القاهرة – (رياليست عربي): مقدمة – أمريكا اللاتينية في مخيلتي: ربما أول شيء علمته في حياتي عن أمريكا اللاتينية كان اسم الفنانة الكبيرة الراحلة (تحية كاريوكا) لأنها كانت أول من رقص رقصة (الكاريوكا البرازيلية) على مسرح كازينو (بديعة مصابني) في ثلاثينيات القرن الماضي والتي سميت بها فيما بعد.
وطبعاً الموسيقى الراقصة المختلطة مع الموروث الافريقي القريبة من موسيقانا الشرقية والعربية، وأساليب الرقص مثل السامبا والرومبا والتانجو والسالسا والمارينج، التي كثيرا ما نحب أن نراها، والتي تعبر عن الروح الثورية والتحررية لهذه الشعوب اللاتينية.
بعد ذلك من خلال السينما المصرية عندما نسمع عن مهاجرين سافروا للبرازيل وكونوا ثروات كبيرة تركوها لأهلهم ومن الدراسة عندما درسنا عن شعراء المهجر.
ثم تأتي الفعاليات الرياضية الكبرى وقتها وكنا نرى في كأس العالم وتحديداً كل من البرازيل والأرجنتين ونجومها الكبار في هذه اللعبة ومنهم (ماردونا) صاحب العلامات الإنسانية في تاريخه، وكذلك (بيليه) والذي توفي منذ عدة شهور.
ثم في التسعينيات من القرن الماضي وانتشار المد الليبرالي في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وسماعنا في الأخبار، حيث لم يكن هناك مصادر متعددة للمعلومة، عن وجود أنظمة دكتاتورية في أمريكا اللاتينية ووجوب التخلص منها مع أهمية لبرنة أنظمة أمريكا اللاتينية، بسبب بداية سيطرة أمريكا على الإعلام العالمي أن كل من ضدها فهي مجرد دول مارقة ستسقط.
مع دراستي في قسم العلوم السياسية في كلية التجارة جامعة الاسكندرية كانت بداية التعرف على النظم السياسية في العالم وقيادة مصر من خلال رئيسها الراحل الزعيم عبد الناصر لدول الجنوب ومنها أمريكا اللاتينية، وبداية تعرفي على المناضلين و الزعيمين الكبيرين (فيدل كاسترو) وطبعاً (تشي جيفارا)، كيف قادوا ثورات في أمريكا اللاتينية للقضاء على الإمبريالية ومنها كوبا وفنزويلا.
ثم بدأ عصر الانترنت مع بداية الالفية وظهور القنوات الاخبارية العالمية المتخصصة والتي بدأت تروي عن تجارب الدول الأخرى وأيضا باتت في البداية تنتج افلاما عن المناضلين على اساس انها تعتنق مبادئ حرية التعبير وبتنا نسمع عن هوغو تشافيز كـ رئيس لفنزويلا.
وأبهرنا ما قام به من طرد السفير الاسرائيلي في 2008 بعد ضرب غزة من قبل الكيان الصهيوني، وباتت اللهجة مختلفة إعلاميا عن (الصين وروسيا وإيران والهند) كقوى جديدة وظهور لولا د سيلفا كقائد يساري لـ البرازيل.
وبدأنا التعرف على إنشاء مجموعة البريكس والتي بشكل ما أو بآخر كانت فمرة ثعلب السياسة الروسية يفغيني بريماكوف في نهاية التسعينيات حتى لا تنفرد أمريكا بالنظام العالمي وتفرض كل شروطها على العالم وكانت البرازيل طبعا من منشئي هذه المجموعة مع كل من روسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا.
ثم ظهرت تحديدا فضائيتين تبثان باللغة العربية إحداهما لبنانية والأخرى روسيا أعني روسيا اليوم والتي تبث ايضا اللغة الاسبانية ولها شهرة واسعة في أمريكا اللاتينية وتنقل اخبارها، وايضا الميادين وهي قناة عربية ولها موقع إحدى لغاته الاسبانية، وبدأ التعرف بشكل أكبر عن أمريكا اللاتينية ودولها المقاومة وخصوصا فنزويلا وكوبا إضافة للبرازيل والأرجنتين.
