ستوكهولم – (رياليست عربي). أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، الاثنين، منح جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2025 إلى كل من جويل موكير (جامعة نورث وسترن – الولايات المتحدة)، وفيليب أجيون (كوليج دو فرانس وإنسياد ومدرسة لندن للاقتصاد)، وبيتر هاويت (جامعة براون – الولايات المتحدة)، تقديراً لإسهاماتهم في شرح العلاقة بين الابتكار والنمو الاقتصادي وآليات التدمير الخلّاق.
وحصل موكير على نصف الجائزة «لدراساته حول الشروط المسبقة للنمو المستدام من خلال التقدم التكنولوجي»، فيما تقاسم أجيون وهاويت النصف الآخر «لتطويرهما نظرية النمو المستدام عبر التدمير الخلّاق»، بحسب بيان لجنة جائزة بنك السويد المركزي (ريكس بنك).
التدمير الخلّاق: التقدّم عبر الاضطراب
يستند المفهوم إلى أفكار الاقتصادي النمساوي جوزيف شومبيتر في أربعينيات القرن الماضي، والذي رأى أن كل ثورة تكنولوجية — من المحرك البخاري إلى الذكاء الاصطناعي — تخلق النمو من خلال زعزعة الصناعات القديمة وإحلال أخرى محلها.
وأوضحت اللجنة أن أبحاث الفائزين قدّمت نموذجاً عملياً لكيفية عمل هذه الآلية: فالابتكار يمنح الشركات ميزة احتكارية مؤقتة، ما يجذب المنافسين ويفتح الباب لجولات جديدة من الاكتشاف والتجديد الاقتصادي.
وجاء في بيان اللجنة:
«إن ديناميكية المنافسة والتجديد هي ما يجعل الاقتصادات الحديثة حيوية. من دونها يتجمّد الابتكار ويتباطأ النمو».
موكير: الثقافة والمعرفة أساس التقدّم
كرّس المؤرخ والاقتصادي جويل موكير عقوداً لدراسة الجذور الثقافية والفكرية للتقدم التكنولوجي، مؤكداً أن النمو المستدام يعتمد على قدرة المجتمع على تجميع وحماية «المعرفة النظرية» — أي الفهم العلمي العميق لكيفية عمل الأشياء.
ويرى موكير أن المجتمعات المنفتحة على التغيير والتي تصون حرية الفكر تخلق ما يسميه «ثقافة التقدّم»، حيث يصبح الابتكار ذاتي التعزيز.
أجيون وهاويت: النموذج الرياضي للتدمير الخلّاق
قام الاقتصاديان فيليب أجيون وبيتر هاويت في عام 1992 بتطوير نموذج رياضي شامل يربط بين الحوافز البحثية وبراءات الاختراع والمنافسة السوقية والإنتاجية في إطار واحد.
وفقاً لنموذجهما، يمنح كل ابتكار الشركات احتكاراً مؤقتاً يدرّ أرباحاً تموّل أبحاثاً جديدة واستثمارات لاحقة، ما يخلق حلقة متواصلة من الإزاحة والتجديد تدعم النمو على المدى الطويل.
إرث الجائزة الاقتصادية
تُعرف الجائزة رسمياً باسم «جائزة بنك السويد في العلوم الاقتصادية في ذكرى ألفرد نوبل»، وأُنشئت عام 1968 من قبل البنك المركزي السويدي، ومنذ ذلك الحين مُنحت 56 مرة لـ96 عالماً، من بينهم ثلاث نساء فقط.
ورغم أن الجائزة ليست من الفئات الأصلية التي أقرّها نوبل، فإنها تُقدَّم سنوياً مع بقية الجوائز في 10 ديسمبر، ذكرى وفاة مؤسسها.
وتؤكد جائزة هذا العام على فكرة بسيطة لكنها جوهرية:
التقدّم والاضطراب وجهان لعملة واحدة، وإدارة هذا التوازن هي مفتاح الازدهار في عصر التحوّل التكنولوجي المتسارع.






