موسكو – (رياليست عربي): إن تزويد أوكرانيا بمقاتلات إف-16، أصبح القرار النهائي بنقل طائرات F-16 معروفاً خلال رحلة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى هولندا والدنمارك في 20-21 أغسطس، وستقوم الدنمارك بنقل 19 طائرة مقاتلة من طراز F-16 إلى أوكرانيا.
وتمتلك القوات الجوية الهولندية 42 مقاتلة فقط من طراز F-16 – 24 منها جاهزة للعمل، و18 معروضة للبيع، كما يمكن لكوريا الجنوبية وبولندا والنرويج وبلجيكا نقل طائراتهم من طراز F-16 إلى الأوكرانيين، لأنهم يسعون جميعاً لاستبدال مقاتلاتهم القديمة بالمقاتلة الحديثة من طراز F-35.
بالنسبة للولايات المتحدة، ستحصل على عقود باهظة متعددة السنوات لإنتاج وتوريد مقاتلات جديدة، إذا بدأت دول الناتو في التخلص من طائراتها، فمن الناحية النظرية يمكن للقوات الجوية الأوكرانية أن تتلقى عدداً أكبر من المقاتلات مما كانت عليه قبل بدء العملية العسكرية الخاصة.
ورغم تفوق هذه المقاتلات لكن هناك مزايا وعيوب طائرة F-16، فهي تُعتبر مقاتلة خفيفة متعددة المهام من الجيل الرابع، لكن يصعب صيانتها، بما في ذلك عمليات التفتيش المتعمق كل 300 ساعة طيران تقريباً وحوالي 20 ساعة من الصيانة بين الرحلات الجوية، كما تحتاج هذه الطائرات إلى مدرج طويل ومستوٍ ونظيف تماماً، في حالة أوكرانيا، إن المدرجات العسكرية لا تلبي معايير المقاتلة، ومع ذلك، يُعتقد أن مدارج المطارات المدنية قد تكون مناسبة من حيث خصائصها، بالإضافة إلى ذلك، تدرس دول الناتو خيار توفير مدارجها لطائرات إف-16 الأوكرانية.
المشكلة التالية هي الوقود، بالنسبة للطائرة F-16، يتم استخدام الكيروسين الخاص JP8، وتحتاج هذه الطائرات إلى الكثير من الوقود، كما لا يوجد مصنع لإنتاج مثل هذا الكيروسين في أوكرانيا، وهذا يعني أنه يجب تسليمه.
أما بالنسبة لنطاق الكشف عن الهدف، لا يتم استخدام طائرة F-16 بمفردها أبداً، ولكن فقط كجزء من هيكل قتالي، أما التحدي الآخر هو تدريب العدد الكافي من الطيارين وموظفي الدعم، حيث يتضمن برنامج تدريب الطيارين القياسي أكثر من 300 ساعة نظرية ودورة محاكاة مدتها 670 ساعة وما لا يقل عن 130 رحلة جوية، ومع ذلك، تم اختصار هذه الدورة خصيصاً للطيارين الأوكرانيين إلى أربعة أشهر.
كما تشمل المزايا من وجهة نظر منصة القتال F-16 أنها مقاتلة قوية إلى حد ما من حيث التسلح المحتمل، حيث يمكن للطائرة F-16 أن تحمل صاروخين جو-أرض، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للسفن وصواريخ هارم المضادة للرادار، كما يمكن لصاروخ جو-جو متوسط المدى AIM-120 (AMRAAM) أن يسبب الكثير من المتاعب للطيارين الروس، فطرازات AMRAAM C وD، التي يمكن توجيهها إلى أوكرانيا، قادرة على مهاجمة أهداف خارج النطاق البصري.
أيضاً، قد تكون أكثر اللحظات غير السارة بالنسبة لروسيا هي تسليم صواريخ AGM-158 JASSM، التي تحتوي على تعديلات يصل مداها إلى حوالي ألف كلم، رغم أنه لا يوجد حديث حتى الآن عن تسليم مثل هذه الصواريخ.
أما فيما يتعلق بالرد الروسي، إن تسليم طائرات F-16 إلى أوكرانيا سيمنحها قدرات أكبر في ساحة المعركة، بما في ذلك اكتشاف وتدمير الطائرات الروسية وصواريخ كروز وغيرها، ومع ذلك، هذه ليست أحدث الطائرات.
بالتالي، في الجو، يمكن صد الطائرات الأمريكية بمقاتلات الجيل 4++ Su-30SM وSu-35 ومن حيث خصائصهم وأسلحتهم، فهم يتفوقون على نظرائهم الغربيين، حيث تمتلك القوات الجوية الروسية أيضاً طائرات اعتراضية مقاتلة طويلة المدى من طراز MiG-31 وMiG-35 تحلق على ارتفاعات عالية، وفي جميع الأحوال الجوية، وتعد الميغ 31 أسرع مقاتلة حيث تصل سرعتها إلى 3 آلاف كلم في الساعة.
وفي الوقت نفسه، إن القدرة على ضرب المقاتلات الأمريكية سيتم توفيرها في الغالب للأنظمة الأرضية، واحدة من الأفضل من نوعها هي S-400 Triumph، لديها رادار للإنذار المبكر يصل مداه إلى 600 كلم، كما يمكن للمجمع المجهز بصواريخ 40N6E طويلة المدى أن يضرب أهدافاً هوائية على مسافة تصل إلى 400 كلم، أما الجيل السابق من نظام الصواريخ المضادة للطائرات S-300 Favorit ونظام Igla المحمول المضاد للطائرات سيكونان أيضاً في انتظار هدفهما في الجو.
بالتالي، إن هذه الطائرات سوف تكون قادرة بطبيعة الحال على التسبب في مشاكل للقوات الروسية، لكن وكما تم تدمير أحدث الصواريخ والدبابات الغربية، ستحترق طائرات إف-16 بنفس الطريقة.