جدير الذكر أن رئيسة الأرجنتين السابقة (د كرشنر) كانت مثار اهتمام العالم بعد خطاباتها الرنانة في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي كانت تتهم الغرب وخصوصا أمريكا في محاولة فرض العقوبات على الأرجنتين. وكذلك وإخضاعها لسيطرتها ومحاولة أثناء الأرجنتين الدفاع عن أراضيها المتمثلة في جزر فوكلاند مع بريطانيا، وكذلك محاولة الصاق تهمة تخابر لصالح إيران بعد تفجير كنيس يهودي في بوينس آيريس في تسعينيات القرن الماضي وتقليب القضاء عليها.
ثم شاهدنا جنازة مهيبة للرئيس الفنزويلي الراحل هوجو شافيز حضرها كل أحرار العالم، وحلول تلميذه مادورو محله في 2014 ثم محاولة تقليب الغرب عليه من خلال معارضة لها مصالح مع أمريكا ومن ضمنهم جويدو ثم نشاهد على الهواء محاولة اغتيال مادورو في 2019 والتدخل الروسي والصيني والإيراني الكبير لدعمه وإيقاف الحملة الإعلامية الأمريكية ضده بعد انتخاب الشعب له للمرة الثانية.
ثم أخيرا مشاهدة مادورو في المنطقة قبل نهاية 2022 بعد جولة زار فيها إيران ولبنان بعد زيارته لروسيا واجراء حوار شيق معه من خلال فضائية الميادين الإخبارية تابعته باهتمام والذي تكلم فيه عن نفس طرحي (النظام العالمي الجديد) ودور الجنوب والشرق فيه.
مادورو وتكريمه في القاهرة بمناسبة 10 سنوات على حكمه:
جزيل الشكر لسيادة لسفير الفنزويلي لدى مصر (ويلمر عمر بارينتوس) على دعوته لي في نهاية شهر رمضان الماضي لحضور هذه الجلسة الخاصة بمرور عشر سنوات على حكم الرئيس الفنزويلي المناضل، والذي يشبهنا كمواطن من الجنوب، مادورو. حيث أشاد السفير بارينتوس ورحب بحضوري بعد لقاءنا لأول مرة في احتفالية (يوم القدس العالمي) بمقر إقامة السفير الإيراني في القاهرة – محمد سلطاني فارد.
ونفس الشكر لأعضاء (مركز الحوار) تحت قيادة اللواء/ حمدي لبيب – نائب رئيس المجلس وعلى كلمته الموقرة في افتتاحية هذه الندوة الموقرة، وكذلك لـ مدير عام المركز والصديق لعدة سنوات د. أحمد طاهر، ولشباب المركز الذين استقبلونا بحفاوة وتوجه المراكز البحثية في مصر للاهتمام بشئون الجنوب ومنها أمريكا اللاتينية.
هذه القارة الهامة والتي تربطنا بها علاقات قوية كدول مهجر منذ القرن التاسع عشر للمصريين وايضا كانت الفترة الذهبية فترة التحرر من الاستعمار التي واجهتها تلك الدول وخصوصا الاحتلال الإسباني والبرتغالي عسكريا ثم بعدها الاحتلال الاقتصادي أمريكا، حيث كانت أمريكا اللاتينية أول حديقة خلفية لبيع السلع الأمريكية ما قبل الاتحاد الأوروبي.
فلا ننسى أبداً الزعيم عبد الناصر ورفاقه الشباب في وقتها وخيرة ثوار العالم الرفيق الطبيب والشخصية المحبوبة البسيطة فيديل كاسترو، وبكل تأكيد المناضل الفنزويلي تشي جيفارا والذي نظم شعر عنه في مصر يوم اغتياله من خلال الشاعر اليساري الثوري (أحمد فؤاد نجم – قصيدة “جيفارا مات”).
حيث صبت كلمات الباحثين، والتي أدارها باحتراف أ. محمد ربيع، ومنهم على الترتيب السادة. أحمد محمود وأحمد عبد الله ونانسي طلال زيدان وكذلك السفير بارينتوس – على إنجازات الرئيس مادورو، ومحاولة محو الصور النمطية عن فنزويلا على وجه الخصوص وعن دول أمريكا اللاتينية على وجه العموم.
