قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “إن تركيا قد تشن عملية عسكرية في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا إذا لم تتوقف الهجمات هناك سريعاً”، يأتي ذلك في الوقت الذي ازداد فيه القلق من تدفق موجة لاجئين جديدة على تركيا وسط إحتدام المعارك هناك. طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
بينما يقترب الجيش السوري مدعوماً بالقوات الروسية والحلفاء من تحرير الشمال السوري، بعد تحرير أكبر معاقل التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتهم هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقاً” في معرة النعمان الإستراتيجية، تصاعدت وتيرة النزوح من شمال إدلب بإتجاه تركيا، التي أقدمت على إغلاق حدودها أمامهم، فيما رأى البعض أن إختيارهم الذهاب نحو الحدود التركية ما هو إلا بما يعني أن بضاعتهم ردّت إليهم.
فتصريح أردوغان وتلويحه يالإقدام على علمية عسكرية رابعة في شمال إدلب، يأتي بعد تأكده من فقدان الشمال السوري إلى غير رجعة، متذرعاً بأن تركيا لا تقوى على إستيعاب المزيد من النازحين، فيما لم يتحدث عن إرساله تعزيزات عسكرية تركية دخلت إلى إدلب المدينة، إنما تأتي الهيستيريا التركية جرّاء حصار النقطة التركية الثالثة في المنطقة، في حين يواصل إلقاء الإتهامات على روسيا، وينزع ما ينطبق عليه وينسبه إلى موسكو، حيث أردوغان ونظامه هو المشهور بتقلباته وعدم إلتزامه بتعهداته لكن أن ينسحب مع قواته مهزوماً هو أمر لم يعتد عليه أردوغان، فبعد أن أخذ الضوء الأخضر في عملياته العسكرية السابقة إعتاد على ذلك ظناً منه أنه وقواته لا يقهران، لكن من موّل ودعم الإرهاب عليه أن يحمي مرتزقته ويفتح الحدود أمام عائلاتها.
إن قرار الدولة السورية لا رجعة عنه، فبعد الاجتماع الأخير بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توصل الجانبان إلى الاتفاق على هدنة بين القوات السورية والتنظيمات الإرهابية الموالية للنظام التركي، إلا أن الخروقات الكثيرة التي قاموا بها، إضطر الجيش السوري في البداية للرد على مصادر إطلاق النار، ما لبثوا أن إستخدم الإرهابيون العربات المفخخة وتكثيف الهجمات على مواقع القوات السورية قبل مديمة معرة النعمان ومحيطها، إلى جانب إطلاق عشرات القذائف على حلب المدينة، من هنا إنطلقت العملية العسكرية وبدأت تتهاوى المناطق والبلدات والقرى تباعاً، ما يعني أن كل الأعداد الكبيرة من تلك التنظيمات وعلى مختلف جنسياتها، وما روّج إعلامياً عن قوتها، سقط منهم من سقط وقتل من قتل، وهرب من هرب، في ظل تخلي النظام التركي عنهم في مرحلة من المراحل.
الهام في هذا الأمر، أن تستمر روسيا في دعمها لهذه المعركة، وبصرف النظر عن الخروقات الكثيرة للإرهابيين، إلى أنه كان للقاعدة الروسية الجوية حميميم النصيب الأكبر من الإستهدافات عبر طائرات بلا طيار، قادمة من إدلب، ما يعني أن التخلص منهم وتطهير الشمال السوري، أصبح ضرورة لجميع الأطراف، فروسيا لا توجد في سوريا على شكل نزهة، إنما هي باقية وعليها حماية قواعدها من أي إستهدافات سواء إرهابية أو غيرها، وعلى المسؤولين الروس أن يكونوا أشد حزماً مع أردوغان حيال هذا الموضوع، فزمن السلاطين العثمانيين والإحتلال العثماني قد ذهب إلى غير رجعة.
من هنا، إن التلويح بأزمة اللاجئين من قبل النظام التركي، باتت ممجوجة وسخيفة، فتارةً يهدد أوروبا بهم، وتارةً يهدد الأكراد بهم بأنه سيوطنهم في شمال شرق سوريا، ويعربد في ليبيا دونما حسيب أو رقيب، إلا أنه وإن قرر القيام بعملية عسكرية، فالحال واحد بالنسبة للدولة السورية، الفرق أنها ستحارب الأصيل والوكيل معاً، ومن غير المعقول ولا المقبول أن يقتحم دولاً ويهدد عسكرياً، فيجب وضع حد للنظام التركي والبداية مع عودة العلاقات السورية – السعودية ولجم أردوغان الذي أصبح يشعر بأن تركيا دولة عظمى وأقوى من الدول العظمى نفسها.
فريق عمل “رياليست”