أعلن رئيس البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، أن إيران وروسيا تخلتا عن الدولار، والآن جميع عملياتهما التجارية تتم بالعملات الوطنية.
تفضيل العملة المحلية
“يتم الآن تنفيذ جميع معاملاتنا المالية مع روسيا بالعملات الوطنية للبلدين”. ونقلت قناة برس تي في التلفزيونية عن رئيس البنك المركزي أن حوالي 30 إلى 50٪ من التجارة مع تركيا يتم تنفيذها بالعملة الوطنية والباقي باليورو. وأشار همتي إلى أن العديد من الدول مستعدة للتداول بعملتها الوطنية حتى لا تتحكم الولايات المتحدة في تجارتها: “فهذا الاتجاه يزيل الدولار تدريجياً من التعاملات المالية العالمية”.
في 20سبتمبر/ أيلول طبقاً لــفرانس 24 أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض عقوبات جديدة ضد البنك المركزي الإيراني والصندوق السيادي لطهران بداعي “تمويل الإرهاب”، واصفاً هذه العقوبات بأنّها “العقوبات الأقسى على الإطلاق ضد دولة ما”. وقال ترامب في تصريح في المكتب البيضاوي “لقد فرضنا للتو عقوبات على المصرف الوطني الإيراني” مضيفاً “الأمر يتعلق بنظامهم المصرفي المركزي وهي عقوبات في أعلى مستوى”. وأوضح وزير المالية ستيفن منوتشين الذي كان الى جانبه أنّ الأمر يتعلّق باستهداف “آخر مصدر دخل للبنك المركزي الإيراني والصندوق الوطني للتنمية، أي صندوقهم السيادي الذي سيُقطع بذلك عن نظامنا البنكي.
حسابات خاطئة
وأضاف “هذا يعني أنّه لن تعود هناك أموال تذهب إلى الحرس الثوري” الإيراني “لتمويل الإرهاب”. وقد فرضت هذه العقوبات ردّاً على الهجمات التي استهدفت السبت الفائت منشآت نفطية في السعودية وحمّلت واشنطن مسؤوليتها لطهران التي نفت أي ضلوع لها بذلك. في حين رد رئيس البنك المركزي الإيراني أن العقوبات الجديدة هي عنصر من “الضغوط النفسية” التي لن تغير أي شيء. “أعتقد أن العقوبات الجديدة ضد البنك المركزي تهدف إلى خلق جو نفسي. لن يحدث شيء جديد. ” وأضاف همتي “نحن نواصل القيام بعملنا”. “إذا فرضوا العقوبات أربع أو خمس مرات أخرى، فلن يكون لها أي تأثير.
العقوبات الإقتصادية الأمريكية المتصلة بقطاع البنوك أو أي عقوبات متصلة ببعض شركات الحرس الثوري الإيراني، لا يوجد لها بالفعل أي تأثير إقتصادي على النخبة الإيرانية المتمثلة في الحرس الثوري الإيراني والشركات التابعة لها. حيث أن إقتصاد هذه الشركات أصبح يعتمد بشكل كامل على السوق السوداء سواء فيما يخص قطاع النفط أو أي قطاع إقتصادي آخر. وبالطبع وجود دول مثل تركيا، الإتحاد الروسي والصين تتعامل مع شركات إيران المختلفة يفرغ مضمون هذه العقوبات الأمريكية لتنحصر آثار العقوبات فقط في سعر الصرف والآثار الإقتصادية الأخرى المترتبة عليه. مما يجعل المواطن الإيراني يتحمل فاتورة هذه العقوبات، أما العكس تماما فيحدث مع أفراد النخبة الإيرانية الذين يستفيدون بشكل كبير جدا من هذه العقوبات ومن العمل داخل آليات السوق السوداء الدولية.