وجهت إنتقادات واسعة لشخص حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني، وذلك بعد كلمة وجهها إلى المتظاهرين في الشوارع. فقال وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني المستقيل، ريشار قيومجيان: “إن اتهام نصر الله الانتفاضة الشعبية ومنظمات المجتمع المدني بالارتباط بسفارات وبتمويل مشبوه يشوه قدسية ورمزية هذه الانتفاضة”، بحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام. و هذه الإنتقادات نرى أن لها دلالات خطيرة يمكن إختصارها في النقاط التالية:
النقطة الأولى: جاء كلام الوزير المستقيل قيومجيان، ردّاً على خطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله يوم الأمس، فبكلام السيد نصر الله، تم رفع الغطاء عن المتظاهرين والمحتجين المتواجدين في الساحات اللبنانية، عندما طلب من الجمهور المنتمي للمقاومة بالخروج من الشوارع، وأما من تبقى فهنا يكمن دور الجيش اللبناني، ما اعتبره البعض وكأن من سيبقى ليس لبنانيا مما أثار حفيظة شريحة واسعة من اللبنانيين.
النقطة الثانية: عندما عرج نصر الله على موضوع إرتباط المجتمع المدني بالسفارت، فجاء الرد مباشر عليه أن حزب الله أيضا يتبع إلى السفارة الإيرانية وقالها نصر الله في أكثر من خطاب أن تمويل الحزب والتسليح وبشكل علني من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ما رآه البعض أنه هل من المسموح لإيران التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية في حين أنه أمر مرفوض من دول أخرى وإن لم يكونوا على توافق معها على إعتبار التركيبة الطائفية في لبنان.
النقطة الثالثة: عندما يُطلب من الجمهور اللبناني الخروج من الساحات والشوارع، فيجب أن يكون هناك تدابير تناسب تطلعات الشعب الذي تظاهر من أجلها، كإصلاحات معينة تستطيع إقناع الشعب اللبناني فض التجمهر والإعتصامات، وحينها من يبقى منهم حتما سيكون هناك أجندة خاصة وسيكون هناك تسيسا من جهات دولية أو إقليمية.
من هنا، إن كلام الوزير المستقيل قيومجيان، جاء في وقت من شأنه أن يألب مواقف الشعب اللبناني من حزب الله وبالتالي، قد يُضطر بطبيعة الحراك الشعبي ويتجه نحو مناحٍ أخرى، إلا أنه من ناحية أخرى يتقبل وجهة النظر فيما تطرق له، فلم تقدم الحكومة اللبنانية أي أمر لجموع الناس الغاضبة، سوى الوعود، على أقل تقدير ان يكون هناك خطوة أولى نحو إصلاح حقيقي ومحاربة الفساد، وحينها ستخرج الناس طواعية دونما طلبٍ منها، وكما ذكرنا من سيبقى سيتبين من يقف خلف إحتجاجه، فكما هو معلوم، أن كل حراك شعبي نجد هناك طابور خامس كما يُسمى لركوب موجة الإحتجاجات كالحالة السورية والليبية والمصرية وحتى إحتجاجات السترات الصفراء في فرنسا، فإذا لم يكن هناك إصلاح حقيقي تبدأ به الحكومة، لن يجدوا من ينصفهم أكثر من الميادين والساحات لرفع الظلم والفساد عنهم، فلأول مرة يتوحد اللبنانيون تحت علم واحد وأرض واحدة بعيدا عن الأحزاب السياسية والولاءات والطائفية.
فريق عمل “رياليست”