ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية – البنتاغون أنها إستهدفت في غارة جوية أحد قادة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، اللواء سليمان قاسمي.
بتوجيه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قام الجيش الأمريكي بتنفيذ هجومه عبر إتخاذ إجراءات دفاعية عن السفارة الأمريكية وموظفيها في بغداد، الأمر الذي أدى إلى مقتل سليماني، حيث كان هدف الضربة الأساسي “تقييد الخطط المستقبلية للهجمات الإيرانية”، ووفقاً لبيان البنتاغون، فإن الجنرال سليماني كان يخطط لمهاجمة دبلوماسيين وعسكريين أمريكيين في العراق والمنطقة.
وبحسب نائب رئيس تحرير وكالة “رياليست” ريل دجافلاخ، إن إغتيال قائد لواء القدس سيزعزع ميزان القوى ليس داخل إيران فحسب، بل في منطقة الشرق الأوسط كلها.
أصبح قاسم سليماني شخصية معروفة في إيران وخارجها، بفضل دوره الناجح في قيادة القوات الخاصة في الحرس الثوري الإيراني، فمع رئاسته لواء القدس في العام 1998، كان يحظى بدعم شخصي من المرشد الأعلى علي خامنئي، والرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، من هنا كان يعتبر سليماني رجل إيران الأول في الشرق الأوسط، مما كان له دوراً بارزاً في نشر النفوذ الإيراني في المنطقة.
فلقد قاد العمليات ونفذها في كل من سوريا والعراق واليمن، كان سليماني بالنسبة للإيرانيين ذو شخصية متماسكة، على عكس العديد من السياسيين ورجال الدين، و بناءً على ذلك فبعد إغتياله إن موازين القوى ستختل في الشرق الأوسط، من هنا، في ظل الإستياء المتزايد جرّاء هذا الإغتيال، من الممكن أن يهتز الداخل الإيراني على مستوى القيادات مما قد يؤدي إلى إختلال بتركيبة النظام الإسلامي.
من المعروف أن سليماني كان أحد القيمين على تهريب المخدرات في الشرق الأوسط، وكان مرتبطًا بالعديد من القضايا المتعلقة بنقل المخدرات من آسيا إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية، حيث تمكن من بناء علاقات مع ممثلي وكالة الاستخبارات المركزية والبنتاغون، فكان هناك تفاعل إلى حد كبير بين وكالة الاستخبارات المركزية و سليماني، من هنا أراد ترامب التخلص من حلفاء المخابرات المركزية الأمريكية فحادثة الإغتيال ستؤثر إلى حدا ما على الوضع السابق للإنتخابات الأمريكية.
لقد كان اغتيال سليمان هو رد واشنطن على محاولات الاستيلاء على السفارة الأمريكية في العراق من قبل الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، فلقد أشرف سليماني شخصياً على تحركات المحتجين العراقيين.
هناك قناعة بأن واشنطن قد تجاوزت الخطوط الحمراء،الآن يد إيران أصبحت طليقة في فعل أي شيء. فعلى الأقل حادثة الإغتيال قد تجاوزت كل المحاولات لإجراء أي حوار دبلوماسي بين واشنطن وطهران، فلقد تم إغلاق هذه الطريق، فالمواجهة الآن بين الولايات المتحدة وإيران تذهب نحو إتجاهات مفتوحة، حيث أظهر القادة في إيران أنهم على إستعداد للذهاب حتى نهاية هذه المواجهة بكل حزم وشدة، في مقابل ذلك سوف تقوم الإدارة الأمريكية بالضغط على طهران بكل قوة أيضاً.
خاص وكالة “رياليست” – كيريل دجافلاخ – الخبير الروسي في الشؤون الإيرانية والشرق الأوسط.