وأكد على أهمية ذلك، حضور غالبية سفراء أمريكا اللاتينية ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر سفراء وقناصل كل من (الأرجنتين – كوبا – باراغواي – كولومبيا – بيرو – بوليفيا) الأمر الذي أكد مدى ترابط قارة أمريكا اللاتينية بعضها البعض ومدى احترامهم لبعضهم البعض، وهذا الأمر الذي أكده (السفير بارينتوس) في كلمته عن اتحاد دول أمريكا اللاتينية ومستقبل هذه الدول ودورها في صناعة نظام عالمي جديد، وكانت مداخلة رائعة من جانبه رغم الإطالة.
فـ إنجازات مادورو تمثلت في الآتي:
على مدى السنوات العشر الماضية، ترأس الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بعض الإنجازات الرائعة في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية. من أهم إنجازات مادورو وإدارته تحسين البنية التحتية للبلاد. منذ توليه السلطة، استثمر نظام مادورو بكثافة في مشاريع النقل، بما في ذلك بناء طرق سريعة جديدة وتوسيع الطرق الحالية. تحت قيادة مادورو، استثمرت فنزويلا أيضًا في مستشفيات ومدارس جديدة ومشاريع الأشغال العامة الأخرى.
أدت هذه الاستثمارات في البنية التحتية إلى تحسين نوعية حياة الفنزويليين وتسهيل تسليم السلع والخدمات بكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، نفذ مادورو أيضًا عددًا من الإصلاحات الاجتماعية والرفاهية التي أدت إلى تحسين خيارات الصحة والتعليم والإسكان لمواطني البلاد. كما زاد من فرص الحصول على الائتمان، ووسع فرص التدريب على العمل، وخفض معدلات الفقر. بالإضافة إلى ذلك، نفذ مادورو عدداً من الإصلاحات الاقتصادية التي ساعدت البلاد على خلق فرص العمل وتعزيز الاقتصاد. وشملت هذه الإصلاحات إدخال الاستثمار الأجنبي إلى البلاد وإنشاء مناطق تجارة حرة.
وقد ساعدت هذه المبادرات على تحفيز الاقتصاد وخلق فرص العمل واجتذاب فرص عمل جديدة. نتيجة لذلك، شهدت فنزويلا زيادة في النمو الاقتصادي وانخفاض التضخم. بشكل عام، على مدى السنوات العشر الماضية، حقق مادورو وإدارته تقدمًا كبيرًا في تحسين نوعية الحياة للفنزويليين وتعزيز النمو الاقتصادي.
دور النفط في الوضع الاقتصادي لـ فنزويلا:
كانت فنزويلا واحدة من أكبر المستفيدين من ارتفاع أسعار النفط خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وكـ واحد من أكبر منتجي النفط في العالم، تعزز الاقتصاد الفنزويلي والمالية العامة بشكل كبير من خلال الزيادة في أسعار النفط الخام، والتي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة بحلول منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
فسمح هذا التدفق المفاجئ للثروة للحكومة بالاستثمار بكثافة في الأشغال العامة ومشاريع التنمية مع المساعدة في الحفاظ على نظام الرعاية الاجتماعية السخي بالفعل. علاوة على ذلك، سمحت زيادة الإيرادات للحكومة بتقليل اعتمادها على الاقتراض الخارجي والديون.
وبفضل أسعار النفط القوية، تمكنت فنزويلا من جمع الأموال الكافية لتمويل مشاريعها التنموية وتعزيز إنتاجها الزراعي، وبالتالي تنويع القاعدة الاقتصادية للبلاد. كما قدم الارتفاع في أسعار النفط رأس مال إضافي سمح لفنزويلا بتقليل اعتمادها على الواردات مع الاستفادة من تصدير سلعها غير النفطية، مثل الألمنيوم وخام الحديد.
نتيجة لذلك، تمتعت فنزويلا بتحسن الميزان التجاري مما ساعد على الحفاظ على نموها الاقتصادي وتحسين الاستقرار الاقتصادي. بشكل عام، أفاد الارتفاع الكبير في أسعار النفط خلال العقد الأول من القرن الحالي الاقتصاد الفنزويلي والمجتمع ككل، مما سمح له بتحقيق مستوى من الازدهار الاقتصادي كان من المستحيل بدون تدفق الأموال من هذه السلعة المربحة.
