الرياض – (رياليست عربي): بدأ ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مؤخراً، جولة خليجية بدأها بزيارة سلطنة عمان وتبعها بدولة الإمارات العربية المتحدة على أن تشمل باقي العواصم الخليجية.
الجولة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان، في دول الخليج العربي، استبقها إرسال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، رسائل لقادة الخليج سلمها مبعوثي الملك للأمراء والحكام، تمهيداً لجولة ولي العهد.
التحركات السعودية الأخيرة تهدف لتجهيز البيت الخليجي لميلاد ملك جديد للمملكة العربية لسعودية، كخطوة تأخرت كثيراً بسبب الظروف الإقليمية وحالة التربص الدولي ضد تمكين ولي العهد، بسبب ضغوطات خارجية واجهتها الرياض على خلفية حادث مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي، داخل سفارة بلده في تركيا الأمر الذي استغلته أنقرة بصورة جيدة لممارسة ابتزاز ضد المملكة، علاوة على خلافات داخلية بين أطراف عائلة آل سعود عطلت الخطوة.
عاصفة خاشقجي هدأت أو تبددت مثلما تم تبريد الأزمة الداخلية بين أطراف العائلة المالكة، أيضاً حقق محمد بن سلمان، نجاحات ملموسة على الأرض متعلقة بالسياسة الخارجية وتحريك الدولة لآفاق أرحب بعيدة عن سطوة رجال الدين، الأمر الذي مكن الأمير من اكتشاب شعبية هائلة وسط صفوف الشباب السعودي، وبدأت دوائر غربية تلمس الانفتاح الذي أحدثه، جميعها أمور انعكست على القيادة السعودية العليا ومنحت ولي العهد المزيد من الثقة والفاعلية في الملفات الإقليمية.
وحسب المراقبون للشأن الخليجي كانت هناك مخاوف أيضاً، من فكرة نقل الحكم لملك في عمر الشباب وسط منطقة تعج بالأزمات، الأمر الذي أجل قرار الملك سلمان بالشروع في نقل السلطة لنجله.
وتجددت فكرة تمكين الأمير مع الأشهر الأخير من العام الجاري، وسط توقعات بإقدام العاهل السعودي على نقل صلاحياته لولي العهد، في ظل رغبته في التقاط الأنفاس وضمان نقل السلطة داخل المملكة في هدوء خشية استغلال أطرافاً خارجية حالة السيولة في الإقليم وعرقلة استقرار منظومة الحكم في البلاد مستقبلاً.
ويرى المراقبون أن المنطقة بدأت مهيئة فعلياً لتولي محمد بن سلمان منصب الملك في السعودية، بعدما شهدت دول الخليج العربي تغييرات على مستوى القادة واعتلى كراسي الحكم حكاماً جدد سواء في سلطنة عمان أو الكويت، وتولى محمد بن زايد إدارة الإمارات أيضاً، كما مهد ملك البحرين الطريق أمام نجله لخطوة مماثلة، ومن قبلهم تولى الأمير تميم بن حمد قيادة بلاده ويوجد حالة تناغم بينها وبين الملك السعودي الشاب المنتظر.
وبات من غير المستبعد الإعلان عن خطوة تسليم الأمير السعودي الحكم في بلاده، خلال الشهور الأولى من العام المقبل 2023، لكن طريقة نقل السلطة لا زالت محل خلاف في البيت السعودي، بين تنحي الملك بصورة كاملة أو تفويض ولي عهده بإدارة المملكة حسب المعمول به في نظام البيعة.
خاص وكالة رياليست.