خروج حتمي
إختار بشار الأسد توقيتا مفصليا للخروج والحديث حول أبرز النقاط التي تتمحور حولها الأزمة السورية لعل أبرزها، العملية العسكرية التركية، إنطلاقا من إرتباطها بالإتفاق الروسي – التركي الأخير، وتنصّل الحكومة التركية من الإلتزام بتعهداتها حيال أي إتفاق تبرمه في هذا الشأن، حيث شرح بكل وضوح الموقف السوري الرسمي والشعبي من هذا العدوان، من خلال طرح الإستراتيجية السورية في هذه المسألة، منطلقا من حق سوريا الدفاع عن أرضها بالوسائل التي يتطلبها أي وضع ومنها التشديد على الوضع العسكري، على الرغم من عدم توصيفه تركيا على أنها عدو، لكن لن تتهاون الدولة السورية في إستعادة الأراضي مؤكدا أن تجربة لواء إسكندورن لن تتكرر وهذا يعني أن الوجود التركي في سوريا ما هو إلا حالة مؤقتة وآخر الحلول هي المواجهة العسكرية وإن كان هناك بعضا منها في الوقت الحالي بين الجيشين السوري والتركي.
تفكيك القنبلة
أما فيما يتعلق بوضع الأكراد ما بعد العملية العسكرية التركية، خاصة وأن كان للدولة السورية تجربة معها في ريف حلب الشمالي وتحديدا في عفرين، لدى تعنت بعض القيادات الكردية التي رفضت تسليم المدينة للجيش السوري وبالتالي إستطاعت القوات التركية السيطرة عليها، فهذا الأمر لن يتكرر في الشرق السوري، خاصة وأن الرئيس الأسد فصل بين الأكراد وإعتبر أن البعض منهم من يحاول تمرير الأجندات الأمريكية، أما العنصر المتبقي هو من ضمن النسيج السوري وعلى الدولة السورية أن تستوعب هؤلاء وتحاول إنهاء هذه الحالة، مع التشديد على أن الحلم بإنشاء كيان كردي أو مشروع الإنفصال هو أمر مستحيل التحقيق خاصة في سوريا، وأنه لا بد من عودتهم إلى كنف الدولة السورية على إعتبارهم مواطنين سوريين حالهم كحال بقية الشعب.
تحرير الشمال
وفي معرض سؤال حول إستئناف العمليات العسكرية في محافظة إدلب ومحيطها، وإنطلاقا من الحرص على كل الأراضي السورية، فلقد أكد الرئيس السوري أن ما يحدث في شرق البلاد، لن يثني متابعة وإستكمال تحرير الشمال، لكن في الزمان والوقت المناسب وهو أمر محسوم لا نقاش فيه، إلا أن عملية مقتل البغدادي قد أزاحت القليل من العقبات التي على ضوئها ستتغير معطيات المعارك، إذ إعتبر أن ملف إدلب هو قيد المعالجة، بالتزامن مع العملية السياسية وإجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، مؤكدا أن أي تفصيل مهما كان صغيرا يكون ضد سوريا سيتم رفضه حتى وإن عاد الموضوع لنقطة الصفر.
من هنا، إن ما جاء الرئيس الأسد على ذكره، يؤكد أن سوريا تستعيد تدريجيا مكانتها في إبداء القرار وطرح ما يناسب توجهاتها وتطلعاتها، دون إغفال دور الحلفاء المهم والذي أثنى عليه، خاصة دور الاتحاد الروسي، إلى جانب طرح القضايا الداخلية من فساد وغلاء معيشة بكل شفافية، الأمر الذي أكده خبراء ومحللون أن سوريا اليوم استعادت بعضا من قوتها بعد حوالي 9 سنوات من الحرب عليها، وهذا ما يؤكده إستعادة أكثر من 90% من الأراضي السورية حتى تحرير كامل هذه الجغرافيا.
فريق عمل “رياليست”