وعلى عكس مما قال بعض الحضور أن فنزويلا لا تريد أن تصبح دولة نفطية فقط، فوجود سلعة استراتيجية تسير الحياة مثل (النفط أو الغاز) يعطي للدولة ثقل طالما لديها تحالفات قوية مع دول قوية اخرى غير الغرب، كما تتعمق علاقات فنزويلا مع روسيا والصين وإيران والهند ومع دول الجوار الصديقة.
فلم تكن تتمكن روسيا من فرض موقفها والدعس على رقبة الناتو، دون سلعة استراتيجية مثل الغاز الطبيعي داخل روسيا، وايضا كون بوتين استعد لهذه المعركة منذ 2008 وتحالفاته الجديدة التي بناها مع الشرق والجنوب، وهنا نستفيد من التجارب الناجحة.
أيضا وكما ذكرت كان النفط هو العملة الرئيسية لـ فنزويلا أيام (شافيز) وفرض العقوبات على فنزويلا، واستطاع بحنكته وتفكيره خارج الصندوق أن يحصل على السلع الضرورية كاللحوم والقمح من دول الجوار كالأرجنتين من خلال نظام المقايضة ودون الحاجة للدولار أو أي عملات فقط لعقلية اقتصادية وطنية – وهذا درس ربما للمجموعة الاقتصادية في مصر والتي يريد غالبيتها الإصرار على عدم التخلي عن (الدولار) والتفكير في بدائل أخرى تجنبنا أزمات وفوائد دين أكبر.
دور القوى الجديدة الداعمة لـ فنزويلا:
مع استمرار تصاعد التنافس السياسي في فنزويلا، تتنافس القوى العالمية الصاعدة مثل روسيا والصين وإيران بشكل متزايد على وجودها في البلاد في مقابل المعارضة المدعومة أمريكيا. وعليه قدمت كل من روسيا والصين دعمًا ماليًا كبيرًا للحكومة برئاسة رئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بينما تقدم إيران مساعدة عسكرية غير محددة للنظام. في الوقت نفسه، حافظت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى على موقف متشدد ضد نظام مادورو، وفرضت عقوبات اقتصادية صارمة ودعمت المعارضة بقوة.
نتيجة لذلك، هناك قلق متزايد، في أعقاب الفراغ الغربي. وكذلك صعود اليسار في كل من كولومبيا والبرازيل وعضوية البرازيل لبريكس واتفاقياتها الاخيرة لطرح الدولار جانيا والتعامل بعملات محلية مع الصين من أن القوى الصاعدة (روسيا والصين وإيران) يمكن أن يكبر نفوذها فعليا على حساب الغرب المهزوم اقتصاديا بسبب الوضع في أوكرانيا بحسب عدة مصادر غربية.
في حين أن مصير الدولة والمنطقة لا يزال غير مؤكد، إذا كان الكرملين وبكين وطهران قادرين على الاستفادة من نفوذهم الدبلوماسي والاقتصادي والعسكري المتنامي في المنطقة، فقد يتحدد مستقبل فنزويلا من قبل هؤلاء الأقوياء. وهذا ما جاء في عدة تقارير دولية ولاتينية.
ملاحظات أخيرة:
كان من أهم ما قمت به بعد حضوري لهذه الندوة، بصفتي رئيس مركز آسيا للدراسات، هو طلبي لقاء سفراء دول أمريكا اللاتينية الذين حضروا للتعرف عليهم أكثر عن قرب.
وبالفعل السفراء اللاتين بطبيعتهم دافئين المشاعر مثلنا، واستقبلوني بالأحضان وبقلب مفتوح وببسمة. وتكلمنا عن إمكانية التعاون المصري اللاتيني بشكل عام وأفضل الطرق العملية والمثمرة لهذا التعاون.
ومن الاقتراحات التي يجب أن تفعل في مصر، أن يتم إنشاء معهد أو كلية لدول أمريكا اللاتينية داخل أحد الجامعات الحكومية الكبرى. على غرار كلية الدراسات الأفريقية في (جامعة القاهرة).
أو تكون جامعة مستقلة تخدم مصالح دول أمريكا اللاتينية في المنطقة مع أكبر دولة في المنطقة مصر – على غرار (جامعة سنجور الفرنكفونية) في مدينتي (الإسكندرية) وبتمويل مشترك من كافة الدول اللاتينية مع الجانب المصري.
