الفاتيكان – (رياليست عربي). أدان البابا ليو الرابع عشر في أول مقابلة له منذ انتخابه في مايو، اتساع الفجوة بين كبار التنفيذيين الأثرياء والعمال العاديين، محذراً من أن تصاعد عدم المساواة يقوض التماسك الاجتماعي ويمس بقيمة الحياة الإنسانية.
وفي حديث لموقع Crux الكاثوليكي، أشار البابا إلى رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك باعتباره رمزاً لتراكم الثروة الجامحة، قائلاً: «وصلنا أمس خبر أن إيلون ماسك سيكون أول تريليونير في العالم. ماذا يعني ذلك؟ وإذا أصبحت هذه القيمة الوحيدة التي تهمنا، فنحن أمام مشكلة خطيرة».
ثروة ماسك تُقدر حالياً بـ367 مليار دولار، لكن محللين في Informa Connect Academy يتوقعون أن تتجاوز تريليون دولار بحلول 2027، في حال تحقق أهداف “تسلا” المستقبلية، مثل سيارات الأجرة الذاتية والروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
البابا شدد على أن ماسك ليس سوى مثال لمشكلة أوسع: «قبل ستين عاماً، كان الرؤساء التنفيذيون يتقاضون ما يعادل أربعة إلى ستة أضعاف رواتب العمال. الرقم الأخير الذي رأيته اليوم هو 600 ضعف».
الحبر الأعظم، المولود في شيكاغو والذي خدم في بيرو قبل انتقاله إلى روما عام 2023، وصف القضية بأنها ليست اقتصادية فحسب بل روحية أيضاً، محذراً من أن المجتمعات «قد تفقد الإحساس الأسمى بمعنى الحياة» إذا ربطت النجاح بالثروة المفرطة.
وتطرقت المقابلة كذلك إلى الجغرافيا السياسية، حيث أعرب البابا عن أسفه لعجز الأمم المتحدة عن التوسط في النزاعات الكبرى مثل حرب أوكرانيا والحرب في غزة، مشيراً إلى أن الكرسي الرسولي يعمل على تعزيز الحوار. وقال: «يبدو أنه من المعترف به بشكل عام أن الأمم المتحدة فقدت قدرتها على جمع الناس معاً في القضايا متعددة الأطراف».
تزامنت تصريحات البابا مع انعقاد مؤتمر في الفاتيكان حول “الأخوة الإنسانية”، اختُتم بحفل موسيقي في ساحة القديس بطرس تخللته عروض ضوئية بالطائرات المسيّرة نظمتها شركة Nova Sky Stories المملوكة لشقيق ماسك، كيمبال ماسك.
البابا يربط عدم المساواة الاقتصادية بأزمة روحية في المجتمعات.
- انتقاد مباشر لإيلون ماسك باعتباره رمزاً لتراكم الثروة.
- الفاتيكان يدعو إلى تعزيز الحوار وسط ضعف الأمم المتحدة في إدارة النزاعات.
رسالة البابا تكشف عن صدام متصاعد بين منطق السوق القائم على الثروة ومنطق القيم الإنسانية. انتقاد إيلون ماسك يحمل بعداً رمزياً، إذ يضع أكبر رموز الرأسمالية التكنولوجية في مواجهة خطاب أخلاقي عالمي. لكن يبقى التحدي في ترجمة هذه الرسائل إلى خطوات عملية وسط نظام اقتصادي يُكافئ تراكم الثروة ويعاقب التضامن الاجتماعي.