موسكو – (رياليست عربي): إن العامل الرئيسي الذي سيؤدي إلى إثارة عدم الاستقرار وتوسيع نطاق “العاصفة الكاملة” في الفترة 2020-2023 حول العالم في عام 2024 سيكون الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ومن أجل تحقيق النصر، سوف يفتح الديمقراطيون نزاعات “مجمدة” (مثل النزاع حول ملكية ولايتي جامو وكشمير بين الهند وباكستان) ويستفزوا نزاعات جديدة (تحدي حق روسيا في السيطرة على الطريق البحري الشمالي)، وعيرها من الأزمات في العالم، وفي خاتمة السباق الانتخابي الأميركي، لا يمكن استبعاد وقوع محاولة لاغتيال أحد المرشحين الرئاسيين الأميركيين، وبعدها ستواجه أميركا أزمة شرعية حادة.
بالنسبة لبكين، يمكن للصين أن تساعد فنزويلا في الأزمة مع جويانا، ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في تايوان في 13 يناير 2024، كما من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في فنزويلا في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وترتبط هاتان الحملتان الانتخابيتان ببعضهما البعض في أجزاء رئيسية من العالم، وفي حالة حدوث تصعيد عدواني لقضية تايوان من قبل الولايات المتحدة خلال الحملة الرئاسية في تايوان، يمكن للصين أن تساعد فنزويلا في حل قضية جويانا – إيسيكويبو من خلال إرسال أسطولها إلى شواطئ هذه المنطقة المتنازع عليها بحجة حماية أراضيها، وكذلك المصالح التجارية.
مشاكل الترسانة النووية الإسرائيلية
إن هجوم حماس على إسرائيل والعملية الانتقامية التي قامت بها تل أبيب في قطاع غزة يؤديان بشكل متزايد إلى إثارة عدم الاستقرار الداخلي في إسرائيل مع مرور الوقت، وفي عام 2024، يمكن أن تسبب المشاكل الانتخابية لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مشاكل كبيرة في الشرق الأوسط، بالتالي، إن النتيجة غير الناجحة للعملية في غزة ستؤدي حتماً إلى استقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزعزعة الاستقرار الداخلي الخطير في إسرائيل، والتي لا يمكن خلالها استبعاد فقدان الولايات المتحدة السيطرة على الترسانة النووية الإسرائيلية.
كما أن التهديد باستخدام إسرائيل للأسلحة النووية ضد إيران خلال فترة عدم الاستقرار الداخلي لديها هو التحدي الرئيسي للمجتمع الدولي بأسره في عام 2024.
تغيير السلطة في كييف
سيتم تحديد ديناميكيات وناقلات تطور الصراع الأوكراني اعتماداً على دراما الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وروسيا، بالتالي، إن المهمة القصوى للكرملين في عام 2024 في الصراع الأوكراني هي الدفع نحو انهيار آخر للسلطة في كييف، والذي ستضطر الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى إلى إرسال قواتهما النظامية إلى أوكرانيا للقضاء عليه، وهذا سيخلق الشروط المسبقة لـ«تجميد» الصراع الأوكراني وفق النسخة «الكورية» بعد تنصيب الرئيس الأميركي الجديد.
روسيا بعد الانتخابات
أصبح من الضروري إجراء تناوب دقيق بين النخب، سيتم تحديد الاتجاهات الرئيسية لتطوير السياسة الخارجية والداخلية الروسية بناءً على نتائج الانتخابات الرئاسية في 17 مارس، إن التكوين الحالي للسلطة والمنطقة العسكرية الخاصة في أوكرانيا يعيق تناوب النخب الذي طال انتظاره، وفي هذا الصدد، سوف تضغط النخب على الكرملين لإكمال أهداف العملية العسكرية الخاصة في أقرب وقت ممكن من أجل فتح آليات تناوب الأفراد.
وبحسب التمثيل العام، فإن مثل هذا الضغط على السلطات قد يكون له مؤشرات على تكرار الأحداث في محج قلعة في خريف عام 2023، بالتالي، سيحتاج رئيس الدولة، الذي حصل على موافقة أغلبية السكان في 17 مارس/آذار، إلى إيجاد الشكل الأمثل للتوافق داخل النخبة بسرعة وإجراء تناوب دقيق للنخب في وقت قصير بعد الانتخابات.