للمستجدات الأخيرة في المنطقة، ما يعني أن مرحلة جديدة برعية إماراتية ستشهدها المنطقة لن تكون الإمارات مجرد طرف فيها، بل ستكون الراعي الأول لها، على كافة الأصعدة من خلال دور رائد يحقق التوازن العربي – العربي، والعربي – الغربي على الصعيدين الإقليمي والدولي.
خاص وكالة “رياليست”.