دمشق – (رياليست عربي): قالت وسائل الإعلام الرسمية السورية يوم الثلاثاء إن إسرائيل شنت غارة جوية على مرفأ اللاذقية يوم الثلاثاء مما أدى إلى نشوب حرائق بمنطقة تخزين الحاويات وإلحاق أضراراً بمبانٍ مجاورة في ثاني هجوم على المرفأ هذا الشهر.
وقال مصدر عسكري سوري: “حوالي الساعة 3.21 من فجر اليوم نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من عمق البحر المتوسط غرب مدينة اللاذقية مستهدفاً ساحة الحاويات في الميناء التجاري في اللاذقية”، مضيفاً، “العدوان الإسرائيلي أدى إلى اشتعال الحرائق في المكان وحدوث أضرار مادية كبيرة ولا يزال العمل مستمراً لإطفاء الحرائق وتدقيق نتائج العدوان”.
رسائل مزدوجة
الغارات الإسرائيلية على سوريا لم تتوقف منذ سنوات، رغم التحالف المتين بين إسرائيل وروسيا، لكن لم تستطع الأخيرة ضبط إيقاع تل أبيبي بل اكتفت بالتنسيق معها قبيل أي غارة، فضلاً عن أن العلاقة الروسية – الإيرانية جيدة، خاصة وأن المخططات تستهدف مطقة القوقاز ووسط آسيا، ومخطئ من يعتقد أن لعلاقة ممكن أن تتصدع انطلاقاً من سوريا، خاصة وأن الأخيرة لا تعني للحلفاء اليوم سوى تأمين مصالح إن كان في المياه الدافئة أي البحر المتوسط، وحجو مواقع في إعادة إعمار البلاد لصرف فواتير المساعدة التي تم تقديمها لدمشق.
بالتالي، أقدمت إسرائيل للمرة الثانية على استهداف موقع اقتصادي مهم ويعتبر شريان اقتصادي حيوي للبلاد، اللافت من ذلك أنه يبعد عن قاعدة حميميم الجوية الروسية في مدينة اللاذقية حوالي 20 كلم وأي خطأ من الممكن أن يصيب القاعدة، ليكون السؤال أين روسيا من ذلك؟ وهل هذه الاستهدافات إحراج للسياسة الروسية الخارجية؟
موقف الحليف الأقوى
لا أحد يشكك بقدرة روسيا على ضبط الأوضاع السياسية والعسكرية في مناطق وجودها، كما حدث مع الغرب في الأزمة الأوكرانية، فإذا كانت تنسق مع إيران بملفات أخرى، لماذا تهمل الملف السوري، فإذا كانت الرواية الإسرائيلية تتحدث عن اتهام إيران بإرسال شحنات أسلحة إلى حزب الله اللبناني عبر سوريا، فهناك عشرات الطرق الحدودية المؤدية إلى العمق اللبناني، ومن غير المعقول استخدام مرفأ مدني تجاري لنقل أية أسلحة حتى وإن كانت قادمة البحر فهي ستمر عبر مناطق نفوذ الغرب في سواحل عمان ومضيق هرمز، قبل وصولها إلى سوريا، ما يضعف الرواية الإسرائيلية التي تريد تدمير الميناء لشل البلاد كلياً.
بالتالي، على روسيا تحديد موقفها الصريح من العدوان على ميناء ميناء اللاذقية، فهل تمنح الإسرائيلي الإذن أم هي غافلة عما يقوم به؟
من هنا، هذا العدوان الغاشم أحدث سخطاً شعبياً كبيراً من حلفاء جلبوا الموت للشعب السوري بدل إنقاذه، يضاف إلى ذلك السخط الأكبر من الاحتفاظ بحق الرد من الجانب السوري وهذا أمر لم يعد مقبولاً، فلكل مقام مقال، وإن لم يتم الرد، فالبلاد أمام مشكلة حقيقية مستمرة.
خاص وكالة رياليست.