لندن – (رياليست عربي). حذّر خبراء حماية الطفولة في المملكة المتحدة من تفاقم «أزمة» تتمثل في اعتداء الأطفال جنسياً على أقرانهم، بعدما أظهرت بيانات جديدة أن أكثر من نصف المتورطين في قضايا الاعتداء الجنسي هم من الفئة العمرية بين 10 و17 عاماً.
وقالت المديرة التنفيذية للجمعية الوطنية لضحايا الاعتداء في الطفولة (NAPAC) غابرييل شو لشبكة «سكاي نيوز» إن هذه الإحصاءات «صادمة» وتشير إلى «تحول جوهري» في أنماط الجريمة.
ووفقاً لبيانات مجلس قادة الشرطة الوطنية (NPCC) في إنجلترا وويلز، فإن 52% من مرتكبي جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال كانوا دون سن 18 عاماً. وأوضحت البيانات أن 41% من هذه الحالات تضمنت صوراً غير لائقة للأطفال – غالباً ما تكون مصوّرة ذاتياً ومتبادلة بين المراهقين – فيما شكّلت قضايا الاغتصاب 17%.
مدير قوة العمل الخاصة باستغلال الأطفال في الـNPCC ريتشارد فيوكس حذّر من أن تبادل الصور الحميمة، الذي يبدو في البداية رضائياً، قد يتحوّل سريعاً إلى ابتزاز وإكراه، مشيراً إلى أن سهولة الوصول إلى المواد الإباحية العنيفة ساهمت في هذا الارتفاع. وقال: «جيل كامل من الأولاد يعتبر ذلك سلوكاً طبيعياً، ثم يقومون بتقليده مع الفتيات».
الجمعية الوطنية لضحايا الاعتداء تدير خطاً ساخناً في مدينة ستوكبورت يتلقى نحو 10 آلاف اتصال سنوياً. العاملون هناك يقولون إن الدعم الذي يقدمونه قد يعني «الفرق بين الحياة والموت» بالنسبة للضحايا الذين يكشف كثير منهم عن تجاربهم لأول مرة.
كما أظهرت بيانات حصرية حصلت عليها «سكاي نيوز» زيادة ملحوظة في عدد الشباب الذين يطلبون المساعدة: فقد ارتفعت نسبة المتصلين بين 19 و24 عاماً من 4.4% عام 2014 إلى نحو 9% عام 2024. وأفاد أكثر من نصف المتصلين بمعاناتهم من القلق، فيما وصف ثلثهم شعوراً دائماً بالعزلة.
وزارة الداخلية البريطانية أكدت أنها تتخذ «إجراءات واسعة النطاق» لمنع هذه الاعتداءات وتقديم الجناة للعدالة وتحسين الدعم للضحايا، مشيرة إلى أن مراجعة جارية حالياً لتحديد كيفية تجهيز المدارس بشكل أفضل للتعامل مع هذه الظاهرة.






