باريس – (رياليست عربي): ظهرت إليزابيث الثانية يوم الخميس من شرفة قصر باكنغهام حيث هتف لها الحشد الذي جاء للاحتفال بالذكرى السبعين لعهد ملكها، وهو رقم قياسي في الملكية البريطانية.
الشعب البريطاني حول ملكتهم
صعدت إليزابيث الثانية العرش عن عمر يناهز 25 عاماً، في 6 فبراير/ شباط 1952، بعد وفاة والدها جورج السادس.
يتم الاحتفال بهذا اليوبيل البلاتيني وسط ضجة كبيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع الممتدة لأربعة أيام في المملكة المتحدة، على قائمة الاحتفالات حتى يوم الأحد، عرض عسكري، احتفال في قلعة وندسور، قداس في كاتدرائية القديس بولس في لندن، حفلة موسيقية، مسيرات شعبية في وسط لندن، غداء في الحي وحفلات في الشوارع، لهذه المناسبة، تم تزيين شرايين العاصمة البريطانية بالأعلام والشعارات وصور الملكة.
لا تزال إليزابيث الثانية، البالغة من العمر 96 عاماً، تحظى بشعبية كبيرة بين رعاياها، حيث ترمز إلى الاستقرار في مملكة شهدت اضطرابات وأزمات تتضاعف في السنوات الأخيرة، مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو الوباء، والأزمة الأوكرانية.
هل اقتربت حقبة الملكة إليزابيث على النهاية؟
صحة الملكة تقلق، منذ وفاة زوجها الأمير فيليب قبل عام وإقامتها بالمستشفى في أكتوبر/ تشرين الثاني، أصبح ظهورها الرسمي نادراً بشكل متزايد، لأول مرة في مايو/ أيار ، كان ابنها الأمير تشارلز هو الذي مثلها خلال خطاب العرش في البرلمان.
في أجواء نهاية الحكم هذا، مرت الملكية بعدة أزمات في السنوات الأخيرة وتواجه انتقادات متزايدة، لا سيما في المستعمرات السابقة، فيما يتعلق بماضي العبودية في الإمبراطورية البريطانية، بعد باربادوس العام الماضي، أشارت جامايكا إلى أنها تريد قطع الحبل مع التاج لتصبح جمهورية، وبين الحين والأخر يطالب كثير من السياسين من الدول الخاضعة للتاج البريطاني، بإجراء استفتاء على الانفصال عنها أو استمرار التبعية، وكذلك المطالبة المستمرة بتخفيض مخصصات الأسرة المالكة من مزايا مالية وغيرها، وهو الأمر الذي يمثل عامل ضغط على العائلة المالكة، بإلاضافة إلى الأزمات التي تعرضت لها الأسرة كأفراد، أهمها حادث وفاة الأميرة ديانا، وآخرهم مشكلة الأمير إدوارد، الذي أعلن غيابه عن احتفال اليوم بحجة إصابته بفيروس كوفيد 19.
في المملكة المتحدة، لا تزال الملكة تدلل رعاياها، بنسبة 75٪ من الآراء الإيجابية وفقاً لمعهد YouGov ، لكن وريثها تشارلز لا يحظى بتقدير كبير (50٪)، الشباب منقسمون أكثر من شيوخهم في النظام الملكي، ويعتقد 39٪ فقط من البريطانيين، من جميع الأعمار مجتمعة، أن المؤسسة ستظل قائمة خلال 100 عام.
من الجدير بالذكر في المناسبة، أن هناك مقولة للملك فاروق، آخر ملوك المملكة المصرية، إن كل الأنظمة الملكية في العالم سوف تنتهي وتندثر، ولكن لن يبقى سوى خمس ملوك، أربعة ملوك بالكوتشينة، والمملكة البريطانية خامسهم، للدلالة على قوة ومتانة النظام الملكي البريطاني عن الأنظمة الملكية الأخرى، المملكة البريطانية تأسست منذ عام 1707 وحتى يومنا هذا، كما أنه كان دليل على تنبؤ الملك على زوال عرشه، ونهاية حكم أسرة محمد علي .
فبقاء واستمرار الأمم والدول له أسباب ومقومات وعوامل عديدة، وكذلك إنهيار وزوال الدول والممالك والإمبراطوريات لها أسباب كثيرة ومتعددة ومتنوعة، ولعل أبرز نقاط قوة النظام الملكي البريطاني أنه نظام يملك ولا يحكم، بعيد كل البعد عن التدخل أو المشاركة في الحياة السياسية بشكل مباشر أو حتى غير مباشر، فالملكة أو الملك رمز للأمة الإنجليزية، يختلف الجميع، ولكنهم يتحدون حول الملك.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر.