جنيف – (رياليست عربي). حذّرت منظمة الصحة العالمية (WHO) من أن الانتشار السريع للسجائر الإلكترونية وأكياس النيكوتين يخلق جيلاً جديداً من المدمنين، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 15 مليون طفل حول العالم يستخدمون السجائر الإلكترونية.
وقالت المنظمة في تقرير جديد صدر يوم الاثنين إن واحداً من كل خمسة بالغين في العالم — أي نحو 1.2 مليار شخص — لا يزالون يستخدمون منتجات التبغ، بانخفاض عن 1.38 مليار في عام 2000، لكنها حذّرت من أن شركات التبغ “قدّمت سلسلة لا تنتهي من المنتجات والتقنيات الجديدة” بهدف جذب المستخدمين الصغار بدلاً من مساعدة المدخنين على الإقلاع.
وقال إتيان كروغ، مدير أحد أقسام المنظمة: «السجائر الإلكترونية تُغذي موجة جديدة من إدمان النيكوتين. تُسوَّق هذه المنتجات على أنها وسيلة لتقليل الضرر، لكنها في الواقع تدفع الأطفال إلى الإدمان في سن مبكرة وتُهدد عقوداً من التقدم الصحي».
وبحسب التقرير، يستخدم 86 مليون بالغ على الأقل — معظمهم في الدول مرتفعة الدخل — السجائر الإلكترونية، إلى جانب ملايين القُصّر. وأظهرت البيانات أن الأطفال أكثر عرضة لتدخين السجائر الإلكترونية بتسع مرات مقارنة بالبالغين.
وأضافت المنظمة أن التسويق العدواني ونكهات الفواكه والحلوى جعلت هذه المنتجات جذابة للمراهقين حتى في الدول التي تفرض قيوداً قانونية على استخدامها، داعية الحكومات إلى رفع الضرائب، وتشديد القوانين، وحظر الإعلانات الخاصة بمنتجات التبغ والسجائر الإلكترونية.
وقالت أليسون كومار، الكاتبة الرئيسية للتقرير: «العالم يواجه اليوم تحدياً مزدوجاً — التبغ والسجائر الإلكترونية. في كل بلد ومنطقة نرى أطفالاً صغاراً جداً يستخدمون هذه المنتجات. لا توجد أي دولة خالية من هذه الظاهرة، حتى بين الأطفال في سن 13 عاماً».
وأشار التقرير إلى أن الدراسات الطبية تربط السجائر الإلكترونية بتلف الأوعية الدموية وضعف وظائف الرئة، مؤكداً أن النيكوتين — رغم خلوه من القطران وأول أكسيد الكربون — يضر بتطور الدماغ ويؤدي إلى اعتماد طويل الأمد.
وأثار التقرير ردود فعل غاضبة من شركات التبغ الكبرى. إذ قال كينغسلي ويتون، مدير الشؤون المؤسسية في شركة بريتيش أميركان توباكو، إن المنظمة «تتجاهل مساهمة المنتجات الخالية من الدخان في تقليل معدلات التدخين».
لكن المنظمة شددت على أن تحول الصناعة نحو السجائر الإلكترونية وأكياس النيكوتين يمثل “إعادة تسويق للإدمان” تحت غطاء جديد.
وفي المملكة المتحدة، حيث يُحظر بيع السجائر الإلكترونية لمن هم دون 18 عاماً، أظهرت دراسة لهيئة الصحة الوطنية (NHS) العام الماضي أن 25% من الأطفال بين 11 و15 عاماً جربوا التدخين الإلكتروني، وأن واحداً من كل عشرة يستخدمه بانتظام. أما أكياس النيكوتين — وهي أكياس صغيرة منكهة توضع تحت الشفة — فما تزال خارج الرقابة القانونية الصارمة.
واختتمت منظمة الصحة العالمية تقريرها بالتحذير من أن مستقبل مكافحة التبغ يعتمد على قدرة الحكومات على سد الثغرات القانونية وكبح الإعلانات التجارية ومنع منتجات النيكوتين من أن تصبح الأزمة الصحية العالمية التالية.






