موسكو (رياليست – عريي): قال نائب وزير الخارجية سيرجي فيرشينين إن موسكو تريد تعديل مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب لضمان وصول المزيد من الإمدادات الغذائية إلى أفقر دول العالم في أفريقيا وآسيا.
وأمس الأحد بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، توسيع اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وذلك في ظل سعي الجانبين إلى إحداث تغييرات من شأنها زيادة صادراتهما.
حقيقة الاتفاق
الاتفاق وقع بوساطة تركية ورعاية أممية في 22 يوليو الماضي بإسطنبول لحل أزمة تصدير الحبوب الأوكرانية التي ملأت الصوامع والموانئ، وللتخفيف على الدول النامية والعالم من تبعات الحرب الروسية- الأوكرانية،
ظلت المباحثات بين جميع الأطراف حتى تم التوقيع على اتفاقين وليس اتفاقًا واحدًا كما يُشاع.
الاتفاق الأول وقّعته أوكرانيا بشكل منفرد مع كل من تركيا ومنظمة الأمم المتحدة، ويتعلق بتصدير حبوبها عبر ممر بحري آمن بعد تطهير الموانئ من الألغام بضمان روسي بتأمين السفن وعدم التعرض لها، ومدته 4 أشهر تجدد تلقائياً، أما الاتفاق الثاني فوقّعته روسيا بشكل منفرد مع تركيا والأمم المتحدة بخصوص تصدير أسمدتها ومنتجاتها الزراعية والتراجع عن العقوبات الغربية والأمريكية المفروضة على تلك المواد.
ونصّت الوثيقة الأولى على التزام الأمم المتحدة إزالةَ مختلف القيود عن تصدير المنتوجات الزراعية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، بينما تحدّد الوثيقة الثانية خوارزمية تصدير المنتوجات الزراعية الأوكرانية من موانئ البحر الأسود التي تسيطر عليها أوكرانيا. وتؤكد موسكو أن الاتفاقية ما زالت غير فعالة كما يجب أن تكون.
ويضمن الاتفاق مروراً آمناً من أوديسا وإليها، وميناءين أوكرانيين آخرين، فيما سماه المسؤول: “وقف إطلاق نار بحكم الأمر الواقع” ينطبق على السفن والمنشآت التي يشملها الاتفاق.
استجابة لمخاوف موسكو من قيام السفن بنقل أسلحة إلى أوكرانيا، سيتم تفتيش جميع السفن العائدة في ميناء تركي، ويقوم بالتفتيش فريق من أطراف الاتفاق الأربعة، ويشرف عليها مركز التنسيق المشترك.
*أوروبا تتملص*
الشق الثاني من الاتفاق يطالب أوروبا وواشنطن بالتراجع عن العقوبات المفروضة على الأسمدة الروسية، وهذا لم يحدث بشكل كامل حتى الآن، بخلاف ذهاب معظم الشحنات الغذائية من القمح إلى دول زوروبا وليست الدول الأكثر احتياجًا كما نص الاتفاق.
حال عدم تنفيذ الشق الثاني من الاتفاق سينكشف أمام الجميع من الذي يتسبب في خلق أزمة غذاء عالمية، وهذا ما ستفعله موسكو أو تشير إليه في تصريحاتها الخاصة بالاتفاق.
وأكدت أن روسيا هي من أنجحت الاتفاق من خلال عملية تأمين الممر البحري من الألغام التي زرعتها كييف، حيث سمحت الصفقة الأولى بإخراج ما يقارب 3 ملايين طن من الحبوب من أوكرانيا.
وفي حال فشل الاتفاق ستكون أوروبا مسؤولة بشكل كامل عن إدخال 181 مليون شخص في 41 دولة تحت خط الفقر المُضجع أو التحول لمجاعة فعلية، ارتفاع معدلات الجوع لـ1.5 مليار شخص؛ لما تمثله روسيا وأوكرانيا من ثقل في سوق الحبوب العالمية.
خاص وكالة رياليست.