القاهرة – (رياليست عربي): وصل أمر انتحار صحفي مصري من الطابق الرابع بمبنى جريدة مؤسسة “الأهرام” العريقة في قلب القاهرة، إلى سخرية متابعين ضمن قالب “شر البلية ما يضحك”، وذلك بعد ما ذهبت إليه صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت فيه إن السبب في الانتحار من جانب الصحفي “عماد الفقي” هو ما يحمله قانون الأسرة في مصر، وتقديم أسباب الانتحار على أنه أمر اجتماعي شخصي بالصحفي الراحل.
وفي سياق “السخرية”، ذهب متابعين تحدثوا عن أن الدافع وراء الانتحار من جانب “الفقي” يتعلق بما آلت إليه أوضاع الصحافة في بعض المؤسسات الصحفية في مصر، وهو ما ظهر في تعليقات غير مباشرة من جانب زملاء للراحل تشير إلى أنه وضع تحت ضغوط مهنية في السنوات الأخيرة، ولكن مع انتشار “نص مكرر” على صفحات بمواقع التواصل الأجتماعي، تشير إلى أن قانون الأسرة هو “الجاني”، كان الخروج بتهكم من جانب البعض، بأن الفنانة المصرية الشهيرة “نيللي كريم” هي السبب، وذلك ربطاً ساخراً بمسلسلها الناجح في شهر رمضان وهو “فاتن أمل حربي” والذي يتناول مساوئ قوانين الأحوال الشخصية والزواج والأسرة، وهو العمل الذي يتناول قصة “أمل” الموظفة بالشهر العقاري، والتي تقرر الانفصال عن زوجها بالطلاق، فتجد نفسها في مواجهة العديد من الصعاب، وتتحمل مسؤولية تربية ابنتيها بمفردها، وتكتشف أن القانون ليس في صفها، ولكن هناك من انتقدوا المسلسل، ويرون أنه يعطي مزيداً من المزايا أو نقاط القوة للمرأة على حساب الرجل وتضع ضغوطاً عليه، ولكن السؤال هنا: “هل هذه الضغوط طالت الصحفي الراحل وأدت به إلى الانتحار؟!”.
وبالعودة إلى تلك الضغوط المهنية التي تحدث عنها زملاء للصحفي الراحل “عماد”، ذهب عضو مجلس نقابة الصحفيين، محمود كامل، إلى إلحاق تلك الضغوط إلى رئيس تحرير صحيفة “الأهرام” عندما قال في منشور على صفحته الشخصية على “فيسبوك”: “كل الزملاء في الأهرام ممن عاشروا الزميل الراحل عماد الفقي، يعلمون جيداً أنه خلال آخر 4 سنوات تعرض لاضطهاد واضح وصريح وممنهج من علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام، اضطهاد وصل لخصم كل الحوافز والأرباح على مدار هذه السنوات، اضطهاد وصل لمنعه من ممارسة عمله الصحفي بشكل غير رسمي وبدون سبب وأيضاً بدون تعليمات بالإضافة إلى تجاوزه عدة مرات في ترقيته لرئاسة قسمه.. الراحل اختار أن يوجه رسالة من مكان رحيله لكل من رئيس تحرير ظالم ولرئيس الهيئة الوطنية للصحافة وأعضاء هيئته و إلى نقيب الصحفيين وأعضاء مجلسه ولكل قيادة صحفية تمارس الاضطهاد وتقهر الرجال.. الرسالة وصلت يا عماد على الأقل لزملائك وربنا يرحمك ويغفر لك ويسكنك فسيح جناته”.
في حين أن المنشور الذي حمّل قانون الأسرة، مسؤولية انتحار الصحفي عماد الفقي، ووصفه بـ”ضحية جديدة”، فأوضح أن ذلك يأتي ضمن تعدد قضايا متجمدات النفقات، لحظة صراع بين اختيار ما بين نار وجحيم وضغط الدنيا أو الخلود بنار الآخرة، فاختار نار الآخرة بأنها أهون وأخف.
وتابع “المنشور”: “فلك أن تتخيل كم الضغط النفسي الذي قذف به لهذا القرار”، مشيراً إلى أن الصحفي الراحل “عماد” مطلق وله ابن في جامعة خاصة، وضغط الديون والنفقة والصراعات، أدخلته في حوار مع النفس الأمّارة بالسوء.
وأردف المنشور :”هانت عليه نفسه ورفض البقاء في الدنيا حتى يأتي أمر ربه، فخطط ودبر وأحضر حبل وربطه بعنقه وربط الطرف الآخر في رجل المكتب ثم قام بالقفز من الشباك، وبسبب وزنه الثقيل و القفزة القوية باستعجال كهروب من نارالدنيا، فصلت رأسه عن جسده”.