أيضا – الاستثمار الإعلامي مهم جدا للجانب اللاتيني في مصر، لأنه يوجد الكثير من الشعوب في منطقتنا لا تدرك الكثير عن التطورات المتسارعة في دول أمريكا اللاتينية، سواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية – فـ دول أمريكا اللاتينية غالبيتها تنعم بالتنوع العرقي والثقافي والديني دون تشدد أو تحيز، لأنها دول تحترم الانسان، وهي تجربة فريدة يمكن تعميمها، وخصوصا ان ظروف هذه الدول قريبة من ظروفنا.
ربما هناك محاولة من (قناة الميادين) قناة عربية متفردة من خلال برنامجها الاسبوعي (تيلي سور) لتسليط الضوء على أمريكا اللاتينية ورؤيتها للعالم وايضا التحالف الإعلامي الحادث بين القناة وتلفزيون فنزويلا وكوبا – فعلى سبيل المثال لا يوجد مراسلين اخباريين ومحللين مصريين داخل أمريكا اللاتينية، وما نعرفه فقط عن الدول اللاتينية نعرفه من خلال القنوات العالمية وخصوصا الامريكية والاوروبية.
هذا التعاون مفيد لكلا البلدين، حيث يساعد على خلق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. يمكن لدول أمريكا اللاتينية تقديم مجموعة متنوعة من المنتجات والخدمات لمصر التي يمكن أن تساعد الأمة على تنويع اقتصادها.
منتجات أمريكا اللاتينية مثل السلع الزراعية والفاكهة الاستوائية والسلع المصنعة مطلوبة بشدة في مصر بسبب الجودة العالية والأسعار المعقولة والتسليم السريع. من ناحية أخرى، تمتلك مصر أيضًا مجموعة متنوعة من السلع والخدمات مثل واردات المواد الخام والمنسوجات نقاط بيع قوية، في حين أن التكنولوجيا والمعرفة المصرية يمكن أن تساعد الشركات في أمريكا اللاتينية على المنافسة بشكل أكثر فعالية في أسواقها.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لأمريكا اللاتينية ومصر العمل معاً لتسهيل الاتفاقيات التجارية واتفاقيات التجارة الحرة التي تسمح بالتدفق الحر للسلع والخدمات بين البلدين. من خلال العمل معًا، يمكن لهاتين المنطقتين الاستفادة بشكل متبادل من هذا التعاون الاقتصادي وتعزيز فرص النمو الاقتصادي والاستثمار وخلق فرص العمل.
وهنا يمكن أن نتكلم عن التقدم التكنولوجي في مصر في مجال تكنولوجيا المعلومات والذكاء الصناعي والذي يمكن أن يفتح مجالات مشتركة بين الجانبين خصوصا في التبادل المعلوماتي والإعلامي وخلق مشروعات ناشئة يحتاجها الجانبين لن اتكلم فيها حالياً.
ومن أهمها تسهيل طرق السداد والدفع فيما يتعلق بالتجارة المتبادلة بين البلدين وتطبيقات بنكية وعلمية وثقافية وسياحية، تحتاجها أمريكا اللاتينية بعيدا عن تحكم الغرب في هذا القطاع، في حال ما توافرت رغبة مشتركة للقيام بذلك.
أو تفعيل هذه المشروعات بين صغار المستثمرين وحاضنات الأعمال بين الطرفين وهذا سيشكل فارق وهنا في مصر لدينا الكثير من الجامعات والمعاهد المتطورة في هذا الجانب.
لأن ما لفت نظري حقا ان حجم التبادل التجاري ما بين مصر وقارة امريكا اللاتينية مجتمعة فقط (8 مليار دولار) طبقا للإحصائيات الرسمية وهذا حجم لا يزال متدني بالرغم من ان الفرصة حاليا سانحة بسبب التضخم والحاجة للحصول على موارد بسعر أرخص وميزات تنافسية أكبر.
وفي الختام – أتمنى أن نفعل الشراكة لأن في أفضل وقت للقيام بها حالياً وفي كافة القطاعات فلا بد من إحياء تعاون الجنوب مع الجنوب.
يرجى الاسترشاد بما سبق،،،،
خاص وكالة رياليست – أحمد مصطقى – رئيس مركز آسيا للدراسات والترجمة ومشروع عين على الشرق – مصر.