باريس – (رياليست عربي): ألغت فرنسا اجتماعاً كان مقرراً هذا الأسبوع بين وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، ونظيرها البريطاني بين والاس، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الوزارة الفرنسية، طبقاً لوكالة الأنباء “الفرنسية“.
إن الدول التي كانت لها صلة وسبب في إلغاء صفقة الغواصات الفرنسية تجت دعوة إنشاء استراتيجية لمواجهة الصين، يبدو أن الواقع يتجه بشكل كبير جداً نحو فرنسا، فهي المتضرر الأول من هذه الاتفاقية التي كانت مقدرة بملايين الدولارات، فلقد أتى إلغاء الاجتماع مع بريطانيا في خضم ازمة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، بعدما أعلنت الدول الثلاث الأربعاء الماضي إطلاق شراكة استراتيجية لمواجهة الصين، الاستراتيجية كانت تتضمن تزويد كانبيرا بغواصات تعمل بالدفع النووي، وبالتالي انسحاب الجانب الأسترالي من اتفاق لشراء غواصات فرنسية، حيث وصفت باريس هذا الأمر بـ “طعنة بالظهر”.
اليوم فرنسا وجراء هذا التصرف أعلنت صراحةً أنها في صدد إعادة ترتيب أولوياتها واستراتيجياتها جراء هذا الموقف، رغم أن تصريحات الدول المسببة لهذه الأزمة تمسكت بالتحالف مع فرنسا، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة التي سارعت إلى امتصاص الغضب الفرنسي، إلا أن ذلك لم يلقَ ترحيباً ليس فقط على المستوى الرسمي، بل حدثت حالة غضب عارمة على المستوى الشعبي أيضاً.
فكان الانتقام الفرنسي سريعاً بدأ مع استدعء سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا، ومن ثم قامت وزيرة الجيوش الفرنسية شخصياً بإلغاء الاجتماع المقرر مع الجانب البريطاني، رغم أن معلومات تتحدث عن اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره الأمريكي جوزيف بايدن لبحث هذه الأزمة.
إلا أن المتابع للعلاقات الغربية المتشابكة والتي تشي بتجذر وعمق المصالح فيما بينهم يرى أن الحليف الأوحد هو المصالح ولا غرابة في التضحية اليوم بفرنسا، وغداً ببولندا، وألمانيا وهكذا، ففي سوريا، سبق وأن همّشت واشنطن الدور الفرنسي، كذلك في العراق رغم محاولة ماكرون الاستفادة من المناخ المضطرب في بغداد، كذلك في مصر، ما يعني أن الولايات المتحدة تعمل على قصقصة أجنحة فرنسا كي تبقى في الإطار المرسوم لها وألا تخرج عنه.خاص وكالة “رياليست”.